-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أوصل "الخضر" إلى العالمية ثم خسر ورقة "الكان" والمونديال

هذه محطات بلماضي من التألق والإنجازات.. إلى التراجع والخيبات

صالح سعودي
  • 1191
  • 0
هذه محطات بلماضي من التألق والإنجازات.. إلى التراجع والخيبات

عرف مشوار المدرب جمال بلماضي على رأس المنتخب الوطني تباينا واضحا، ما جعله يمر حسب بعض المتتبعين بمرحلتين، الأولى ميزها التألق وصنع التميز، حتى أنه أوصل بالخضر إلى العالمية في غمرة التتويج بـ”كان 2019″، ثم تراجع بشكل واضح منذ خريف العام الماضي، ما انعكس سلبا على النتائج والأداء، بدليل نكسة “الكان” مطلع هذا العام، ليلي ذلك خسارة ورقة المونديال في الدور الفاصل أمام المنتخب الكاميروني.

يجمع الكثير من المتتبعين أن الناخب الوطني جمال بلماضي كان بمقدوره الذهاب بعيدا مع محاربي الصحراء، وبنفس الإيقاع الذي صنعه منذ توليه زمام العارضة الفنية صائفة 2018، حين حقق نتائج إيجابية متتالية مكنته من تحطيم عدة أرقام فنية كان لها صدى معنويا مهما، ومهدت لتتويج إفريقي تاريخي غير مسبوق خارج القواعد، حين عاد بالتاج القاري صائفة 2019 من الملاعب المصري، وذلك بعد عام فقط من إشرافه على “الخضر”، وتواصلت مسيرة التميز حين سيطر بشكل واضح على المنتخبات الإفريقية وجسّدها أيضا بمباريات تاريخية ارتقت بالمنتخب الوطني إلى مرتبة العالمية، بدليل الفوز الودي بثلاثية كاملة أمام منتخب كولومبيا، وبعد ذلك حقق تعادلا مثيرا ومميزا أمام المنتخب المكسيكي، مسار جعل بلماضي يخطف الأضواء على أكثر من صعيد، بدليل اختياره أحسن مدرب إفريقي ورابع أفضل مدرب في العالم، وهو اختيار مستحق لتقني جزائري شاب عرف كيف يمنح إضافة نوعية لمحاربي الصحراء الذين عانوا الكثير في فترتي ليكانس ورابح ماجر ثم ضخ فيهم دماء جدية جعلتهم يتألقون في سماء الكرة الإفريقية وحتى العالمية.

وإذا كانت مرحلة التألق قد توّجت بكسب لقب قاري هام خارج القواعد، فإن بعض العوامل أثرت بشكل أو بآخر في ديناميكية التشكيلة الوطنية، وفي مقدمة ذلك مخلفات وباء كورونا الذي كسر حركية المنافسة الكروية بشكل عام، مثلما كسر وتيرة حياة المواطنين في الجزائر والعالم لفترة طويلة نسبيا، كما أن هناك عامل يراه البعض مؤثر ولو نسبيا على حركية “الخضر”، ويتعلق الأمر بالشق الإداري، حين تم تنحية زطشي من رئاسة الفاف، ومنعه من الترشح لعهدة جديدة، في الوقت الذي أكد الكثير على الانسجام الحاصل بين هذا الأخير وبلماضي، بشكل ساهم إلى حد كبير في التتويج باللقب القاري وسمح بتحقيق نتائج ايجابية متتالية مهمة.

ورغم أن البداية مع شرف الدين عمارة الذي خلف زطشي على رأس الفاف كانت عادية مع بلماي، إلا أنه بدا للعين وجود بعض من التوتر وغياب التواصل والانسجام اللازمين بين الرجلين، ناهيك عن بعض القرارات التي كان لها تأثيرها السلبي، مثل قضية محرز وقتل المنافسة في التشكيلة والأجواء المناخية وغيرها، وهي أمور ساهمت بشكل أو بآخر في نكسة “الكان”، نكسة سبقتها عدة مؤشرات، منها الأداء غير المقنع أمام بوركينافاسو، سواء في موعد مراكش أو فوق ميدان تشاكر بالبليدة، وهو الأمر الذي كسر بعد ذلك سلسلة النتائج الايجابية المتتالية دون هزيمة، وهذا بسبب تراجع الهجوم وفقدان الحصانة الدفاعية، ما مهد لنكسة “الكان” وأخرى في فاصلة المونديال، بدليل أن الفوز المحقق أمام الكاميرون في ملعب جابوما لم يتم استثماره في مباراة العودة بالبليدة التي عرفت خسارة مرة بطريقة مخيبة.

والواضح أن بلماضي قد مرّ على مدار 4 سنوات مع “الخضر” بمرحلتين هامتين، شطرها الأول اتصف بالتميز والانجاز النوعي المتمثل في إحراز التاج الإفريقي وتمديد سلسلة النتائج الايجابية المتتالية، والمرحلة الثانية عرفت تراجعا وصل مرحلة الخيبة والفشل في تحقيق أبرز الأهداف النوعية، بدليل نكسة “كان” هذا العام وخسارة ورقة التواجد في مونديال قطر، وهو الأمر الذي يفرض وقفة تقييمية جادة، بغية فتح صفحة جديدة وايجابية لتدارك الأخطاء الكثيرة والجسيمة، سواء في الشقين الفني أو الإداري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!