-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أزمة الغاز والقطيعة مع اسبانيا تلقي بظلالها.. محللون:

هذه هي الأوراق الرابحة للجزائر في زيارة ماكرون

أسماء بهلولي
  • 17592
  • 0
هذه هي الأوراق الرابحة للجزائر في زيارة ماكرون
أرشيف

يجمع خبراء وأكاديميون على امتلاك الجزائر لأوراق ضاغطة ينتظر أن توظف خلال زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هذا الخميس، لحلحلة الملفات العالقة بين البلدين، أبرزها ملف الذاكرة والتأشيرة، في وقت تتوجس فرنسا من تكرار سيناريو اسبانيا، لذا تسعى لإذابة الجليد بعد واقعة التصريحات المستفزة حول “الأمة الجزائرية”.

ويقول عميد كلية العلوم السياسية بجامعة ورقلة سابقا، قوي بوحنية، إن العلاقات الجزائرية الفرنسية لطالما كانت محل تجاذبات مقارنة بباقي الدول، نظرا للملفات الشائكة التي شكلت حجر عثرة في وجه تطورها، ما يجعل زيارة ماكرون للجزائر فرصة لوضع أسس خارطة طريق جديدة، لإعادة هندسة العلاقات الجزائرية الفرنسية التي ستكون مبنية على أساس الندية.

ويشير بوحنية في تصريح لـ”الشروق” أن الجزائر تمتلك أوراقا رابحة للتفاوض بشأن الملفات العالقة، على رأسها قضية الذاكرة، فعلى غرار ما يعرف بـ”الأوراق الناعمة” كدور الجالية الجزائرية بفرنسا، وعناصر التأثير فيها، منها الدبلوماسية الروحية المتمثلة في مسجد باريس، سيضاف لها أوراق جديدة أبرزها الدبلوماسية الصلبة المرتبطة أساسا بالملفات الاقتصادية، والتي يمكن للجزائر أن تعيد النظر فيها، بما يضمن مصلحتها.

وقال بهذا الصدد إن “العلاقات الدولية اليوم تتجه نحو تعدد الأقطاب، والجزائر مطالبة بتطوير علاقاتها مع الحلفاء القدامى على غرار الصين وروسيا وهو ما يخيف فرنسا ويجعل مواقفها متذبذبة”.

وستأخذ فرنسا بعين الاعتبار يضيف – بوحنية – على محمل الجد قضية تذبذب العلاقات الجزائرية الاسبانية وتجميد اتفاقية الصداقة من جهة، ورغبة الجزائر القوية في تنويع شركائها الاستراتيجيين مستقبلا.

بالمقابل، يربط المحلل السياسي، توفيق بوقاعدة، بين مواقف الجزائر الأخيرة من أزمة التصريحات التي أطلقها ايمانويل ماكرون خلال عهدته السابقة، وقدرة الجزائر حينها على تحمل تكلفة القطيعة مع فرنسا، والتي أكسبتها ورقة إضافية للتفاوض مع الجانب الفرنسي في الملفات العالقة، وما زادها قوة هو بروز خيارات أخرى على السطح في مجال الاقتصاد والتحالفات السياسية بعيدا عن فرنسا، التي لا تجمعها بها مواقف موحدة خاصة في القضايا ذات الصلة بمنطقة الساحل، والمغرب العربي ودول الجوار.

وقال بوقاعدة “لاحظنا في السنوات الأخيرة وجود فرق شاسع في المواقف بين فرنسا والجزائر التي بات لديها قدرة كبيرة على التفاوض باستعمال الورقة الاقتصادية مع فرنسا التي فقدت الكثير من مواقعها في سوق الخدمات والإنتاجية في الجزائر لصالح دول أخرى”.

ويرى بوقاعدة، في تصريح لـ”الشروق”، أن التوافق بين الجزائر والحكومة المؤقتة في مالي يثير انتباه الفرنسيين الذين فقدوا موقعهم في هذه الدولة، لاسيما وأن الحكومة في مالي أظهرت قطيعة كلية مع الجانب الفرنسي، وبالتالي ستسعى فرنسا أن تجعل الجزائر طريقا لتليين المواقف بينها وبين السلطات المالية، إضافة إلى ورقة الغاز ومعاناة أوروبا من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح أنّ فرنسا ستعيد النظر في حساباتها مع الجزائر التي ستستغل هذه الورقة أيضا للضغط في الموقف التفاوضي بهدف تحقيق بعض المصالح، خاصة فيما يتعلق بملف الذاكرة، قائلا: “في تصوري فرنسا اليوم مكرهة على تقديم تنازلات للجزائر لا ينتظر أن تمس بالمصالح الجوهرية للدولة الفرنسية أو سياستها الخارجية، لكن حاجتها للغاز وتعزيز مصالحها في الجزائر وإعادة تواجدها في القارة السمراء تدفعها لإعادة النظر في حساباتها مستقبلا”.

واضاف أنّ “الاتحاد الأوروبي يضع كل ثقله على فرنسا وعلاقاتها الدولية لتعويض الطاقة الروسية والتخفيف من حدة الأزمة، لاسيما وأن أوروبا أمام خريف وشتاء بارد”.

وهو نفس الاتجاه يراه المحلل قوي بوحنية معتبرا أن فرنسا تراهن على الجزائر باعتبارها مصدرا للاستقرار وصانعة للسلام في الاتحاد الإفريقي، وبالتالي يجب أن تحافظ على هذا الشريك من خلال تقديم تنازلات، مؤكدا أنه “حتى وإن كانت هنالك زلات لسان لماكرون خلال العهدة السابقة، لكن مخاطبة الرئيس تبون له وتهنئته بفوزه بالرئاسة رسالة ايجابية من شأنها بعث النقاش وتعزيز الشركات المرتبطة بالجانب الاقتصادي”.

وتراهن فرنسا أيضا – يقول بوحنية – على حماية مكانتها الثقافية في الجزائر في ظل تراجع اللغة الفرنسية على حساب اللغة الانجليزية، قائلا “ستعمل فرنسا لتثبيت موروثها الثقافي في الجزائر وهذه النقاط محل إدراك لدى الفاعلين في فرنسا وستوظف خلال هذه الزيارة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!