هل أوقف الدورة الشهرية لاستغلال العشر الأواخر من رمضان؟

أنا متزوجة وعندي طفلين، وأفكر في أن أتناول أقراص لمنع الحمل والتي ستمنع نزول الدورة الشهرية في العشر الأواخر من رمضان، وذلك حتى أستطيع أن أستغل هذه الأيام المباركة في العبادة، فأنا لا أستطيع الصلاة في المسجد طوال شهر رمضان لأن أطفالي يسببون الإزعاج للمصليات، وقد حدثت مشادة كلامية بيني وبين بعضهن، لأنهن قاموا بطردي من المسجد لأن طفلي كان يحبو أمامهن! لذلك أفكر في أخذ هذه الحبوب حتى استغل العشر الأواخر لتعويض ما فات بدون أن أخبر زوجي لأنه سيرفض.. ما رأيكم؟

زهيدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

أهلاً وسهلاً بك يا زهيدة على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك وأن يعينك على استغلال ما تبقى من أيام رمضان، وأن يتقبل منكِ الطاعات.

رفض البعض صلاة النساء أمهات الأطفال في المسجد ظاهرة أنانية، وقد كان من المجدي عمل قاعات مخصصة للأمهات، أو حتى خيام مغلقة في خلف المسجد حتى لا يسببن إزعاج ، لكن لا عليك أختي الفاضلة لا تحزني، فلا شك أن صلاتك التروايح في البيت أفضل لك وأعظم أجراً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ”. رواه أحمد وأبو داوود  . 

وبخصوص العشر الأواخر ورغبتك في قيام الليل، وإحياءه، فقد أفتى العلماء بأن هذا يحصُل بعمارته بالصلاة وغيرها من أنواع العبادة كتلاوة القرآن، والدعاء، وذكر الله تعالى، والاستغفار، ونحو ذلك، فالصلاةُ بالليل هي أفضل ما يشتغل به العبد؛ لاشتمالها على قراءة القرآن، والدعاء والاستغفار، لكن إذا كنت عاجزة عنها بسبب الدورة الشهرية، فإن أجر قيام الليل لا يفوتك إذا أحييته بأي نوع من العبادات السابق ذكرها..

وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عَمَّنْ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ: أَيُّمَا أَفْضَلُ لَهُ؛ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ، أَوْ التَّسْبِيحُ، وَمَا عَدَاهُ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ وَالْأَذْكَارِ؟ فأجاب: “…وَأَمَّا إذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ، فَالْقِرَاءَةُ لَهُ أَفْضَلُ إنْ أَطَاقَهَا، وَإِلَّا فَلْيَعْمَلْ مَا يُطِيقُ، وَالصَّلَاةُ أَفْضَلُ مِنْهُمَا، وَلِهَذَا نَقَلَهُمْ عِنْدَ نَسْخِ وُجُوبِ قِيَامِ اللَّيْلِ إلَى الْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ..

وأخيراً فلا أنصحك أبداً بتناول حبوب منع الحمل لإيقاف الدورة الشهرية لعدة أسباب منها أن الحيض وما يمنعه من صيام وصلاة هي رخصة أجازها الله تعالى للنساء، والله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، فكثير من النساء تضطرب لديهن الدورة إذا أخذت أية هرمونات، وخاصة أنه ليس هناك ضمان أن لا يحصل تنقيط في الدم أثناء هذه الفترة، والأهم من هذا أنه لا تستطيعين التصرف بهذا بدون إذن زوجك!!

جهزي لنفسك برنامجاً قوياً من العبادات الأخرى المتنوعة كالدعاء، والذكر والاستغفار، والتفكر في خلق الله، وتلاوة القرآن عبر الهاتف الجوال، وعمل ختمة مسموعة.

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com