-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
محكمة الجنايات أدانتهما بالحبس النافذ

هكذا تسبّب زوجان في مقتل ابنتهما الصغيرة بقسنطينة

عصام بن منية
  • 2127
  • 0
هكذا تسبّب زوجان في مقتل ابنتهما الصغيرة بقسنطينة
أرشيف

في محاكمة ماراطونية امتدت إلى مساء الأحد، واختلطت فيها المشاعر بالدموع والحسرة، والكثير من الاتهامات المتبادلة ما بين أب، وجد نفسه متهما بقتل ابنته الصغرى حتى من دون قصد إحداث الجريمة، وأمّ، وجدت نفسها متهمة بجناية عدم التبليغ وعدم مساعدة شخص في حالة خطر وهذا الشخص هو ابنتها، وتأسف وحيرة لدى هيأة المحكمة التي عجز بعض أفرادها حتى عن التعبير عن فظاعة المشهد، وسط حدث مقتل الصغيرة “ط.ن” التي كانت في زمن الجريمة التي وقعت في أواخر سنة 2020 في الثالثة من عمرها فقط.
وحسب مجريات المحاكمة، وبداية من سرد الأحداث من كاتب الضبط الذي تلا قرار الإحالة، فإن الصغيرة الضحية تعرضت للتعنيف من والدها البالغ من العمر 37 سنة، الذي دفعها بقوة فارتطم رأسها الصغير بحافة نافذة البيت الكائن بشارع “طريق جديدة” بقلب مدينة قسنطينة، فتعرضت للإغماء، واتضح من التقرير الطبي المستخلص من الطب الشرعي، بأن نزيفا داخليا هو ما أوصلها إلى حالة الغيبوبة. وبينما خرج الأب ثائرا من المنزل، لم تحرك الأم ساكنا، فلا هي نقلت ابنتها إلى استعجالات المستشفى الجامعي غير بعيد عن منزلها وهو على مسافة عشرات الأمتار فقط، ولا هي بلّغت مصالح الأمن، ظنا منها كما قالت بأنها ستستفيق، لأنها لم تلاحظ قطرة دم واحدة على جسد ابنتها. وبقيت الطفلة في غيبوبتها لمدة يومين كاملين، إلى أن توفيت في آخر أيام سنة 2020، ومنذ ذلك الوقت والأبوان يتبادلان التهم عبر كل مراحل التحقيق، خاصة أن التقرير الطبي أقرّ بوجود آثار كيّ وجروح مختلفة في جسم الصغيرة، وهو دليل على أن المعنية الضحية طالها التعذيب لعدة شهور، وليس في موقعة مقتلها فقط.
خلال المحاكمة الماراطونية والمؤثرة التي شهدها مجلس قضاء قسنطينة، كأول محاكمة من هذا النوع في الدورة الجنائية الحالية، وحضرها العديد من الشهود من عائلة المتهمين والضحية، اتضح بأن الصغيرة وهي الأخت الصغرى لأربعة أبناء للمتهمين، كانت في الأصل تعيش عند جدها لأبيها في المدينة الجديدة علي منجلي، ونادرا ما تزور والديها، كما قال والدها، الذي اعتبر إقامتها عند جدها وزوجته كانت مريحة جدا، ولكن زوجته هي من تصر على استقدامها بدافع الغيرة من المعاملة الحسنة التي تلقاها من زوجة أبيه حسب أقواله، بينما ذهبت زوجته إلى اتهامه بنبذ ابنته الصغرى ويرفض حتى أن تقول في حقه كلمة “أبي” عكس بقية أبنائه لأسباب ربطتها بتبوّلها في نومها، وهو من رفض نقلها إلى المستشفى، وتركها تتعذب لمدة يومين حسب الزوجة المتهمة. وبين تبادل التهم ما بين الزوج وزوجته، في مشهد مؤلم، التمست النيابة حكم المؤبد في حق الزوج، وخمس سنوات للزوجة المتهمة، لتصدر هيأة العدالة الأحكام السالفة الذكر في محاكمة قاسية، خرج كل من تابعها مرهق المعنويات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!