-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المقاومة تواصل مفاجآتها وإنجازاتها وعدو صهيوني منهار

هذه هي سيناريوهات الحرب بعد نجاح “طوفان الأقصى”

هذه هي سيناريوهات الحرب بعد نجاح “طوفان الأقصى”
ح.م

تواصل المقاومة الفلسطينية مسار مفاجآتها وإنجازاتها على جميع المستويات، وهذا ما تقرّ به المعطيات والتطورات، مع عدو عاجز ومتخبط، لم يجد سوى استهداف المدنيين موقعا عشرات الشهداء في ضربات جوية، أمام اقتدار وصمود وبراعة الفلسطينيين في اقتناص زمام المبادرة والسيطرة على مجريات الميدان، بالاعتماد على أنفسهم واستعداداتهم المسبقة، والاستناد إلى محور المقاومة، الذي تأهبّت قواه في الساحات كلّها في أعلى مراحل الاستعداد والجهوزية.
بالنسبة لردّ الفعل الصهيوني، فإنه يظهر في طيّات ما أعلنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي تحدّث بعد اجتماع حكومته الموسَّعة الذي عُقد السبت، حينما تحدّث عن ثلاثة أهداف أو مراحل
وهي “تطهير” المستوطنات من المقاومين، ثم تدفيع حماس الثمن، ولاحقا تحييد جبهات وساحات محور المقاومة، وتحقيق ما يسميه تحقيق انتصار واضح لا لبس فيه في أوساط الاحتلال.
ويحاول نتنياهو تصوير ذلك على أنه إنجاز في الوقت الذي قد لا يكون هدفاً لكتائب “القسام” أصلاً البقاء في المستوطنات والمواقع داخل غلاف غزة، فهدف عملية “طوفان الأقصى” كان كسر عنجهية وغطرسة جيش الاحتلال والردّ القويّ على جرائمه، من خلال إظهار عجزه وعجز منظوماته وجنوده وضباطه أمام مفاجآت المقاومة، وأمام الالتحام القريب والمباشر بين المقاومين وجنود الاحتلال.
هذه هي الأهداف أو المراحل الـ4 هي التي أعلن عنها نتنياهو، وأعلن حالة الحرب على أساسها. ثم التقى على إثر ذلك، بزعيم المعارضة يائير لابيد في إطار التنسيق، وما هو معتمد عادةً في الكيان أثناء الحروب والمواجهات العسكرية.
كما أجرى نتنياهو بعدها اتصالاً هاتفياً برئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بادين، وبالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتأمين سقف أمريكي ودولي لحربه. لذلك، هدّد الرئيس الأمريكي بايدن بعدم تدخُّل طرف ثالث في الحرب، وهو تهديد مبطّن لمحور المقاومة وبالأخص إيران و”حزب الله”، والهدف من ذلك هو مساعدة الكيان على تعطيل معادلة وحدة الساحات. كما تحدّثت مصادر إعلامية عن إيصال فرنسا رسالة تهديد لـ”حزب الله” في نفس السياق.

محور المقاومة والقدس في أعلى درجات الاستنفار والجهوزية
وبموضوع وحدة الجبهات، في نفس السيناريو، تكشف المصادر، إلى أن ساحات محور المقاومة كلّها مستنفرة وفي أعلى حالات الجهوزية التامّة، وهو ما تجلى في تنفّيذ المقاومة الإسلامية في لبنان عبر مجموعات القائد الحاج عماد مغنية، عملية استهداف مباشرة بالأسلحة المناسبة لـ3 مواقع تابعة لجيش الاحتلال في مزارع شبعا المحتلّة، قامت بتبني المسؤولية عنها. بما يشير إلى أنها تعمّدت الردّ على رسائل التهديد الأمريكية والفرنسية من جهة، وللتأكيد على جهوزيتها واستعدادها من جهة أخرى.

