-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
النسيان هاجسهم الأول والضغوط تضاعف متاعبهم

هكذا يُحضر الأئمة لصلاة التراويح

أحمد قرطي
  • 668
  • 0
هكذا يُحضر الأئمة لصلاة التراويح
ح.م
الشيخ زكرياء بوهدي

يرى الشيخ زكرياء بوهدي، بأن لصلاة التراويح خصوصيات ومميزات عن بقية الصلوات الأخرى،كونها تقام في شهر رمضان وتتعلق بالقرآن، ولعل هذا هو سر اهتمام الناس بهذه الفضيلة، ما يستوجب على قراء التراويح والأئمة بعض الضغوطات، فإمام التراويح بعد ختمه لكتاب الله أو على الأقل نصفه، ملزم بحسب إمام مسجد الأرقم بن أبي الأرقم في حمام الضلعة بالمسيلة، بالتحضير الجيد حتى يُسمع الناس من ورائه كلام الله- عز وجل- غضا طريا،كما أُنزل.
وبخصوص التحضير لصلاة التراويح، فإنها تبدأ قبيل رمضان بأسابيع وحتى شهور، تستلزم على القارئ وِردا يوميا خاصا به، مع تكثيف المراجعة قبل رمضان وفي رمضان، حيث يقضي جل يومه في تحضير حزبه من بعد صلاة العصر إلى قبيل أذان صلاة العشاء، تتخللها فترات من الراحة، فيكون من المتوسط قد قرأ على الأقل 30 مرة، حتى يستطيع تفسير المقدار المقروء في تلك الليلة، للتمكن من تدبر كلام الله والعيش مع المصلين تلك الآيات والمشاهد ويُقرب إليهم المعاني والأحكام.
وبحسب محدثنا، فإن قارئ وإمام التراويح، يقضي يومه في مراجعة المحفوظ بضبط المتشابه، كما يهيئ نفسه للصلاة، وإذا حضر وقت الإفطار، فإنه يتناول بضع لقيمات، يتقوى بها على مهمته، وذلك حتى يستطيع البلاء الحسن وحتى لا يعيقه الشبع، كما يتطلب عليه تجنب الكثير من المنتجات التي تحتوي على الألبان والحمضيات والبهارات، لأنها تسبب له البلغم وتضعف له الأحبال الصوتية.
كما يقاوم الإمام العديد من الضغوطات والوساوس، فكلما زادت سمعة المسجد، كلما زاد عليه الضغط بداخله، كما أنه يتصارع مع نفسه في أثناء الصلاة في عدد الركعات وترتيب الأثمان وبداياتها، وهل أطال الصلاة أم قصر، كل ذلك في أثناء الصلاة، وفي حالة نسيان كلمة أو كلمتين أو موضع ما، فعليه أن يكون قويا في مواجهة نقد وآراء من خلفه من الناس، مع أن هذا الأخير اجتهد غاية الاجتهاد في إسماع الناس كلام الله على أحسن وجه ومراعاة أحوال من هم خلفه من ضعاف وصغار وكبار وذوي الحاجات، ولكن كل ذلك قد لا يشفع له، مضيفا بأن أجمل لحظة قد يعيشها إمام التراويح تلك التي تكون في التشهد الأخير قبل السلام من الركعة الأخيرة، وذلك لثقل الأمانة التي كانت على عاتقه.
كما وجه الشيخ زكرياء بوهدي، صاحب 26 ربيعا، الذي يؤم الناس للعام العاشر على التوالي، متنقلا بين 6 مساجد، آخرها مسجد الأرقم بن أبي الأرقم في حمام الضلعة بالمسيلة، النصيحة لكل أئمة التراويح من أجل إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، وألا يكون الهدف من الصلاة المزيد من الشهرة والسمعة وجمع المال، وإن أكرمه المصلون وجادوا عليه إن شاء أخذ فله ذلك وليس عيبا، وإن كان له مصدر آخر وأحب أن يستعفف فله أجر عند الله، كما دعا القائمين على اللجان الدينية إلى ضرورة اختيار الأكفأ والأحفظ من الأئمة، وألا يصلى بالناس عن طريق الهاتف أو المصحف، وإنما بحفظ كتاب الله، كما دعا إلى أهمية تشجيع الأجيال الصاعدة على حفظ القرآن الكريم وإتقانه وتقديمهم لإمامة الناس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!