-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ثقل جيواستراتيجي ومكانة في التنظيمات الإقليمية والدولية للدفاع عن العرب وأفريقيا

هذه مزايا الجزائر دبلوماسيّا من مقعد مجلس الأمن

أسماء بهلولي
  • 7640
  • 0
هذه مزايا الجزائر دبلوماسيّا من مقعد مجلس الأمن
أرشيف

أجمع خبراء ومُحلّلون سياسيون على أن فوز الجزائر بمقعد غير دائم بمجلس الأمن، سيؤهّلها لكسب ثقل جيوستراتيجي ودبلوماسي أكبر بين الدول ومكانة مرموقة في التنظيمات القارية والإقليمية وإسماع كلمة إفريقيا والعرب في العالم ومساندة أوسع للقضية الفلسطينية بهدف تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته كاملة السيادة وفق الشرعية الدولية.
وبهذا الصدد، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة ورقلة، مبروك كاهي، أن انتخاب الجزائر لشغل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، هو إجماع على الدور الجزائري في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وبالشرعية الدولية، خصوصا أنه كان انتخابا من 184 دولة عضوا بالمنظمة الأممية أي بالأغلبية الساحقة.
أما عن دلالات الحدث دبلوماسيا، يقول محدث “الشروق”، أن هناك أكثر من دلالة، أولها المبادئ السامية للدولة الجزائرية ودبلوماسيتها المنبثقة من قيم الثورة التحريرية الداعية لحل القضايا الدولية العالقة بالطرق السلمية، وتشجيع الحوار والتعاون واحترام سيادة الدول، وغيرها من القيم السامية والثابتة، ما جعل الجميع -يضيف المحلل السياسي- يحترمون الجزائر ويؤمنون بدورها الدولي.
كما يعد ذلك حسب كاهي، اعترافا بالجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خاصة بعد رسالة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة التي تضمنت إشادة بدور الجزائر في إرساء السلم والاستقرار في الساحل الإفريقي.
ويربط مُحدثنا بين التحركات المكثفة التي قادتها الجزائر على الصعيد الإفريقي لحلحة القضايا العالقة ونجاح القمة العربية المنعقدة في الجزائر في نوفمبر المنصرم، من حيث الحضور والقرارات المنبثقة عنها، وبين الفوز بهذا المقعد الذي يعد – حسبه- تتويجا لهذه الجهود يضاف لها الدور المتوسطي الذي لعبته الجزائر في إرساء علاقات تعاون حقيقية متبادلة مع أبرز أقطاب الحوض في الضفة الشمالية للمتوسط كتركيا، ايطاليا والبرتغال قائلا: “مقعد الجزائر جاء عن استحقاق وبعد جهد منظم ومستمر لم ينقطع منذ آخر مرة شغلت فيها الجزائر هذا المقعد سنة 2004”.
كما أن تواجد وزير الخارجية أحمد عطاف بمقر الأمم المتحدة، ساهم إلى حد كبير في حشد الإجماع وضمان الأصوات، وهو دليل آخر -يقول المحلل السياسي- على أن الجزائر تتفاعل مع القضايا الدولية، وترد في نفس الوقت على الأصوات المغرضة والمضللة التي لا تتوقف على نشر الأكاذيب والخرافات عن وجود الجزائر في عزلة دولية .
وحسب محدثنا، سيكون لهذا المقعد عدة تأثيرات على الجزائر ومحيطها العربي والإفريقي، فالفوز بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي يمنحها ثقل جيواستراتيجي لدبلوماسيتها، ومكانة خاصة في التنظيمات القارية والإقليمية وحتى الدولية.
من جهة أخرى، فإن الدبلوماسية الجزائرية تنتظرها عدة رهانات وتحديات -يقول كاهي- وعضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي سوف تساهم في تحقيق الأهداف بداية من إعادة السلم والاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي، والعمل على حل الأزمة الليبية، وإعادة بناء الدولة وفق مقتضيات الشرعية الدولية وقرارات منظمة الأمم المتحدة.
