-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تلاواته العذبة متداولة على نطاق واسع

هشام.. طفل في الثانية عشرة يؤمّ المصلين في التراويح

قادة مزيلة
  • 1338
  • 0
هشام.. طفل في الثانية عشرة يؤمّ المصلين في التراويح
ح.م
هشام مسلم

يعتبر الطالب “هشام مسلم”، البالغ من العمر 12 عاما، واحدا من بين تلامذة المدرسة القرآنية لمسجد “عبد الله بن هشام” بقرية سلاطنة في ولاية معسكر، وأحد نجبائها، فالطفل تمكن في ظرف وجيز من إنهاء ختمتين من القرآن الكريم حفظا وتلاوة وتجويدا، فهو يستظهر جميع السور عن ظهر قلب، لدرجة بلوغه مراحل مقارعة من يكبرونه سنا في باقي الجهات، وينافسهم على أولى المراتب في مسابقات الحفظ والترتيل والتجويد، ويحتل المراتب الأولى كل مرة وقد كان لولدته وأخواله الفضل الكبير في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى وشيخه جلال جيروي الذي يعتمد نظاما خاصا في التدريس.
“الشروق”، التقت الطفل هشام الذي يزاول دراسته في قسم الثانية متوسط حاليا، فتحدث عن ظروف التحاقه بالمدرسة القرآنية ومراحل الحفظ وتعلم مبادئ وأحكام التلاوة، يقول هشام: “طلبت يوما من والدتي أن تلحقني بالمدرسة القرآنية بقرية سلاطنة، فقالت لي إنك ما زلت في سن مبكرة وما زلت صغيرا.. وكنت يومها ذا ست سنوات.

وذات يوم استغللت فرصة توجهها للمستشفى للعلاج والتحقت بمسجد عبد الله بن هشام بقرية سلاطنة، وطلبت من الشيخ إدماجي ضمن تلامذتها، فقبل ذلك”.
ويضيف هشام، في الفترة الأولى كنت ضمن المجموعة الدائرية الذين يتلقون التعليم القرآني بالتلقين وترديد آيات القرآن بعد الشيخ، وبعدما لاحظ شيخي جلال جيروري سرعة استجابتي للحفظ بعد تلقي الآيات، قرر منحي لوحا أكتب عليه كل يوم آيات قرآنية، حيث ما إن مرت حوالي ثلاث سنوات حتى أتممت الختمة الأولى، وأضاف إنني أتابع حاليا دراستي بهذه المدرسة، وأنا على مقربة من إتمام الختمة الثانية.

وعبر الطالب عن عميق امتنانه لوالدته التي حرصت على رعايته وتوفير له كل الظروف من أجل مزاولة تعليمه القرآني، إلى جانب أخواله، وكذا شيخه، فهم كلهم يجتمع فضلهم بعد الله تعالى في تحقيق أكبر أمنية كان قد سطرها منذ صغره وهي حفظ القرآن الكريم على الوجه الصحيح.
يقول الشيخ جلال جيروري وهو إمام وأستاذ التعليم القرآني إنه استقبل منذ سنوات الطفل هشام ولم يكن يومها يتجاوز سنه ست سنوات، فأدمجه في بادئ الأمر بالمجموعة الدائرية للصغار غير القادرين على الكتابة، وبعد اكتشافه لسرعة الحفظ لدى تلميذه قرر عزله ومنحه لوحا يحفظ به القرآن الكريم بشكل فردي.
وأضاف الشيخ بأن البيئة التي وفرتها العائلة لهشام سهلت له مهمة الحفظ، وأكثر من ذلك تلقي فنون التلاوة من ترتيل وتجويد وإدراكها وهو في سن مبكرة. شارك هشام في الكثير من المسابقات القرآنية التي كانت تنظمها في كل مرة هيئات عمومية إدارية أو جمعيات أو مؤسسات مسجدية، فكان يحتل في كل مرة المرتبة الأولى في جميع الأصناف بعد منافسات كان يخوضها في كل مرة مع من يكبرونه سنا ويسبقونه في الالتحاق بالمدرسة القرآنية، وهو ما جعله يقفز إلى أكثر من ذلك، بإمامة المصلين في صلاة التراويح، فبعد أن أمّ عائلته السنة الماضية، ها هو هذا العام يؤم المصلين بأحد المساجد بمدينة تيغنيف، ممتعا المصلين بتلاوة جميلة جعلت مواقع التواصل الاجتماعي تتناقلها على نطاق واسع.
المدرسة القرآنية لمسجد عبد الله بن هشام بقرية سلاطنة تتبع نظاما صارما في تحفيظ كتاب الله، خاصة من حيث التوقيت الزمني، حيث يلتحق طلبتها في الخامسة صباحا ثم يغادرونها نحو التعليم النظامي في السابعة والنصف، ويعودون للمسجد مساء، فيما يتفرغون كلية للتعليم القرآني خلال العطل، وهو ما جعل الكثير من التلاميذ ينهون 60 حزبا كاملة في ظرف قياسي حفظا وتلاوة ويحققون أعلى المراتب في المسابقات. يقول مدرس القرآن في هذا المسجد إن التعليم القرآني لم يكن يوما عائقا أمام النبوغ في الدراسة النظامية، بل إن أغلبية تلامذته ممن حفظوا القرآن هم نجباء في دراستهم حسبه، وما قصة هشام إلا دليل قاطع على ذلك، حيث إنه يحفظ القرآن ويحقق نتائج حسنة في دراسته، داعيا الأولياء إلى إلحاق أبنائهم بالمدرسة لحفظ كتاب الله مستدلا بقول أحد الصالحين “علموا أبناءكم القرآن والقرآن سيعلمهم كل شيء”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!