-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائر والمقاومة الفلسطينية من بين المستهدفين

هكذا يعمل الصهاينة على تشويه الخصوم وترويج الإشاعة

هكذا يعمل الصهاينة على تشويه الخصوم وترويج الإشاعة
أرشيف

يؤكد الباحث الأردني في القضايا الإستراتيجية والعلاقات الدولية، وليد عبد الحي، أن الكيان الصهيوني، يعمل وفق نظام علمي بحت مموّن من قبل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على “خلق الإشاعة” وتشويه بعض الأطراف المصنفة في خانة العدو ومن ذلك الجزائر والمقاومة.
يقول عبد الحي في ورقة بحثية نشرها على صفحته الرسمية في “فايس بوك” تحت عنوان “يحاولون اللعب بنا”، إن عمليات التشويه والاستهداف التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد خصومه يتم هندستها في المركز متعدّد التخصصات (IDC) في هرتسليا، وهي جامعة تقع شمال تل أبيب، حيث قاعة برنامج كامل لـ”تدريب طلاب الجامعة الإسرائيليين على التغلغل في وسائل التواصل الاجتماعي” والهدف هو “الهدف: الدفاع عن سياسات إسرائيل وخلق الفتن والمشاحنات بين العرب والمسلمين وكل من يساند القضية الفلسطينية”، ويتلقى الملتحقون بهذه الدورة وعددهم 400 التكوين بـ31 لغة، ونبه إلى أن الجهة التي تدعم وتوجه هذا البرنامج هذا المشروع رئاسة الحكومة ووزارتي الدفاع والخارجية.
وأشار عبد الحي، أن الجهات الأكثر عرضة للتشويه هي “المقاومة الفلسطينية، وحزب الله، وإيران، وسوريا، والجزائر، وأنصار الله، إضافة إلى بعض المفكرين المناصرين للمقاومة”.
عن نمط عمل برنامج التشويه وخلق الإشاعة، يقول عبد الحي “يتم تعليم الطالب على إنتاج الصور والتعليقات والدبلجة للأصوات والدخول بها إلى مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء حسابات عربية أو إسلامية، ثم إنتاج فيديوهات أو تركيب صور للتلاعب بالمتلقي”.
ويقدم صاحب الورقة البحثية، أمثلة عن الإشاعات التي يطلقها الكيان الصهيوني، ومن ذلك “دبلجة صوت لشيخ سني (يشكّك ويستهزئ بالشيعة) أو شيخ شيعي (يشكّك او يستهزئ بالسنة) أو ترويج إشاعات بطريقة يصعب اكتشاف مصدرها، أو كتابة مقالات تهاجم الشعب الجزائري تحت اسم لصاحب المقال يوحي أنه مغربي، أو شيخ سني يهاجم “حزب الله” أو عراقي يهاجم سوري أو فلسطيني وأردني أو فلسطيني وخليجي، أو نقل الصور مثل اختيار صور من الحرب الأوكرانية واعتبارها من الحرب في غزة، ولاحظنا أنه حتى رئيس الولايات المتحدة بايدن وقع ضحية التضليل في قضية صور قطع الرؤوس وإلصاقها بالمقاومة”.
ويؤكد عبد الحي، أن من أهداف الكيان الصهيوني عبر هذا العمل الممنهج في المختبرات “ترويج مفاهيم وتكرار استخدامها لتستقر في أدبيات وسائل التواصل الاجتماعي مثل حماس، داعش، إرهابي، إسرائيل بدلا من الكيان الصهيوني، أو ترويج رسوم كاريكاتورية… إلخ”.
ومن الأساليب المعتمدة لدى الصهاينة في هذا المبتغى، حسب وليد عبد الحي، “التعليق على موضوعات في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لإقامة علاقات صداقة مع شباب عربي لمحاولة تجنيدهم كعملاء لاحقا أو اعتبارهم مصادر معلومات قد تعتقد أنها عادية، لكنها قد تكون في غاية الأهمية، كما أشرت في مقال سابق إلى رسالة دكتوراه لباحثة إسرائيلية تعمل مع الجيش الإسرائيلي والتي قامت بإحصاء عدد المرات التي يمسح فيها السيد حسن نصر الله عرقه أثناء الخطاب وربط ذلك بقائمة الأمراض التي من أعراضها تصبب العرق، وبالتالي، معرفة احتمالات مرضه… إلخ)”.
ومن بين الدروس التي يجري تدريب الطلاب عليها هو ترويج الإشاعات، ويعلمونهم كيفية ترويج الإشاعة وطريقة صياغتها ومفرداتها المناسبة، وأن تكون مصاغة بكيفية من الصعب التحقق من مدى صحتها أو عدم صحتها، وهدفهم في ذلك زرع الإشاعة ثم يقوم الآلاف من الطلاب بعمل مشاركة Share لتعميم الإشاعة التي يجب أن تكون مصاغة قابلة للتصديق وخلق الشكوك.
وتشير إحصاءات هذا المركز، حسب عبد الحي، إلى أنهم تمكّنوا في إحدى جولات الصراع مع المقاومة عام 2012 من الوصول إلى جمهور في 62 دولة، وعدد المتابعين لهم 62 مليون متابع، وتقوم الأجهزة الحكومية بتقديم المعلومات والصور واليوتيوبات لهذا المركز لاستخدمها في نشاطه الدعائي، كما يقوم مكتب رئيس الوزراء أو وزارة الدفاع أو الخارجية بتبني بعض ما ينتجه المركز الجامعي ويضعه على صفحاته ليأخذ طابع المصدر الموثوق.
وطرح عبد الحي، جملة من التساؤلات حيال المعلومات المضللة التي تم تداولها وبداية عملية “طوفان الأقصى” وتم تبنيها والتسليم بها من لدن دوائر رسمية وإعلامية في الغرب، وكتب “هل جرى التحقيق في من يقف وراء إشاعة وصور قطع الرؤوس لأربعين طفلا والاغتصاب للفتيات التي حاولوا لصقها بالمقاومة، ثم محاولة ربط المقاومة بـ”داعش”؟ لعل في هرتسليا الجواب، فالقاعدة المهنية للتحقق من خبر ما هي: “فتش عن المستفيد”، وقد كان أول مصدر للخبر هو مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي صرح بذلك لشبكة “سي. آن. آن”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!