هكذا نساند المنتخب الفلسطيني

بعد رفض الاتحاد الآسيوي لكرة القدم طلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اعتماد الجزائر كبلد مستضيف لمباريات المنتخب الفلسطيني في التصفيات المزدوجة لكأس آسيا وكأس العالم اعتبارا من شهر نوفمبر القادم، بسبب استحالة إجراء المنافسات الرياضية في فلسطين بسبب القصف الإسرائيلي لغزة، واستحالة اللعب في فلسطين، سارعت العديد من الدول إلى عرض احتضان لقاءات الفلسطينيين على غرار الأردن والسعودية والكويت وماليزيا ودول أخرى، لكن الاتحاد الآسيوي لم يتخذ بعد قرار البلد الذي سيلعب فيه الأشقاء الذين يعانون حرب إبادة بسبب الهجمات المتواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع منذ السابع من أكتوبر الجاري، والتي عرفت ارتفاع عدد الشهداء، إلى أكثر من 7700 شهيد، وقرابة 20 ألف جريح.
المكتب التنفيذي للإتحاد الجزائري لكرة القدم سيجتمع قريبا لدراسة العديد من مشاكل كرتنا المحلية، وسيتطرَّق أيضا إلى الطريقة المثلى لمساعدة مختلف المنتخبات الفلسطينية التي ستشارك في استحقاقات عديدة، ومن المقرَّر أن تتكفَّل اتحاديتنا -بقرار من الدولة الجزائرية- بكل ما تحتاجه هذه المنتخبات من تربصات أو تنقلات حتى تستمر الحياة لكل الرياضيين الفلسطينيين، إضافة إلى مساعدة كل اللاعبين الذي يريدون اللعب في البطولة الجزائرية واعتبارهم لاعبين محليين ومساعدتهم ليبقوا في المنافسة مثل ما أكده رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم في تصريح لـ”الشروق” في اليوم المفتوح الذي أقيم لنصرة الشعب الفلسطيني، وهذا بسبب توقفهم عن ممارسة أي نشاط رياضي بسبب ويلات حرب عرفت إلى يومنا هذا استشهاد عشرين رياضيا فلسطينيا.. إضافة إلى العدد الكبير من الجرحى والمفقودين في صفوف الرياضيين جرَّاء العدوان الصُّهيوني الوحشي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر الجاري.
الجميع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أثنوا على قرار الدولة الجزائرية بتعليق كل النشاطات الرياضية، معتبرين أن القضية الفلسطينية هي قضية كل الأمة العربية وليست الفلسطينيين فقط، وما قام به رفقاء محرز في مباراة الرأس الأخضر يبقى راسخا في الأذهان، وهو دليل على أن كل الجزائريين ومن دون استثناء يساندون القضية الفلسطينية، وحتى اللاعب الدولي الجزائري يوسف عطال يدفع ثمن نشره لمنشور داعم لفلسطين ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ تمَّت معاقبتُه من طرف اللجنة التأديبية التابعة لرابطة البطولة الفرنسية بحرمانه من اللعب سبع مباريات كاملة من البطولة مع فريقه نيس قد تحرمه حتى من المشاركة في كأس إفريقيا القادمة بكوت ديفوار رغم أن الجميع متأكد أن المدرِّب الوطني جمال بلماضي سيكلف محضِّرا بدنيا له لتجهيزه ليكون حاضرا في العرس الإفريقي، مثل ما حدث للحارس رايس مبولحي الذي كان من دون فريق قبل كأس العالم، غير أن “الفاف” ارتأت يومها إرسال محضِّر بدني له لمساعدته للحفاظ على لياقته البدنية والمشاركة من موقع جيد في نهائيات كأس العالم بالبرازيل.
ما تقوم به الجزائر التي ألغت احتفالات الأول من نوفمبر وعديد الأنشطة وفي كل المجالات، ما هو إلا دعم ومناصرة للشعب الفلسطيني في مقاومته والدفاع عن المقدسات، ورفضا لحرب الإبادة الجماعية والتهجير والمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاشم.