-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قبّليهم.. لاعبيهم وكوني علبتهم السوداء

هكذا تغذين أبناءك عاطفيا؟

جواهر الشروق
  • 4344
  • 0
هكذا تغذين أبناءك عاطفيا؟
ح.م

تهتم الكثير من الأمهات بتوفير تغذية جسمانية نوعية لأبنائهن ويغفلن في كثير من الأحيان التغذية العاطفية، رغم أنها صمام الأمان والاستقرار لتكوين شخصية متوازنة ومنضبطة، سيما في مرحلة المراهقة، فهل فكّرت سيّدتي في أهم “الوجبات” الأساسية للغذاء العاطفي لطفلك أو طفلتك؟

لا شك أن عاطفة الأمومة تفيض حبا وعطفا وحنانا، لكن هذا لا يكفي فمع نمو الطفل تقل مظاهر التعبير عنها وتتعفف بعض الأمهات من البوح بها، ظنا منهن أنها دلال زائد قد يفسد الطفل فيتحولن إلى صارمات مزيفات..

هذا الأسلوب خاطئ ومرفوض وأثبت فشله على مر الزمن، فالعواطف التي لا تحتويها الأسرة والأم على وجه التحديد بإمكان أي شخص غريب التلاعب بها، والطبيعة لا تقبل الفراغ كما يقال.

وهو رأي أجمع عليه العديد من المختصين الاجتماعيين والنفسانيين من بينهم المدربة والأخصائية النفسية تهاني توفيق التي تقول عندما نتحدث عن الأبناء، نجد أنَّ وجود الفراغ العاطفي لديهم، يؤدي إلى عيش المراهق أو الشاب في أحلام اليقظة، مما يجعله يرغب في عيش حياة رومانسية، ويقوم بالتالي بالبحث عن الطرف الآخر، الذي يملأ عاطفته ويغمره بالحب والحنان، وهذا أمر يزداد عند المرحلة الأخيرة من سن المراهقة، أي بين الثامنة عشرة والواحد والعشرين، نتيجة أسباب منها: عدم وجود حضن أسري دافئ يكفيه أو يشبع عاطفته، كذلك مشاهدته الأفلام الرومانسية والمسلسلات، والاستماع لأغاني عاطفية، ووجود صحبة غير صالحة، وهذه أمور تبعث عند الشاب شعورا بالنقص، فيبحث عن من يشبع عاطفته.
وتتابع المختصة قائلة: يؤدي الفراغ العاطفي عند الأبناء إلى الاستغراق في أحلام اليقظة والاكتئاب والانحراف ووجود أزمة هوية، وبالتالي سيؤثر على المجتمع، فالشباب هم الطاقة المنتجة، والانحراف يؤدي إلى علاقات غير مشروعة، تتسبب بأمراض تتفشى في المجتمع.

من جانبها تؤكد الأخصائية الاجتماعية فخرية السيد شبر، أنَّ الأسرة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، تعاني من الفراغ العاطفي.

وهو أمر يشكِّل أزمة أسرية واجتماعية، حادة من أسوأ آثارها أنها توفر للفرد استعدادا للانحراف، وتبين شبر أنَّ الفراغ العاطفي لا يرتبط بسن معين.

وتركز شبر على أهمية الحوار مع الأبناء وتقول “إنَّ انعدام الحوار مع الأبناء وعدم احترام مشاعرهم وعدم فهم المراحل العمرية، التي يمرون بها من النواحي النفسية والاجتماعية والعقلية والعاطفية، يتسبب لهم بالشعور بالفراغ العاطفي.”

وتحذّر المتحدثة من هذا دون إغفال دور المجتمع الذي خلط بين كثير من المفاهيم، كالعيب والعادات والتقاليد والدين، فأصبح إظهار الحب والعاطفة بين الأم وابنتها أو الأخ وأخته عيباً أو حراماً.

