-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أطراف تدعو إلى استشارة مسيرين سابقين لتفادي الورطة

هكذا كانت صيانة ملعب تشاكر من 2009 إلى 2019

ياسين معلومي
  • 6159
  • 0
هكذا كانت صيانة ملعب تشاكر من 2009 إلى 2019

تحوّلت أرضية ملعب الشهيد تشاكر بالبليدة إلى قضية رأي عام، وهذا بعد الاستياء الذي عبر عنه الناخب الوطني جمال بلماضي من الوضعية التي وصل إليه هذا المرفق الرياضي، بالشكل الذي يعيق أداء محاربي الصحراء فوق المستطيل الأخضر، حيث فتح النار على المسؤولين قبل مباراة النيجر، وجدّد الحديث عن هذه الإشكالية رفقة بعض نجوم “الخضر” بعد مباراة النيجر، في الوقت الذي لجأت الجهات المعنية إلى الحلول السهلة وهو إقالة مدير مركب تشاكر بحجة عدم القيام بالتزاماته دون إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة.

لماذا كان الملعب صالحا منذ عهد سعدان وتدهور في عهد بلماضي؟!

في الوقت الذي يصنع المنتخب الوطني الحدث بتألقه اللافت للانتباه، آخرها سحقه لمنتخب النيجر بسداسية كاملة مكنته من تمديد سلسلة النتائج الايجابية إلى 30 مباراة متتالية دون تعثر، معادلا بذلك رقم المنتخب الفرنسي، فإن أرضية ملعب تشاكر بالبليدة لا تزال تصنع الحدث لكن في الاتجاه السلبي، بسبب عدم صلاحيتها لاحتضان مباريات من المستوى العالي، وهو الأمر الذي جعل العناصر الوطنية يواجهون متاعب بالجملة لأداء دورهم فوق الميدان، وهو الأمر الذي اتضح خلال مباراة جيبوتي حيث تم إمطارهم للمنافس بـ8 أهداف كاملة.

خاليلوزيتش كان يقول عنه إنه أحسن عشب طبيعي في أوروبا

وتكرر ذات السيناريو الجمعة المنصرم أمام النيجر رغم أن الهجوم الجزائري انتفض بسداسية كاملة. وقد وقف زملاء محرز على الوضع بأنفسهم، وقاموا بتوثيق وضعية الأرضية بصور هواتفهم، ناهيك عن التصريحات النارية التي أدلى بها الناخب الوطني رفقة الهداف إسلام سليماني وأسماء أخرى أكدت بأن المنتخب الوطني في حاجة ماسة إلى ملعب كبير وراق يليق بالانجازات التي بات يحققها في المستوى العالي، وهي الرسالة التي أرادوا أن يوصلوها للجهات المعنية لتدارك الوضع قبل فوات الأوان، خاصة وأن محاربي الصحراء تنتظرهم مباراة هامة الشهر المقبل أمام المنتخب البوركينابي، تزامنا مع التنافس الحاد مع هذا الأخير للتأهل إلى الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات مونديال 2022 بقطر.

ومن الجوانب التي لم يفهمها المتتبعون، هو أن الخطاب شديد اللهجة الذي ميز تصريحات بلماضي منذ أكثر من شهر لم تجد من يبلورها فوق الميدان، حين تحدث بإسهاب عن إشكالية أرضية ملعب تشاكر التي وصفها بالكارثية، لأنها حسبه تشكل خطرا على اللاعبين، كما أنها لا تساعدهم على أداء دورهم اللازم في المباريات الرسمية، مثلما أشار إلى الوضعية الكارثية لملاعب أخرى، آخرها الملعب الجديد بوهران الذي وصفه بلماضي بملعب الشواء، لتبقى الأمور على حالها خلال مباراة النيجر، بعدما وقف اللاعبون والناخب الوطني على حالة أرضية ملعب تشاكر، وهو الأمر الذي أثر في أداء زملاء فغولي خلال الشوط الأول، قبل أن يجدوا الحلول لإحداث انتفاضة نوعية في الشوط الثاني، ليتأكد الجميع بأن إشكالية ملعب تشاكر لن تكون قابلة للحل والتسوية إذا بقيت الأمور على هذا الحال، في ظل الاكتفاء بالترقيع وإعطاء الوعود والتهرب من المسؤولية ثم التضحية بأحد المسؤولين، كما حدث نهاية الأسبوع بعد إقالة مدير مركب تشاكر.