أما على الصعيد الإقليمي العربي، ومن مخرجات القمة العربية في الجزائر، فقد كان تأكيد رئيس الجمهورية على ضرورة تمكين دولة فلسطين من عضوية دائمة ومكتملة في منظمة الأمم المتحدة، ليقول المحلل: “لعل هذا المعقد هو خطوة أولى لتحقيق الهدف وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته كاملة السيادة وفق الشرعية الدولية”.
من جانبه، يربط المحلل السياسي، إدريس عطية في حديثه لـ”الشروق”، بين انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن وبين المواقف الأخيرة التي تبنتها بلادنا خاصة فيما يتعلق بالأزمات الدولية، فهي تحظى –حسبه- بثقة الدول الكبرى، وفوزها بالمقعد هو إضافة لرصيدها الدبلوماسي الكبير .
ويقول المحلل السياسي، إن مواقف الجزائر الأخيرة واستقلاليتها في اتخاذ القرارات كلها عوامل ساهمت في رفع حظوظها في الفوز بهذا المقعد، فهي تتمتع يقول بثقل واستقلالية في الطرح، ورغبتها في تحقيق الاندماج الايجابي في إطار الشرعية الدولية، عوامل ساهمت في رفع صوتها دوليا على المستوى الأفريقي والدولي وكذا العربي.
ومن شأن موقع الجزائر الجديد في مجلس الأمن، أن يساهم في إسماع صوت العالم العربي والإفريقي على حد سواء، خاصة وأن المرحلة المقبلة تستدعي أن تكون المنطقة الإقليمية التي تنتمي إليها الجزائر مسموعة في ظل التحديات المطروحة سواء أمنيا أو اقتصاديا قائلا: “يجب أن يستغل المقعد في المصالح الدولية ويستغل في إطار ايجابي لحماية المصالح الإفريقية”.
ويتفق معه الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية عبد الرزاق محفوظي، الذي يرى أن فوز الجزائر بمقعد بمجلس الأمن يندرج في سياق العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية بعد حالة الركود التي عاشتها لفترة.
وسبق هذه العودة يقول محدث “الشروق”، مؤشرات قوية على المستويين الإقليمي والدولي، أظهرت قوة الدبلوماسية الجزائرية ورغبة كبيرة من قبل أعلى السلطات في البلاد للعب دور بارز على مستوى الهيئات الدولية بهدف خدمة مصالح الجزائر وإفريقيا والعالم العربي.
وقبل الفوز بهذا المقعد يقول محدثنا، فازت الجزائر في تصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذا الهيئات الأخرى على المستوى الإفريقي على غرار برلمان عموم إفريقيا، ما يؤكد حجم الجهود المبذولة من قبل الدولة لتطوير العمل الدبلوماسي.
ليضيف: “الأغلبية الساحقة صوتت لصالح الجزائر والذين لم يصوتوا في الأصل لا يشرفون الجزائر التي تتمسك بمواقفها الثابتة والعادلة اتجاه القضايا العالمية”.
ويرى محفوظي، أن الجزائر اليوم تحمل على عاتقها العديد من الملفات التي تبحث عن حل مستعجل، فهي باتت تمثل القارة الإفريقية وعليها أن ترافع لصالحها، خاصة وأن هذه الأخيرة تعرضت على مدار التاريخ للظلم والاستغلال، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر فيما يسمى إصلاح منظومة الأمم المتحدة والتمثيل داخل مجلس الأمن، لاسيما وأن هذا النظام أسس بعد الحرب العالمية الثانية وهمش فئات كبيرة من المعمورة”.
ويؤكد محدثنا إلى أن: “الجزائر سوف تستغل كل الأوراق إفريقيا ودوليا لصالح هذا المنحى، كما أنها حصلت على دعم عربي ويحسب لها دورها في تحريك الوضع الراكد في المنطقة خاصة بعد قمة الجزائر فالوضع العربي كان يعيش موتا إكلينيكيا”، ليضيف في هذا السياق: “بفضل حنكة الدبلوماسية الجزائرية وعلاقاتها الدولية والعربية تمكنت سوريا من استرداد مقعدها في الجامعة العربية، فبلادنا اليوم ترفع قبعتين إفريقيا وعربيا وعدة قضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!