هذه فضائح محمد السادس مع الإخوة زعيتر

نشر موقع “بلودي إلبو” تقريرا هاما كشف فيه تفاصيل دقيقة عن الإخوة زعيتر وعلاقتهم بالملك المغربي محمد السادس، وكيف أصبحوا مسيطرين على الملك لدرجة توجيهه إنذارا لـ”المخزن”-الحاشية المقربة من الملك التي تدير القصر- دفاعا عنهم.
وبدأ الموقع بنشر القصة منذ بدايتها معرفا بكيفة وصولهم إلى أحضان الملك، موضحا انه بعد أكثر من عامين من المنافسة، عاد عثمان زعيتر إلى الحلبة كجزء من بطاقة القتال UFC 281 في Madison Square Garden، موطن لملاكمة المحترفة. وبحسب ما اعاد نشره موقع “وطن” عن “بلودي إلبو”، دخل الموهبة المغربية المثيرة للجدل، إلى جانب شقيقه أبو بكر زعيتر ووالدهما، إلى القفص مقابل خصمه الأمريكي مات فريفولا، فيما رن النشيد الوطني المغربي في أرجاء الساحة.
وكان من المقرر في الأصل إجراء المباراة في UFC 257 في سبتمبر 2021، ولكن تم إلغاؤها عندما تم القبض على عثمان زعيتر وهو يعتدي على شخص مجهول في جزيرة ياس الإماراتية. ولكن بعد سنوات من الترقب، انتهى القتال في أقل من ثلاث دقائق، عندما بدأ عثمان زعيترفي الهجوم، ورد الملاكم الأمريكي “فرفولا” بتركيبة ثلاثية اللكمات أدت إلى سقوط عثمان زعيتر على اللوحة القماشية، حيث كانت هذه أول خسارة احترافية له، وهي هزيمة وصفتها إحدى الصحف المغربية البارزة بأنها “إذلال”.
وفي حين جاءت هزيمة عثمان زعيتر بمثابة ضربة لجماهيره المغاربة الذين يتطلعون إلى دعم مواطنهم، فإن الخسارة لم يكن لها تأثير يذكر على مكانته كواحد من المقربين من الملك.
وأشار الموقع إلى أن عثمان وشقيقه أمضوا السنوات الخمس الماضية في تكوين صداقة مع الملك المغربي محمد السادس – وهو تحالف غير متوقع رفع مقاتلي UFC إلى مرتبة النخبة، ووسع نفوذهم داخل جدران القصر، وشجعهم على بناء إمبراطورية مالية سريعة مثيرة للجدل.
وقال الموقع إنه في حين أن الصداقة المزدهرة بين مقاتلي UFC والملك المغربي قد تبدو سخيفة، فإن الكشف الأخير الذي نشرته الإيكونوميست يشير إلى أن هناك أزمة تختمر في المغرب وأن عائلة زعيتر قد تكون جزءًا من المشكلة.

من السجن إلى قصر الملك
ولد الأخوان زعيتر في كولون بألمانيا لأبوين هاجرا من المغرب، وقد التحقوا بأكاديمية الملك فهد، وهي مدرسة إسلامية مثيرة للجدل تمولها دولة خليجية ويُشتبه في أنها “تجتذب الإسلاميين إلى ألمانيا”.

تصرفات رجال عصابات
وفي عام 2003، تم التحقيق في المدرسة بشأن صلات مزعومة بجهات متطرفة، وفي نفس العام، مثل أبو بكر وعمر زعيتر – المعروفين آنذاك باسم “التوأم الوحشي” في وسائل الإعلام المحلية – أمام محكمة الأحداث لمواجهة تهم إلحاق الأذى الجسدي والسرقة على طريقة العصابات.
واتهم أبوبكر زعيتر، الذي كان يبلغ من العمر 17 عامًا، بإغراق رجل أعمال بالبنزين قبل سرقة سيارته الفيراري، وحُكم عليه في جوان 2004 بالسجن لمدة عامين وثلاثة أشهر. أطلق سراحه في عام 2006 لكن مشاكله مع القانون لم تنته عند هذا الحد.
وبعد وقت قصير من إطلاق سراحه، اتُهم زعيتر بالاعتداء العنيف على صديقته في سوق عيد الميلاد ولكمها مرارًا وتكرارًا حتى انفجرت طبلة أذنها.
وبحلول عام 2007، كان أبو بكر زعيتر قد تحول إلى فنون القتال المختلطة وبدأ التدريب ليبدأ ظهوره لأول مرة على الساحة الألمانية المحلية.
وفي الوقت نفسه، أقام صداقات مع مغني الراب والمشاهير المحليين، وبحسب ما ورد كان مرتبطًا بالعصابات الإجرامية. ومع ذلك، كانت صداقته غير المتوقعة مع الملك محمد السادس هي التي عززت مكانة مقاتل UFC الشهير.
وبدأت الصداقة في عام 2018، بعد وقت قصير من طلاق الملك بهدوء للأميرة للا سلمى، حيث أنه وفقًا لتقارير وسائل الإعلام المغربية، كان الملك محمد السادس حريصًا على لقاء أبوبكر وعثمان بسبب إنجازاتهما في MMA (كان أبو أول مواطن مغربي يوقع مع UFC بينما كان عثمان قد ادعى للتو حصولهعلى لقب Brave FC للوزن الخفيف وعزز سجله الخالي من الهزيمة. إلى 10-0).
وأصبح الأخوان زائرين متكررين للملك، الذي أخذهم في إجازات وسمح لهم لاحقًا بتجديد أحد القصور غير المستخدمة في طنجة إلى نادٍ رياضي.

