-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من مؤامرة مكسيكو إلى زطشي

هذه هي أكبر الإهانات التي تعرض لها سعدان في مشواره الكروي

صالح سعودي
  • 2920
  • 4
هذه هي أكبر الإهانات التي تعرض لها سعدان في مشواره الكروي
ح.م

لم يفهم الكثير من المتتبعين، الخلفيات التي جعلت القائمين على “الفاف” يصرون على إخراج شيخ المدربين رابح سعدان من الباب الضيق، وهذا بعدما أرغمته هيئة زطشي على الاستقالة، بعد الإهانة التي تعرض لها مؤخرا، حين حرمته من حضور المؤتمر الذي نظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص نهائيات كأس العالم الأخيرة التي جرت في روسيا، ما جعل سعدان يخرج عن صمته ويضع النقاط على الحروف في تصريحات إعلامية زعزعت الشارع الكروي والرأي العام الوطني.

أثبت رابح سعدان مجددا أنه يذهب دائما ضحية قرارات تسييرية تستند إلى رؤية ضيقة، بدليل أنه كثيرا ما تعرض لمؤامرات من نيران صديقة أو المحيط المقرب لهيئة “الفاف” على الخصوص، حيث إن إنجازاته ونجاحاته مع المنتخب الوطني لم تشفع له بالتعامل معه وفق أطرف احترافية على وقع حسن التقدير والاحترام، ورغم أن اسم شيخ المدربين رابح سعدان مقترن بأبرز إنجازات المنتخب الوطني على مر السنين، وفي مقدمة ذلك مساهمته في التأهل لنهائيات كأس العالم في 3 مناسبات، ورد الاعتبار لـ”الخضر” في كل مرة يغرقون في وحل المهازل، فضلا عن البصمات التي تركها مع الأندية الجزائرية والعربية، إلا أن ذلك لم يشفع بالخروج في كل مرة من الباب الضيق، وهو الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول أسباب وخلفيات المعاملة التي يتعرض لها في كل مرة رغم ماضيه الأكاديمي والميداني كمدرب يعد من خيرة التقنيين الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية منذ الاستقلال.

وإذا كان تاريخ سعدان الكروي يبقى مرتبطا بأهم إنجازات المنتخب الوطني على الصعيدي القاري وحتى العالمي، بدليل أنه كان وراء تأهل المنتخب الوطني للمونديال في 3 مناسبات، فضلا عن وصوله إلى نصف نهائي “كان 90” بعد نسختين متتاليين من الغياب، فضلا عن الوجه الذي أبان عنه في “كان 2004″، وغيرها من الإنجازات، إلا أن المؤامرة كانت حاضرة ضده بصورة ميدانية على مر السنين، والبداية كانت نهاية عام 1981، حين تمت إقالته رفقة الطاقم الفني لـ”الخضر” (معوش وروغوف)، وهو الطاقم الذي ساهم في تأهل المنتخب الوطني لمونديال 82، لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، لتتجدد المتاعب مع سعدان، بعد نهائيات مونديال مكسيكو 86، بسبب مشاكل إدارية سدد فيها الطاقم الفني الفاتورة غاليا.

 حدث ذلك رغم الأداء الراقي ضد إيرلندا والبرازيل، ليرغم على الانسحاب بعد مهزلة مباراة إسبانيا التي كانت نتائجها تسييرية بالدرجة الأولى، ما جعله يرد الاعتبار لنفسه من بوابة الرجاء البيضاوي، حين افتك كأس إفريقيا للأندية البطلة من وهران على حساب “الحمراوة، ورغم أن حنين سعدان إلى المنتخب الوطني كان يشده في كل مرة، حتى إنه تولى في بعض الأحيان مهمة رجال الإطفاء، خاصة في نهاية التسعينيات ومطلع الألفية، لكن ذلك لم يمنعه من ترك بصمته، سواء في “كان 2004” أم في “كان 2010″، وكذا إعادة المنتخب الوطني إلى واجهة المونديال من بوابة جنوب إفريقيا عام 2010، قبل أن يرغم على الاستقالة بحجة التعادل المسجل أمام تنزانيا، في إطار تصفيات “كان 2012″، مباشرة بعد عرس جنوب إفريقيا.