وتؤكد شبر أنَّ للحرمان والفراغ العاطفي، أثر كبير على الأبناء، ربما يكون على شكل انطواء وانعزال وكره للذات، يدفع للهروب للتخلص مما تعانية، أو كره التواصل مع الناس، والانحراف بحثاً عن حب خارجي.

وتوضح أنه يمكن إشباع الفراغ العاطفي ولو بالقليل، عندما نشعر الطرف الآخر بأنه محل ثقتنا وتقديرنا، فنفهم طبيعة كل مرحلة عمرية، كأنْ ننصت للأطفال حين يتحدثون عن مشكلاتهم، ونثني عليهم ونعزز فيهم الإحساس بالانجاز، ونساعدهم على ملء فراغهم، وزرع الوازع الديني وروح الإيمان والتقرب إلى الله والخوف من ارتكاب الآثام أو التفكير في الانحراف. كما يجب المحافظة على التواصل وتقوية الأواصر الأسرية، لنشهد أخيراً استقراراً عاطفياً لكل أفراد الأسرة.

ومع كل ما سبق، فهذا لا يعني أن أبناءنا لن يستمتعوا بحياة عاطفية بعيدا عن جو الأسرة، بل من الأكيد أنهم سيكونون عرضة للعديد من المحاولات التي تتربص بهم إلا أن بلوغهم سنا معينة وقدرا من النضج سيسمح لهم بحسن الاختيار وعدم الوقوع فريسة لذوي النفوس المريضة.. طبعا كل هذا تحت رعاية الأم التي يجب عليها أن تكون الصديقة والحبيبة والأخت وأن لا تتعصب في أحكامها. 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الونشريسي

    تللهم لاتحرمنا .انهم نعمة..

  • اشواق

    اكثر المراحل العمرية التي تحتاج الى الحنان هو سن المراهقة بين 13 و 18 سنة افهمو يا ابائنا و خاصة امهتنا انا و الله نغي كيما نشوف ماما دلل خاوتي الصغار انا لا بل انا في حاجة الى هذا الحنان اكثر منهم

  • بنت الصافي

    موضوع رائع جدا
    فما يجب هو ملاعبتهم في الصغر ومصاحبتهم في الكبر

  • لمياء

    لاتنسي عامل مهم وهو تسميم الرجل على زوجته قبل الزواج او تسميم المراة قبل الزواج على عائلة الزوج ان صح التعبير وهدا يؤدي الى عدم العيش في سعادة فتجدهما يطبقان نصائح مدمرة تنغص عليهما حياتهما .

  • دنيا

    (فأصبح إظهار الحب والعاطفة بين الأم وابنتها أو الأخ وأخته عيباً أو حراماً.)تعودنا نحن في الجزائر ان كلمة احبك بين الاخوة غيرموجودة ولكن تبينها الافعال فالاخ الدي يزور اخته ويتفقد احوالها ويعينها ان احتاجت الى دلك حتى وهي في بيت زوجها ويسال عنها والعكس صحيح هده هي الاخوة والحب الحقيقي دون اقوال وحتى بين الزوج وزوجته المحبة تظهر في الافعال وليس في الاقوال .

  • الغريب

    لو وجهتم هاته النصائح و التوصيات الى عاملات دور الحضانة و رياض الاطفال لانهن طوال الوقت معهم و اقرب من الاطفال من امهاتهم ؟؟؟

  • امير الجواهر

    مقالة جميلة ومفيدة ولكن السؤال المطروح اين هو الوقت لتطبيق هذه النصائح ??? ربما تقوم نساء هذا الزمان بتطبيقها في الاحلام اما في الواقع فلا وقت لديهن لهته الامور التافهة فلديهن واجب اهم وهو افادة المجتمع بعلومهن ومعارفهن خاصة وانه بفضل عملهن اصبحنا من الدول المتقدمة ...وانا اطلب من ادارة الجواهر كتابة مقالات تتماشى مع التطور والرقي التي بلغته المراة الجزائرية في اللباس والماكياج والعمل المختلط ...الخ ...اخوووووكم الامير