وأمام الوضع الذي وصلت إليه أرضية ملعب تشاكر، تساءل الكثير من المتتبعين كيف أن أرضية ملعب تشاكر كانت صالحة منذ عهد الناخب الوطني رابح سعدان الذي أعاد المنتخب الوطني إلى واجهة المونديال، وكذاك في عهد البوسني خاليلوزيتش الذي أهّل محاربي الصحراء إلى مونديال 2014 بالبرازيل، في الوقت الذي تدهور حالها في عهد الناخب الوطني الحالي جمال بلماضي، وبالضبط منذ عامين تقريبا، داعين إلى ضرورة مراعاة عامل الصيانة، والاقتداء بالنهج الذي كان يتبعه الرئيس ما قبل السابق للفاف محمد روراوة الذي كان يستند بخبير برتغالي قبل 3 أشهر عن كل موعد رسمي لإعادة صيانة وتهيئة أرضية ملعب تشاكر وكذا أرضية مركب سيدي موسى، ما جعلها تصمد طول هذه المدة، في الوقت الذي تدهورت خلال السنتين الأخيرتين، وهو الأمر الذي جعل بعض الأطراف تدعو الوزير الحالي للشبيبة والرياضة إلى إيجاد حلول سريعة لتفادي متاعب بالجملة مستقبلا، وفي مقدمة ذلك استشارة مسؤولين سابقين في عهد روراوة لإيجاد حل سريع لهذه المشكلة التي تحوّلت إلى كابوس يقلق أبناء بلماضي.

مسؤول سابق للشروق:
خبيران من إيرلندا والبرتغال كان يتكفلان بالصيانة

ولمعرفة سبب تدهور حالة ملعب تشاكر بالبليدة، رغم أنه كان في أحسن حلته لمدة فاقت عشر سنوات اتصلت الشروق بأحد الفاعلين في المحيط الكروي فضل عدم ذكر اسمه تفاديا لبعض الحساسيات وقال: “بعد الإقصاء أمام غينيا في عهد المدرب كفالي… فضل اللاعبون تغيير ملعب الخامس جويلية بملعب آخر، فاقترح اللاعبون ملعب تشاكر، فقمنا بتهيئته وتحضيره، خاصة الأرضية الموازية للمدرجات الشرفية” التي كانت كارثية، وأضاف: “تصوّروا لقد اتصل يومها رئيس الفاف الأسبق محمد روراوة بالمكلف بصيانة ملاعب كأس العالم 2010، وهو ايرلندي الجنسية ويملك شركات صيانة العشب، فقام بإرسال مهندس فلاحي من البرتغال، فكان يتواجد في الجزائر لمدة طويلة وخاصة قبل اللقاءات الرسمية والودية، ووفق معايير محددة يتم صيانة الملعب، حيث يمنع إجراء لقاءات البطولة، كما حرم حتى اتحاد البليدة من التدرب فيه، حيث كان يتمرن في الملحق التابع لتشاكر، وحتى المنتخب الوطني لا يتدرب فيه ويترك إلا للقاءات الرسمية”.

محدثنا قال إن الملعب في حاجة إلى أسمدة وبعض اللوازم شهريا، كان الاتحاد الجزائري هو الذي يجلبها، دون تأخر، لأن الملعب بحاجة إلى صيانة يومية ليبقى في حلة جيدة، حيث لعبت فيه أغلب المنتخبات الإفريقية وأحسن لاعبيها ولم يشتك أحد من ذلك، وحتى ملحقات مركز سيدي موسى كانت تتلقى صيانة من البرتغالي، الذي تجده دائما وسط العشب…تصوّروا أن مسؤولا في الكرة الجزائرية طلب منه نزع حذائه ليلمس العشب فقط…هذه هي الصرامة”.

في نفس السياق أضاف مصدر آخر أن صيانة الملعب كانت تحتاج تارة إلى آلات لطرد الحمام وبعض الطيور التي تأكل البذر وقت زرعها، حيث كانت تطلق طلقات نارية لإبعادها، وأمور أخرى من الصعب الحديث عنها اليوم نظرا للإهمال الكبير الذي تعيشه أغلب ملاعبنا.

وفي نهاية حديثه قال محدثنا: رسالتي إلى وزير الشباب والرياضة عليه استشارة المسؤولين السابقين الذين يعرفون كيف يتم صيانة الملاعب، ففي ستة أشهر فقط يستعيد الملعب طبيعته، لكن أن يترك بهذه الطريقة عيب وعار مثلما قاله أغلب لاعبي الخضر.

مصدر آخر رفض الحديث عن ما يحدث في ملعب تشاكر في البليدة وقال، اسألوا الماجيك بوقرة، الذي سجل هدف التأهل لكأس العالم 2014 بالبرازيل، كيف كانت أرضية ملعب تشاكر وملاحق مركز سيدي موسى، وهل هناك منتخب إفريقي أو حكم تحدث عن سوء الأرضية… اسالوا خاليلوزيتش كان يقول إنه أحسن عشب طبيعي في أوروبا…. أتمنى من وزير الشباب والرياضة أن يطلب من المسيرين السابقين، لماذا كانت أرضية ملعب تشاكر أوروبية وأصبحت اليوم كارثية؟ سؤال يملك أجوبته والحل المسؤولون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!