-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
العودة للحصّالات والوظيفة الثانية وزرع الخُضار بالمنازل

هكذا يحاول الجزائريون تدبير معيشتهم في ظلّ الغلاء

نادية سليماني
  • 4093
  • 0
هكذا يحاول الجزائريون تدبير معيشتهم في ظلّ الغلاء
أرشيف

العودة للحصّالات وزرع خضر في حدائق المنازل، واستبدال منتجات غالية بأخرى منخفضة الثمن، والبحث عن وظيفة ثانية..هي سلوكات برزت في بعض الأسر الجزائرية، في ظل انهيار القدرة الشرائية، وغلاء الأسعار وجد فيها كثيرون خلاصهم وسبيلهم الوحيد لتوفير بعض المال بغية تلبية حاجياتهم اليومية.
تسبّبت جائحة كورونا في انهيار أغلب اقتصاديات العالم ومنها اقتصاد الجزائر، بسبب غلاء المنتوجات في الأسواق العالمية، وانهيار أسعار البترول، وتوقف نشاطات عديدة بسبب اجراءات الغلق.
ومعروف عن الأسر الجزائرية، لجوؤها للتوفير، سواء في الحصالات أو عن طريق دفاتر التوفير البنكية.. ولكن هذه السلوكات، غابت عن مجتمعنا في السنوات الأخيرة، وقبل جائحة كورونا بقليل لعدم كفاية المرتب الشهري، بسبب ارتفاع مستوى المعيشة، لكن مع ارتفاع الأسعار الذي عرفته جميع المنتجات، وانهيار القدرة الشرائية، عادت ظاهرة توفير “القرش الأبيض لليوم الأسود” الى الأسر بقوة.

“تحدي الحصّالة”.. لجمع 5 ملايين و500 دج.!
وفي هذا الصدد، أطلقت مجموعة من النساء من مختلف ولايات الوطن، ما سموه “تحدي الحصّالة ” عبر “فايسبوك”، ومن قواعده شراء حصالة وملؤها بالمال، حسب جدول يمتد على 100 يوم وكل يوم نضع فيها مبلغا ماليا حسب عدد اليوم، فمثلا في اليوم الأول نضع 10 دج ونشطب خانته في الجدول، وفي اليوم السابع 70 دج، وفي اليوم 20 نضع 200 دج، وهكذا..إلى أن نصل إلى اليوم 100، ونضع 1000 دج، وفي النهاية نتوصل إلى مبلغ 5 ملايين و5000 دج.
وأكدت كثيرات، بأنهن قمن بهذا التحدي، وحصّلن فعلا هذا المبلغ الذي استعملنه لقضاء حاجات كثيرة، ومنها شراء الذهب، تجهيز المنزل، مساعدة الزوج في تكاليف شراء سيارة.
تحد آخر تم إطلاقه مؤخرا، يتمثل في جمع المال لشراء لقطعة ذهبية، لأن كثيرا من النساء وبسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وتضاعف سعر غرام من الذهب إلى 9 آلاف دج للمحلي وقرابة 12 ألف دج للمستورد، استحال عليهن شراء أبسط قطعة ذهبية ويقوم التحدي على توفير المال لشراء قطعة ذهبية بسيطة كل مرة، وعرض صور مشترياتهن لتحفيز البقية، بينما استغنت بعض النساء كلية، عن شراء واستعمال المواد التجميلية المستوردة، لغلاء ثمنها، وتمّ استبدالها بأخرى محلية، منخفضة الثمن توفيرا للمال.

زراعة الخضر في الحدائق والأصص بالشرفات..
ولجأت عائلات أخرى إلى زراعة الخضراوات وبعض الفواكه بحديقة المنزل، ومن لا يمتلك قطعة أرضية قام بالغرس في أصص ودلاء. فيما لجأ ساكنو العمارات، إلى استغلال المساحات الخضراء المشتركة وهذا السلوك جعل العائلات تستغني كلية عن شراء بعض أنواع الخضر والأعشاب، مثل النعناع والبقدونس..
بينما انتشرت إعلانات البحث عن وظيفة ثانية عبر الإنترنت، وغالبيتها تعود لموظفين وموظفات، لم يعد مرتبهم الشهري يسد أبسط حاجياتهم اليومية. وغالبية الوظائف المبحوث عنها أو المعروضة، مُدرسة أطفال في الفترة المسائية، إعداد الحلويات والمعجنات، غسل الدوارة والبوزلوف، بينما يلجأ الرجال للعمل كلوندستان مساء لمن تتوفر لديه سيارة، أو تعلم حرف الطلاء والترصيص.. لزيادة المدخول.

“حديقة الاكتفاء الذاتي”.. لحماية المدّخرات العائلية في ظل الغلاء
لطالما ناشد مختصون في الفلاحة وغرس النباتات، العائلات بالاستثمار في حدائق منازلها، عن طريق غرس أنواع معينة من الخضر والفواكة سهلة النمو.
وفي هذا الصدد، واضبت صفحة زراعة وتقنيات حديثة التي يشرف عليها مختصون في الفلاحة، على إسداء نصائح للعائلات في هذا الشأن. ومن مقترحاتهم، ما أسموه حديقة الاكتفاء الذاتي، التي تتيح لأرباب العائلات إنشاء مزرعتهم البسيطة، لأن نصف الراتب الشهري يذهب للغذاء.
ودعا هؤلاء المختصون العائلات، إلى حماية مدخراتهم المالية، عن طريق “المزارع البسيطة” خاصة لمن يمتلك قطعة أرض صغيرة أمام منازلهم، من خلال غرس مساحات صغيرة جدا من البصل أو الجلبانة أو الفول، والكرنب، والخس، المعدنوس والكزبرة والكرافس، وبإمكانهم إحاطة حديقتهم، بنباتات طبية وعطرية لاستهلاكها كشاي أو مشروب طبي، مثل نبات الزعتر، النعناع، خزامى، بابونج، إكليل .
ويرى هؤلاء أنّ مثل هذه الحدائق الصغيرة، لا تكلّف ماليا، ونتائجها كبيرة، وتعطي غذاء صحيا، كما أنّها توفر لك مكانا للراحة والاسترخاء النفسي، بعيدا عن فوضى المقاهي والشوارع، وهي تسقى بتقنية الري بالتقطير، ولا تحتاج كميات كبيرة من المياه، ففي دولة الصين مثلا، يتم توفير ملايين الأطنان من المنتجات الزراعية المنزلية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!