هل الثلاثاء هو ذكرى المولد النبوي بالتقويم الميلادي؟

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات التهاني بمناسبة المولد النبوي الشريف، وقالوا بأنه يوافق الـ 20 من شهر أفريل بالتقويم الميلادي، فهل الثلاثاء حقا ذكرى ميلاد سيد الخلق؟

تدوينات على فيسبوك، تغريدات على تويتر، وتعليقات من مختلف الاتجاهات والتوجهات، منها من يصلي على الحبيب صلى الله عليه وسلم، ومنها من ينكر الاحتفال، ومنها من يعترض على التاريخ!

وكما في الكثير من القضايا الإسلامية، لا يتفق علماء الفقه على اتجاه واحد في مقاربة الاحتفال بالمولد النبوي. حتى أنّ تاريخ ولادة الرسول محمد، محطّ اختلاف بين السنة والشيعة.

معظم المراجع تميل للقول إلى أنّه ولد في شهر ربيع الأول بحسب التقويم الهجري، إلا أنّ السنة يحتفلون بالذكرى في اليوم الـ 12، فيما يحتفل الشيعة في اليوم الـ 17.

ولقد كان هذا الخلاف في التأريخ، سبب دعوة الخميني إلى ما سمّي بأسبوع الوحدة الإسلامية، بين تاريخي الاحتفال، بدء من عام 1981، كوسيلة للتقريب بين السنة والشيعة.

في ذات السياق تشير أدبيات السيرة إلى تفاصيل متنوعة حول ولادة النبي، الثابت منها أنّه ولد يوم اثنين، لأنّه حين سئل عن سبب صيامه يوم الاثنين، قال إنّه يوم مولده.

كما تميل المراجع إلى القول بميلاده في عام الفيل، أي بين عامي 570 و571 للميلاد، وهو العام الذي سمّي نسبة إلى هجوم حاكم اليمن أبرهة الحبشي على مكّة، ومحاولته تدمير الكعبة بواسطة فيل، بحسب الرواية السائدة.

وبحسب الروايات الكثيرة فإن يوم 12 من ربيع الأول من عام 53 ق.هـ، يوافق شهر أفريل سنة 571 ميلادي، لكن يبقى تحديد اليوم بالتدقيق محط خلاف في وجهات النظر، حول إن كان 20 أم 22 أفريل.

ووفقا لتصريحات سابقة لمفتى الديار المصرية، الدكتور شوقى علام، فإن التحقيق والصواب الذى تدل عليه كتب التوفيقات بين التاريخين الهجري والميلادي فإن مولده وافق يوم 22 أفريل عام 572 ميلادية.

وأضاف أن هذا الشهر الميلادي هو أول شهر ربيعي كامل، فوافق ربيع مولده القمري فصل الربيع، وبالتالي فقد ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين 12 ربيع الأول، وقت طلوع الفجر، في عام الفيل، في السنة 53 قبل الهجرة.

وبحسب ما جاء فى كتاب “تاريخ الاحتفال بالمولد النبوى” للدكتور إسماعيل سامعى، فإن الاحتفال وفقا للتقليد الميلادى، يرجع إلى عهد الملك مظفر الدين التركمانى الذى حكم أربيل بعد سقوط الدولة السلجوقية.

وأقام الملك الاحتفال الأول بالمولد النبوى عام 586 هـ، 1190 م، وكان ذلك فى يوم 20 أفريل، وظل معتمدا طيلة وقت الخلافة العثمانية.

واستدل مؤلف الكتاب على أن 20 أفريل هو يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، بالقول أن المسلمين ظلوا يؤرخون لميلاده بالتقويم الميلادي وليس الهجرى، حتى ستة قرون، لمولده في منتصف فصل الربيع وهو تاريخ ثابت.

من جانبه قال الشيخ صفي الدين المباركفورى فى كتاب الرحيق المختوم إن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ولد بشعب بنى هاشم بمكة فى صبيحة يوم الاثنين 9 ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان.

وأضاف أن ذلك التاريخ يوافق الـ 20 أو الـ 22 من شهر أفريل سنة 571م حسبما حققه العالم الكبير والمحقق الفلكى محمود باشا.