متهم بالجبن لكن تصريحاته تعكس صراحته وصرامته

ولا يتوانى الكثير من المعارضين لرابح سعدان في اتهامه بالجبن وضعف الشخصية، من منطلق المشاكل التي كثيرا ما تقع في المنتخب الوطني، إلا أن الواقع الميداني يثبت حسب المتتبعين، أن بيت الخضر يفترض أن يكون خلاصة عمل تكاملي بين المسيرين والفنيين، بدل أن يتحول إلى محكمة أو ثكنة، والأكثر من هذا فإن سعدان سبق له أن رد على منتقديه في أكثر من مناسبة بكثير من الصراحة والصرامة، وأثبت في الوقت نفسه رقي أخلاقه وكفاءته، بدليل أنه لم يترك أي مؤامرة تعرض لها إلا وأشار لها بشكل صريح وموضوعي ودون تصفية حسابات، مثل مؤامرة مكسيكو 86 التي سردها في حينها، وكذا المتاعب التي لاحقته بعد مونديال 2010، حتى إنه وضع النقاط على الحروف مع الرئيس السابق لـ”الفاف” محمد روراوة في عدة مناسبات، كما قام بتعرية نكسة حليلوزيتش في “كان 2013″، ولم يتوان في قصف الرئيس الحالي لـ”الفاف” زطشي بعد المؤامرة التي حاكها ضده مؤخرا، بغية جره إلى الاستقالة، بمساعدة عدة جهات مسيرة وأخرى فنية، وفي مقدمتهم المدرب الجديد بلماضي باعتراف سعدان نفسه.

الرجل الهادئ.. بارع في هزم خصومه فوق الميدان

وبعيدا عن المؤامرات التي تعرض لها سعدان على مر السنين، والانتقادات أو الحرب الإعلامية التي شنها البعض ضده، إلا أن التاريخ سيظل محتفظا بصورة مشرفة عن شيخ المدربين الذي لم يفوت أي فرصة لتشريف الألوان الوطنية، كما يعد من خيرة التقنيين الجزائريين الذين يملكون سجلا حافلا بالإنجازات، بدليل أن اسمه يبقى مقترنا بالمنتخب الوطني مع المونديال، فضلا عن بصماته النوعية، حين أعاد بريق المنتخب في “كان 2004” بتونس بعدما كان على أهبة الضياع، وفي دورة 2010 بعد غياب عن نسختين متتاليتين، بدليل أن وصول زملاء حليش إلى الدور نصف النهائي كان ردا صريحا على كل المشككين في قدرات المدرب سعدان بعد الخسارة في لقاء الافتتاح أمام مالاوي، وساهم في إعادة “الخضر” إلى كأس العالم من بوابة جنوب إفريقيا 2010 بعد غياب دام 24 سنة.

 كما أثبت سعدان حنكته مع الأندية التي أشرف عليها، في صورة وفاق سطيف، أو خارج الوطن، على غرار التجربة المميزة مع الرجاء البيضاوي نهاية الثمانينيات، وإشرافه على أندية تونسية وخليجية، علما أن سعدان يعد أكثر المدربين تداولا على “الخضر” بإشرافه على 72 مقابلة من أصل 532 مقابلة نشطها المنتخب الوطني منذ الاستقلال وهو ما يعكس حضوره المميز على رأس العارضة الفنية للمنتخب الأول.

ولد أمام باب ملعب سفوحي.. عشق الكرة وبقي وفيا لها

ولد رابح سعدان في منزل متواضع مجاور لملعب الشهيد سفوحي بحي سطون سنة 1946، من عائلة تنحدر من منطقة “العنصر بالميلية ولاية جيجل، باعتبار أنّ والده (توفى سنة 1970) استقر في ولاية باتنة عام 1910، فتربى سعدان وترعرع بجوار ملعب سفوحي الذي أحبه كثيرا، وعلى أرضيته تعلم كرة القدم وأحبها وعشقها وأصبحت تسري في عروقه مثل الدم، ورغم ذلك فقد استطاع أن يوفق بين معشوقة قلبه الكرة المستديرة ومساره الدراسي منذ أن كان تلميذا في ابتدائية الأمير عبد القادر المجاورة لمنزله بممرات مصطفى بن بولعيد ثم إكمالية الإخوة العمراني، مرورا بالطور الثانوي بقسنطينة، حيث نال شهادة البكالوريا فرع علوم موسم 1965/1966.

