-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يحظى بإقبال واسع في رمضان وسائر الأيام

هكذا تحدّى بن بولعيد المستعمر بتشييد مسجد بقلب آريس

صالح سعودي
  • 425
  • 0
هكذا تحدّى بن بولعيد المستعمر بتشييد مسجد بقلب آريس
ح.م

يحظى مسجد مصطفى بن بولعيد بآريس بإقبال واسع من المصلين، خلال شهر رمضان الكريم، وباقي سائر الأيام، حيث لا يقتصر على صلاة التراويح فقط، بل يصنع الحدث أيضا خلال صلاة العصر وفي بقية الصلوات، بحكم أنه تحول إلى شبه مؤسسة يتوفر على الكثير من المتطلبات، ناهيك عن ارتباطه الرمزي بالشهيد البطل مصطفى بن بولعيد، الذي ساهم في تأسيسه في قلب مدينة آريس، متحديا الاستدمار الفرنسي في تكريس الوعي ومحاربة الجهل وتقريب الناس من دينهم.
يعد المسجد الذي يقع غير بعيد عن منزل الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد بآريس من بين بيوت الله التي تعرف استقطابا واسعا للمصلين في المنطقة، وهذا بناء على موقعه الجغرافي والمرافق التي يتوفر عليها، إضافة إلى ارتباطه المعنوي والرمزي بمفجر الثورة التحريرية مصطفى بن بولعيد الذي ساهم بشكل فعال في تأسيس هذا الصرح الديني خلال أربعينيات القرن الماضي، وهذا رفقة الكثير من الخيرين وأعيان المنطقة الذين كانوا خير سند لتحقيق أهداف ومساعي بن بولعيد، على غرار الصادق بوحديد وابراهيم معارفي ومسعود بلعقون والحاج زراري سمايحي وغيرهم من الوجوه التي كانت سخرت جهودها وإمكاناتها لمحاربة مختلف أساليب الجهل والظلم والإساءة للدين التي كانت تمارسها الإدارة الاستدمارية.
ويؤكد الأستاذ مخلوف لعروسي أن من ضمن الأعمال الخيرية التي قام بها الشهيد مصطفى بن بولعيد في الأربعينيات هو إقامة هذا المسجد الواقع غير بعيد عن منزله، الذي تحول الآن إلى متحف، وبحسب محدثنا، فقد كان أول من حفر أسسه المرحوم الصادق بوحديد واثنان آخران معه، مضيفا بالقول: “.. وحين كانوا يحفرون، لعن عمي الصادق فرنسا فقال له سي المصطفى بن بولعيد: هل لهم دين لتسبه.. اذهب حالا لتــغتسل حفاظا على دينك أنت”، مضيفا أن الجمعية كانت تتكون من إبراهيم معارفي (ألموشي) ومسعود بلعقون والحاج ازراري سمايحي والشيخ بن عبد المؤمن مختاري، حيث استغل المسجد كمركز للعبادة، ومدرسة لجمعية العلماء المسلمين ومركز للنضال السياسي.
وفي ذات السياق، يشير الأستاذ نجيب بن لمبارك لـ”الشروق” بأن مدرسة التربية والتعليم بآريس أسَّس وشيَّد فيها الشيخ محمد الأمير صالحي مدرسة التربية والتعليم، بفضل تبرع المناضل مصطفى بن بولعيد بمستودعاته بالمدينة التي حولها إلى أقسام للدراسة، كما تكفل بتأثيث المدرسة ومصاريف التسيير، ومساعدة كل من الحاج زراري والمسعود بلعقون. ومن من معلميها، الشيخ محمد الأمير صالحي وأخوه الشيخ رشيد صالحي، وكذلك الشيخ بومعراف بن حاية والشيخ لخضر بلدي، إضافة إلى الشيخ البشير أوزواش لتعليم القرآن الكريم.
وإذا كان هذا المسجد الذي حمل بصمة الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد قد قام بدور فعال في توعية المواطنين في عز الاستدمار والثورة التحريرية، فهو أيضا منارة إسلامية روحانية منذ الاستقلال، حيث تداول عليه عدة مشايخ وأئمة، منهم الشيخ محمد أوهلال الذي ترك بصمته بالدروس الرمضانية صلاة العصر، وتليها جلسة جماعية للنقاش والتباحث مباشرة بعد أداء صلاة العصر وقراءة حزبين من كتاب الله، حيث اتصف بالكفاءة والتواضع والفصاحة وسعة الاطلاع، كما كان مقصد المواطنين للتفقه في الدين وفض مختلف أشكال الخلافات والاختلافات، بالنظر إلى الثقة والسمعة التي يحظى بها، ناهيك عن تمتعه بقوة الشخصية والشجاعة والصراحة في قول كلمة الحق، ما جعل صدى عمله قائما رغم اختياره التقاعد مطلع الألفية الحالية، ليسير على خطاه ونهجه الإمام الخطيب موسى زاوش في إقامة الصلوات وتوعية الناس بدروس مفيدة وخطب منيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!