هكذا هي المرأة في عيونهم؟!
قيل أن لكل عين معيارها في رؤية الجمال، فالله سبحانه وتعالى ما خلق اختلافا وتنوعا في أشكال البشر وألوانهم، إلا و قد أودع معه اختلافا وتنوعا في أذواقهم..ولجمال المرأة في عيون الرجال معايير و مذاهب، تجلت ببلاغة فائقة في كلام أهل الشعر والأدب من رجال العرب؛ الذين أبدعوا في توظيف عناصر الطبيعة في وصف النساء على اختلاف ألوانهن وهذه باقة منها:
في المرأة البيضاء:
– قال ذو الرمة:
بيضاء في دعج صفراء في غنج*** كأنها فضة قد مسها الذهب
– قال أبو نواس:
وذات خد مورد*** بيضــاء المتجــرد
تأمل العين منها*** محاسن ليست تفند
وعن سمراء الأديم تغنّوا:
– قال الوزير جعفر:
وسمراء يأبى كلفة البدر وجهها*** إذا لاح في ليل من الشعر الجعد
مجببة من حبة القلب لونهــــــا ***وطينتها للمسك والعنبر الورد
– جاء في كتاب البصائر للتوحيدي عن أحد الشعراء :
قالــــــوا تعشقتها سمراء قلت لهـــم*** لون الغوالي ولون المسك والعود
إني امرؤ ليس شأن البيض مرتفعا *** عندي ولو خلت الدنيا من السـود
– وقال أحد الشعراء:
سمراء كالغصن الرطيب قوامها*** تسبي الأنام بفاتر الأحداق
ترمي بقوس حواجب من لحظها*** نبلا يصيب مقاتل العشاق
وفي ذهبية السحنة قالوا:
– قال قيس بن الخطيم:
هيفاء مثل الشمس عند طلوعها ***في الحسن أو كدنوها لغروب
وقيــــل:
لها اصفرار كلون الشمس مبتهج ** وكالدنانير في حسن من النظر
ما الزعفران يحاكي حسن بهجتها*** كلا ونظرها يعلو عن القمر
و للزنجية السوداء حظ وافر من الإعجاب والتغزل:
– قال ابن الرومي في جارية زنجية:
لام العواذل في سوداء فاحمة *** كأنها في سواد القلب تمثال
وهام بالقلب أقوام وما علموا *** أني أهيم بشخص كله خان
– وقال ابن الرشيق يتغزل في امرأة سوداء:
تيهي على البيض واستطيلي *** تيه الشباب على المشيب
ولا يــــرْعــك اسوداد لـــون *** كمقلة الشــادن الربيــب
– وقال أحد الشعراء:
سوداء بيضاء الفعال كأنهــا*** مثل العيون تحص بالأضواء
أنا إن جننت بحبها لا تعجبوا *** أصل الجنون يكون بالسوداء