وقبل أن يبرهن سعدان عن كفاءته كمدرب محنك، فقد كان لاعبا بارعا ينشط على مستوى الخط الأمامي والدفاعي أيضا، وقد وقف المدربون الذين أشرفوا عليه على مهاراته الفنية والبدنية في سن متقدمة ما جعله يرتقي في ظرف قياسي إلى صنف الأكابر، رغم أنه كان في صنف الأشبال بمعية زميله زندر عبد الحفيظ بألوان مولودية باتنة منتصف الستينيات، قبل أن يتوجه إلى قسنطينة للدراسة، ولعب موازاة مع ذلك بألوان “الموك”، ليواصل مسيرته كلاعب بألوان نادي الأبيار واتحاد البليدة، علاوة عن مروره بمختلف الأصناف الشبانية للمنتخب الوطني إلى غاية استدعائه إلى الأكابر من قبل المدرب القدير رشيد مخلوفي، كما لعب لصالح المنتخب الوطني العسكري والجامعي، وأرغم على إنهاء مشواره الرياضي كلاعب وعمره لم يتجاوز 27 سنة بسبب الإصابة التي زاد مفعولها على مستوى الأربطة على هامش الدورة الكروية التي شارك بها مع “الخضر” في الاتحاد السوفياتي، وفضل حينها طرق أبواب التدريب بعد تكونه العلمي في المعهد التكنولوجي للرياضة ببن عكنون الذي يعد أحد أعمدته لسنوات طويلة من الزمن، حيث تخرج على يده الكثير من المدربين الناشطين في خارطة الكرة الجزائرية فضلا عن خدماته الكبيرة التي قدمها في ميدان التدريب والتوجيه أيضا.

محنك في التوقعات رغم حرصه على التحفظات

وإلى جانب حبه لكرة القدم، فإن رابح سعدان يعد شخصا هادئ الطباع منذ الصغر، كما أن رابح سعدان بحسب شقيقه الوحيد الشريف يعد من محبي الأكلات الشعبية، وتبقى أكلته المفضلة في باتنة “الدوبارة” دون منازع، كما يعرف عن سعدان أنه قليل الاستماع إلى الموسيقى عدا الشعبي منها، إلى جانب أنه لا يحب الأعراس والحفلات باستثناء العائلية منها.

وحسب شقيق الشيخ دائما فإنّ هذا الأخير يكون قبل انطلاق أي مقابلة كروية مع أي فريق يتوقع تماما نتيجة المقابلة وتكهناته تكون في أغلبية الأحيان صحيحة، لأنه قبل المباراة يكون قد اطلع على الظروف النفسية لكل لاعب من لاعبي الفريق الوطني ومدى قابلية كل واحد منهم لإعطاء ما يملك من إمكانيات لأنّه حسب ما يرويه لشقيقه، قد يكون أحد اللاعبين من ألمع وأقوى لاعبي الفريق لكن قد لا يقدم شيئا في مقابلة ما وأكثر من ذلك فإنه بإمكانه أن يؤثر سلبا على مجريات المقابلة وقد يساهم حتى في انهزام الفريق، إذا كان هذا اللاعب قد تأثر بحادثة ما، ففي هذا المجال فإنّ المدرب وحده هو الذي يعرف متى يمكن لكل لاعب تقديم الأفضل، فقد لا يقدم ألمع اللاعبين مردودا جيدا عندما يلعب تحت ضغط جمهوره والعكس إذا لعب خارج الميدان، ولهذا يريد رابح سعدان فرض احترام كامل أعضاء أسرة الفريق لقراراته وتوجيهاته، لأنه يعلم تماما متى وماذا يمكن أن يقدم هذا اللاعب أو ذلك، وإذا أمر أحدهم بعدم اللعب في مقابله ما فهذا ليس إنقاصا من شأنه، بل لأن رابح سعدان يعرف جيدا ماذا يفعل.

ويبقى الشيء المميز الذي وقف عليه الشارع الكروي هو أن الشيخ رابح سعدان يتابع المقابلات في كامل هدوئه ورزانته، بعيدا عن الانفعال والصراخ على اللاعبين، حتى إنه أحيانا لا يبرح مقعده إلا نادرا، وينظر إلى المقابلة على أنها مثل القطار إذا انطلق لا يمكن إيقافه، لذلك يسعى دائما إلى وضع الخطة المناسبة قبل المقابلة وأثناء التدريبات، ويقدم النصائح والتوجيهات اللازمة، وعندما تنطلق المقابلة يتابع الوضع من بعيد، مع توجيه نصائح بسيطة بين الشوطين أو أثناء عملية التغييرات، لكن الأمر يختلف حسب شقيقه عندما يكون يتابع المباريات على شاشة التلفزيون، حينها يكون معروفا بانفعالاته وانتفاضاته عند كل لحظة تضييع لاعب ما للكرة، أو عندما يلاحظ أنّ مدرب أحد الفريقين وضع خطة بدت له غير مناسبة.

مقتطفات من الوجه الآخر لشيخ المدربين على لسان شقيقه الوحيد

يمكن معرفة الوجه الآخر لشيخ المدربين رابح سعدان من خلال هذه النقاط التي أتحفنا بها شريف سعدان الذي يعد الشقيق الوحيد لشيخ المدربين.

