-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بروكسل غاضبة من المصالحة بين الرباط ومدريد

هكذا ينظر الأوروبيون إلى محور الجزائر إيطاليا وتقارب المخزن مع إسبانيا

محمد مسلم
  • 4270
  • 0
هكذا ينظر الأوروبيون إلى محور الجزائر إيطاليا وتقارب المخزن مع إسبانيا
أرشيف

يقارن الأوروبيون اليوم بين التقارب الجزائري الإيطالي وبدرجة أقل التقارب مع فرنسا، وبين التقارب المغربي الإسباني، ويرصدون فوائد المحورين على مصالح دول القارة العجوز، والتي باتت على المحك في ظل الحرب المشتعلة بشرقها بين روسيا من جهة وأوكرانيا وحلفائها الغربيين من جهة أخرى.
من بين هذه المقاربات تلك التي تم رصدها من قبل الخبير في الجغرافيا السياسية للطاقة، فرانشيسكو ساسي، في معهد RIE في بولونيا بإيطاليا، والتي حاول من خلالها تقديم قراءة للزيارتين الأخيرتين اللتين قادتا كلا من رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، جورجيا ميلوني، إلى الجزائر، ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى مملكة المخزن المغربي.
يقول الخبير في الجغرافيا السياسية للطاقة: “تريد روما تقديم نفسها كجسر بين أوروبا وشمال إفريقيا من خلال شبكة كثيفة من العلاقات السياسية والدبلوماسية الثنائية التي تلعب فيها الطاقة دورا مهما”، ويشير هنا بالخصوص إلى كل من الجزائر وليبيا، التي زارتها أيضا ميلوني بعد زيارة الجزائر مباشرة.
ويرى الخبير الإيطالي أن حضور علم الاتحاد الأوروبي في اللقاء الذي دار بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وميلوني، خير مثال على البعد الأوروبي لزيارتها إلى الجزائر. وبالمقابل، يتوقف فرانشيسكو ساسي عند غياب العلم الأوروبي خلال الاجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب، ودلالاته السياسية.
ما قاله الخبير الإيطالي وفق ما جاء في صحيفة “إل كونفيدونثيال”، يؤشر على أن الزيارة التي قادت المسؤولة الإيطالية إلى الجزائر لقيت دعما من الاتحاد الأوروبي، لما لذلك من مصالح تهم بروكسل، لأن الأمر يتعلق بقضية الطاقة التي تقض مضاجع الأوروبيين، عكس الزيارة التي قادت المسؤول الإسباني إلى الرباط، والتي يبدو أن التكتل الأوروبي لا ينظر إليها بعين الارتياح، للغضب العارم في القارة العجوز من نظام المخزن بسبب ممارساته المارقة (شراء ذمم النواب الأوروبيين، فضيحة التجسس بيغاسوس، وسجن الصحافيين) من جهة، ولعدم وجود حاجة أوروبية للمغرب على الأقل في الظرف الراهن من جهة أخرى.
هذه المقاربة تم رصدها أيضا في ألمانيا، العملاق الأوروبي الذي يحاول نظام المخزن يائسا تقديمه على أنه حليف باع القضية الصحراوية وفرط في الموقف الأوروبي، بانخراطه في دعم أطروحة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، تماما كما روج سابقا عن فرنسا، التي تُشتم منذ أسابيع يوميا من قبل السياسيين وفي الإعلام المغربي القريب من نظام المخزن.
تقول صحيفة “تاغيس شبيغل” الألمانية على موقعها على الأنترنيت: “لقد تم شراء المصالحة بين إسبانيا وجارتها الجنوبية المغرب بسعر مرتفع ما تسبب في شرخ بين شركاء الاتحاد الأوروبي..”، والإشارة هنا إلى أن هذه المصالحة كانت على حساب المهاجرين الأفارقة والقضية الصحراوية، وهذا أدى إلى “دق إسفين في الاتحاد الأوروبي”، وفق المصدر.
لكن ما هو الثمن الذي ستدفعه مدريد مقابل هذه المصالحة، تقول “تاغيس شبيغل” معلقة: “ليس فقط شركاء سانشيز في التحالف غاضبون لأنهم لم يتم استشارتهم عندما تم التخلي عن موقف إسبانيا المحايد سابقًا في نزاع الصحراء الغربية. لقد أوقفت الجزائر، مورد الطاقة الإسباني منذ فترة طويلة”، عقابا لها وتم استبدالها بإيطاليا.
وتمضي معلقة: “تحتاج إسبانيا وأوروبا إلى المغرب لمنع اللاجئين من إفريقيا جنوب الصحراء ومن بلادهم من العبور إلى أوروبا. تلعب الرباط هذه الورقة بلا رحمة: غالبًا ما يستخدم الجيبان الإسبانيان في البر المغربي، سبتة ومليلية، كوسيلة ضغط”، ومع ذلك فقد “اضطر أعضاء البرلمان الأوروبي الإسبان مؤخرًا إلى الانحناء، عندما أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا حاسمًا بشأن المغرب لأول مرة منذ عقود في 19 يناير، بسبب التدهور المستمر “لحرية الصحافة، كان قد عارضه النواب الاشتراكيون الإسبان”.
وتنقل الصحيفة تعليقا مثيرا للنائب الاشتراكي الإسباني (ينتمي إلى حزب رئيس الحكومة بيدرو سانشيز) خوان لوبيز أغيلار: “إذا لزم الأمر، عليك أن تبتلع الضفادع”، بعد الكشف عن التأثير الإجرامي المغربي على الجهات الفاعلة في بروكسل في بوابة المغرب، كان هذا أكثر مرارة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!