هكذا تخطط حركة “الماك” الإرهابية لتقسيم ولايات الوطن

من المنتظر أن تفصل محكمة الجنايات ببومرداس، في دورتها الحالية، في إحدى أخطر قضايا التطرف والإرهاب، توبع فيها 9 متهمين من داخل وخارج الوطن منهم “المنسقة الولائية” لتنظيم “الماك”، وكذا مؤسس خلية “الحكومة المؤقتة للقبائل” المزعومة (أنافاد)، وهم المتهمون الذين كانوا ينشطون منذ 2018 إلى غاية 2022.
وكانت الضبطية القضائية ببرج منايل، قد باشرت تحرياتها حول القضية، في شهر فيفري 2022، ما أسفر عن توقيف المتهم “غ. م” الذي ضبط بحوزته هاتف نقال، يتضمن صورا له وهو يحمل راية “الماك”، ولدى سماعه اعترف أنه حضر اجتماع تأسيس الخلية المسماة “أنافاد أيت مقلع ـ فرع أولاد سعيد” بمنطقة شعبة العامر. وهي الخلية التي قام إنشاءها المدعو “ب. مولود” المنحدر من المنطقة والمقيم بفرنسا وحضره كل من المسماة إيدير رشيدة المنسقة الولائية للتنظيم الارهابي “الماك” لمنطقة تيزي وزو والمدعو خمري الوناس بصفتهما ضيفي شرف بالإضافة إلى بعض العناصر الانفصالية.
وخلال هذا الاجتماع قام المدعو “ب. مولود” بإعطاء نبذة تاريخية عن الحركة الانفصالية وبرنامجها طالبا من الجمع المطالبة باستقلال منطقة القبائل، التي قال إنها تتكون من 7 ولايات وهي تيزي وزو التي جعل منها العاصمة الرئيسية، وولاية بجاية “العاصمة الاقتصادية”، إضافة إلى جيجل، سطيف برج بوعريريج البويرة وبومرداس مؤكدا لهم أن هذه المناطق ستكون تحت حكم مستقل عن الجمهورية الجزائرية، ويكون رئيسها المدعو فرحات مهنى رئيس الحكومة المؤقتة المزعومة، على أن تجري بعد الانفصال الجمهورية “انتخابات شرعية لتعيين الرئيس”.
وخلال هذا الاجتماع أسندت للحضور، مهمة التجنيد السري لصالح التنظيم، وعملا بهذا التوجيه، قام المدعو “ع.غيلاس” بتجنيد المتهم “غ. م”، وبعد تقديمه إلى المدعو “ب.مولود” طلب منه هذا الأخير، مرافقة أعضاء عناصر التنظيم لولاية تيزي وزو افي مسيرة لإحياء ذكرى الربيع الأمازيغي والتقاط صور خلالها بالراية الخاصة بالتنظيم، وهذا من أجل الحصول على “الاعتماد” من قيادة الحركة المتواجدة في فرنسا. ودون تردد قبل “غ. م” بالفكرة وفي أفريل 2018 كان في الموعد مع المتهمين “ع.غ”، “ز.ع”، “ز.ع” “ع.ع”، للقاء المدعو “ب. مولود”، الذي قدم لهم بعض التعليمات، كما سلم كل واحد منهم مبلغ خمسة آلاف دينار، ثم غادروا باتجاه تيزي وزو وفي المسيرة التقطوا الصور براية “الماك” ونشروها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على “الاعتماد” مع امتيازات ومساعدات مالية.
وبعد عرض الضبطية القضائية صورا على المتهم “غ.م”، تمكن من التعرف على أصحابها، وهم المشتبه فيهم في قضية الحال. وفي أواخر شهر سبتمبر من نفس السنة وبعد استدعاء مصالح الأمن للمعني وباقي العناصر الناشطة بالمنطقة بخصوص الصور، اتصلوا بالمدعو “ب” عبر تطبيق المسنجر، وابلغوه بالمستجدات، فأمرهم هذا الأخير بانتاج أسلوب العمل السري وقام بفتح مجموعة مغلقة عبر نفس المنصة أطلق عليها اسم “آيت مقلع ـ آيت خلفون”، وعبرها أصبحوا يتواصلون ويتبادلون المعلومات والمناشير، وهي الصفحة الخاصة بتنظيم الماك والخطابات التي يلقيها الرئيس المزعوم فرحات مهنى وكانت تضم عناصر من العرشين عرش أيت مكلة وعرش ايت خلفون بشعبة العامر وعناصر من تيزي وزو من بينهم المنسقة الولائية رشيدة إيدير ومستخلفها خمري الوناس.
وبناء على ما سلف تمكنت مصالح الأمن من توقيف المشتبه فيهم النشطين بالجزائر في حين صنف النشطون بدولة فرنسا في حالة فرار وقد تم تحويل الملف على التحقيق ومن ثم على محكمة الجنايات للفصل فيه بتهم تسيير وتنظيم منظمة إرهابية والانخراط فيها، نشر أخبار مغرضة تمس بالنظام والأمن العموميين، وإهانة هيئة نظامية أثناء تأدية المهام.