سعدان حساس.. رزين ويصبر على الشدائد والمحن

“أخي رابح يملك حسا مرهفا وله ذكاء خارق للعادة، يثق في قدراته وتفاؤله في كسب الرهانات التي يسعى إليها، إنسان يتسم بالرزانة الكافية داخل العائلة وخارجها إضافة إلى طول الصبر في الشدائد والمحن وهو ما يساعده على التعامل مع الأمور بكثير من العقلانية”.

ملعب سفوحي كان عنوانه الرئيسي

“كنا نسكن في حي “سطون” بجوار ملعب سفوحي، وسط مدينة باتنة، ما جعله يكشف تدريجيا عن مهاراته في ممارسة كرة القدم، كان يقضي أغلب أوقاته في الملعب الذي كانت أبوابه مفتوحة على الدوام في ذلك الوقت، حتى إن ملعب سفوحي كان بمثابة عنوانه الرئيسي وإذا أردت أن تبحث عنه ما عليك إلا التوجه إلى ملعب سفوحي وستجد رابح سعدان هناك”.

الوالد كان يصر على الدراسة قبل الكرة

“في الحقيقة فإن الوالد رحمه الله كان يمنح الأولوية للدراسة في المقام الأول، بدليل أنني لم يتركني أمارس كرة القدم آنذاك، في الوقت الذي لم يكن أمامه خيار تجاه رابح بعد أن تألق بشكل كبير فوق الميدان وحينها طلب منه مسيرو “الموك” انتدابه إلى قسنطينة وهو ما كان مناسبة مهمة لرابح من أجل متابعة الدراسة هناك في ثانوية رضا حوحو”.

كان في مرتبة الأب وساعدني كثيرا

“بحكم أنني الشقيق الوحيد له من الذكور فقد كنت أعتبره بمثابة الأب في نفس الوقت، وفي الحقيقة دائما يكون في المستوى وقدم لي يد العون، حيث تنقلت بمعيته إلى العاصمة في الموسم الدراسي 70-71 ودرست هناك في ثانوية العمراني في الوقت الذي كان يدرس في معهد بن عكنون قبل أن أتحول إلى البليدة وأرزيو بعدها، وفي هذا الجانب فقد منح لي يد العون في كل الأوقات وكان إنسانا كبيرا بكل المواصفات مع عن رزانته في اتخاذ القرارات المناسبة”.

لهذه الأسباب نناديه بـ”كمال”

“كل من تربى إلى جانبه في حي “سطون” أو درس معه يعرفه باسم كمال الذي كان متداولا داخل البيت وخارجه، واسم رابح عرف به عن طريق الجرائد ووسائل الإعلام بحكم أن اسمه المدون في سجل الحالة المدنية وهو ما جعل بعد ذلك الكل يناديه باسم رابح بعدما كان يعرفه أصدقاؤه وأترابه تحت اسم كمال”.

هؤلاء هم أصدقاؤه المقربون

“هناك العديد من الأصدقاء المقربين الذين يكنون له التقدير والاحترام ونفش الشيء من جانبه، فمن زملاء الدراسة نجد كمال صايدي، وفي ميدان الكرة نجد مثلا وندر عبد الحفيظ، حمّة ملاخسو، علي ولد الهواري، سيدهم، حمودي بسباس والحاج بوعبد الله على أن يسمح لي كل من نسيت ذكر اسمه إضافة إلى حمودي بونقاب الذي أشرف على الجانب الإداري لمولودية باتنة أثناء حمل رابح لألوان المولودية في الستينيات”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • bdir

    Pour moi c'est quelqu'un de malhonnête pour la simple raison ces déclarations sur une machination monté contre lui de la part de Belmadi celui qui a vu l'interview a pu remarqué que les journalistes le dirigeaient à cet affirmation comme celle d'ailleurs faite au sujet du match contre l'Egypte pour salir Hadj Raouraoua et l'image de l'Algérie

  • Haron

    Jai rencontre se messieurs en tunisie leure du matche de 1/4 final ce un grand homme avec un grand coeur
    Et n'oubliez pas qu'il a qualifié l'Algérie apres 24 ans de apsence alore respecte le SVP

  • abdel

    La plupart des Algériens (VIP) ne veulent pas sortir par la grande porte à cause de l'argent, donc ils sont responsables de leur IHANA

  • SOFIANE

    SAADANE EST UN GRAND PROFITEUR DU SYSTEME , IL ADORE LES VOYAGES EN EUROPE ET CETTE FOIS CI CA MARCHE PAS