مآلات الساعات القادمة
ليس هناك سيناريوهات واضحة إلى أي مدى ستسلك الأوضاع الميدانية، سواءً حول توغل الجيش الصهيوني البري الذي يعدّ من الخيارات الصعبة جداً على كيان الاحتلال، بل ويمكن اعتباره بمثابة خيار انتحاري للكيان.
نتنياهو نفسه لا يعلم مآل الحرب وكيف يمكنها أن تنتهي، وهذا ما يمكن استدلاله من خلال القصف العشوائي، وتدمير الأهداف المدنية مثل الأبراج والمباني السكنية، وهذا أيضاً هدفه الرد الصهيوني على الحرب النفسية التي استطاعت المقاومة الفلسطينية امتلاك زمام المبادرة فيها، ومحاولة اغتيال شخصيات كبيرة في “حماس”، وهو ما يصعب تحقيقه لوجود قياداتها الأولى خارج فلسطين المحتلة، فرئيس المجلس السياسي إسماعيل هنية في قطر، ونائب رئيس المجلس السياسي صالح العاروري في لبنان وسيعدّ اغتياله خرقاً لمعادلة ردع “حزب الله” بمنع حصول أي عملية اغتيال صهيونية على الأراضي اللبنانية لأي شخصية، وبالتالي، فإن حصول الاغتيال أو محاولة الاغتيال سيؤدي حتماً لاستدراج لبنان إلى الحرب وهذا ما يدرك الصهاينة بأنه ليس في مصلحتهم.
وتذهب القراءات إلى التأكيد بأن اتخاذ الكيان قراراً بغزو غزة أو حتى احتلالها، سيكون بمثابة اتخاذ الاحتلال لخيار الانتحار.
أمام هذه الوقائع والسيناريوهات، يثبت أمر واحد هو أن الكيان الصهيوني متخبّط وعاجز، وغير قادر على تحقيق إنجاز. مع الإشارة إلى أنه حتى الأهداف التي تحدّث عنها نتنياهو، تعدّ أهدافاً منخفضة الأسقف، تمّهدُ له في حال تحقيقها، الترويج لانتصار سيتولى معارضوه في داخل الاحتلال أصلاً نقضه وتكذيبه.
وهنا يجب الانتباه إلى أنه من المحتمل أن تكون أهداف نتنياهو مضمَرة، لكن الأخير لم يعلنها كيلا يضطر إلى التراجع عنها علناً.

فشل صهيوني ذريع
وعلى صعيد مظاهر الفشل الصهيوني الذريع وغير المسبوق، تظهر عدة معطيات هي الإحصاءات عن الخسائر في الجانب الصهيوني، حيث التعتيم عن عدد القتلى، مع ترجيح أن يصل إلى 1000 قتيل، بين مستوطن وجندي، بينهم قادة كبار في جيش الاحتلال يتقدمهم قائد لواء الناحال يوناتان شتاينبرغ، وفي هذا الصدد، أكد الصحفي العبري ألموغ بوكير، بأن عدد القتلى حتى هذه اللحظة أكبر بكثير مما هو معلن عنه.
ونقل أحد أفراد منظمة “زاكا” الصهيونية للإنقاذ، أنه منذ صباح العملية، يقومون بإجلاء عشرات الجثث من الشوارع في غلاف غزة، إذ تذهب شاحنة وتعود أخرى لنقل الجثث، وهو ما وصفه بأنه “مروِّع ما يحصل هنا وما حصل”.
من مظاهر الفشل الصهيوني هذه المرة، تمكّن المقاومة من أسر عدد كبير من العسكريين والمستوطنين، وترجِّح بعض الجهات أن العدد يبلغ 100 أسير، ما يجعله ورقة تفاوضية مهمة جدا لدى المقاومة، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومنهم من عمّر لعقود من الزمن، إضافة إلى تواجد نساء وأطفال في قوائم الأسرى.
والصورة الثالثة للفشل، تجاوز عدد المصابين الـ2400 جريح، بينما أعلن الاحتلال عن مئات المفقودين. والعدد سيتزايد ويتضاعف، بالتأكيد، مع تطور الأحداث في الساعات المقبلة. وفي هذا السياق، حذّر قائد الشرطة الإسرائيلية، مؤخراً، من وقوع عمليات في جميع أنحاء فلسطين المحتلة.
زيادة على ذلك، النقاط التي تم اقتحامها من قبل المقاومة هي أكثر من 50 مركزا ونقطة عسكرية، وجمعوا مخزونا كبيرا من المعلومات الأمنية، والاستخباراتية، والتقنية الحسّاسة، والمهمة، ومساحة المنطقة التي استطاعت المقاومة الفلسطينية فرض سيطرتها عليها تعادل حوالي 1.5 مساحة قطاع غزة.
ولليوم الثالث من المعركة، تواصل مجموعات المقاومة الفلسطينية هجماتها المباغتة ضد الأهداف الصهيونية العسكرية والاستيطانية، وقد أعلنت كتائب “القسام” منذ ساعات، عودة مقاوميها من قاعدة “رعيم” ‫العسكرية، (مقر قيادة فرقة غزة)، بعد تنفيذهم لواجبهم. وقد قُتل في هذه القاعدة، قائد كتيبة الاتصالات 481 المقدم سهار محلوف. كما أعلن الناطق الرسمي باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، عن تمكّن المقاومة من استبدال القوات الموجودة بالغلاف ليلا واقتحام مواقع جديدة، وهو ما يظهر قدرة عالية ومرونة كبيرة لفصائل المقاومة.

كما دعا أبو عبيدة “شعبنا في كل ساحات الوطن وأمتنا للانخراط في هذه المعركة التي سيخلدها التاريخ”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!