رجال الملك
ومع اشتداد صداقة الأخوين زعيتر مع الملك، بدؤوا في تولي المزيد من الأدوار الرسمية داخل الحكومة المغربية. في عام 2018، ورد أنه تم تعيين أبو بكر عزيتر رئيسًا لجمعية تنظيم المسيرة الخضراء – وهي مجموعة مسؤولة عن الاحتفال السنوي لإحياء ذكرى 6 نوفمبر 1975، وهو التاريخ الذي سار فيه 350 ألف مغربي إلى الصحراء احتجاجًا على احتلال إسبانيا للصحراء الغربية لمدة قرن من الزمان، وعادة ما يتخذ الاحتفال شكل مباراة كرة قدم يشارك فيها نجوم كرة قدم دوليون مثل لويس فيجو وريفالدو ورافائيل ماركيز، وقد تم انتقاده باعتباره محاولة “غسيل رياضي” لاحتلال المغرب للصحراء الغربية وصرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان.

الملك يرسل ولي العهد للترويج لمطعم عمر زعيتر
وفي مقابل ولائهم، ظل الملك محمد داعماً لمساعي الأشقاء، وعندما افتتح عمر زعيتر مطعم برجر في طنجة في جويلية 2019، أرسل الملك ابنه الأمير حسن لتناول الطعام هناك والمساعدة في الترويج للمطعم.
كما ساعدت صداقة الأخوين زعيتر مع الملك محمد السادس على تعزيز مسيرتهما المهنية. وعلى سبيل المثال، بعد سماع أن أبو بكر زعيتر كان يواجه مشكلة في دخول الولايات المتحدة بسبب ماضيه الإجرامي، ورد أن الملك شعر بالضيق وقرر التدخل لمساعدة المقاتل في تأمين تأشيرته، وهو ما نجح في فعله في النهاية.
ومع مرور الوقت، استمر تأثير الأخوين أزعيتر في النمو، عندما توفيت والدتهم، سمح لهم الملك بدفنها في أراضي القصر في طنجة، ساعدهم في الحصول على عقارات ثمينة ومنحهم الوصول إلى موارده الكبيرة. وقال أحد المطلعين على شؤون العائلة المالكة لصحيفة The Economist: “إنهم يستخدمون طائرات عسكرية، ولديهم تفويض مطلق للعمل في القصر كما يريدون، ويمكنهم الوصول إلى المرآب واستلام السيارات التي يريدونها”. “إنه أمر غريب للغاية.”
وأثار هذا التأثير المكتشف حديثًا غضب المخزن، وهو جهاز تابع للدولة وامتداد للملكية يتألف من مسؤولين منتخبين ومعينين – النخبة السياسية والتجارية الرائدة-، ومع ذلك، فقد كانوا عاجزين عن إيقاف الملك، الذي قيل إنه أخذ المقاتلين إلى حفلات في سيشيل وتسكع معهم على متن يخت أمير خليجي، حتى أنهم أصبحوا حراس بوابات الملك، ويقررون من سيجتمع مع الملك. وقال أحد رجال الأعمال لصحيفة The Economist: “إنهم يعاملون حكام المقاطعات مثل سائقيهم..وأوضح الملك لجميع وزرائه أنه يمكنهم التحدث نيابة عنه.”
ورد المخزن بإطلاق العنان لمنافذ الأخبار الموالية للحكومة على الأخوين زعيتر، حيث ركز مقال بعنوان “أرني ما ترتديه وسأظهر لك من أنت” على مجموعة ساعات أبو زعيتر الفخمة بينما زعمت أغنية “Chickengate” أن الأخوين قدموا لحومًا فاسدة في مطاعمهم.
ومع ذلك، فإن الضغط المتزايد على الأخوين زعيتر لم يؤد إلا إلى إثارة غضب الملك ضد جهاز الدولة ودفعهم إلى المواجهة، حيث أهمل الملك مهامه واختفى في فرنسا معظم عام 2022. وفي غضون ذلك، احتج آلاف المغاربة على الفساد وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل متزايد.
وبدلاً من تولي دوره القيادي، وجه الملك محمد إنذاراً لمخزنه: “إذا كنت تريدني أن أعود، فاعتني بآل زعيتر“.