-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعضهم يرونها اقتداءً بالشيعة وآخرون يجيزونها

الاحتفالات بالمولد النبوي تفجّر خلافات فقهية بين الأئمة

الشروق أونلاين
  • 13475
  • 0
الاحتفالات بالمولد النبوي تفجّر خلافات فقهية بين الأئمة
الشروق

مع اقتراب المولد النبوي الشريف يرجع الجدل مجددا بين علماء الدين حول إجازة أو تحريم الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام، ففي الوقت الذي أجاز فيه عدة مشايخ وأئمة الاحتفال بمولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أطل الشيخ فركوس عبر موقعه ليقول بأن الاحتفال بمولد النبي هو “بدعة ابتدعها الشيعة” واعتبر الاحتفال به “حراما”.

ويشاطره الرأي مسؤول الجبهة السلفية بالجزائر الشيخ عبد الفتاح حمداش والذي قال في اتصال هاتفي مع “الشروق” بأن “الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام ليس من الدين ولم يرد فيه نص صريح”، مضيفاً “الصحابة رضي الله عنهم هم أكثر الناس حبا لرسول الله ولكنهم لم يحتفلوا بميلاده يوما”، وأضاف “مظاهر الاحتفال التي نراها اليوم لم يرد فيها أي نص سواء من كتاب الله أو سنة الرسول ولا هدي الخلفاء ولا العلماء”.

 وقال حمداش إن الذين ابتدعوا هذا الاحتفال في بلاد المغرب العربي هم الفاطميون وأصلهم من الشيعة، حيث كانوا ينحرون الإبل وأحدثوا نوعا من الطقوس الخاصة، ليقول “الاحتفال بالنبي يكون عن طريق العمل بالشريعة والاقتداء بأوامره ونشر سيرته العطرة كل أيام السنة”، ويضيف “إحياء مولد العظماء هو فعل ابتدعه اليونانيون وأخذوه عن الهنود والصينيين، والشيعة نهجوا منهاجهم إلى درجة أنهم يحتفلون بـ152 عيد في السنة”، فيما اعتبر بأن الاحتفال الذي يقوم به الجزائريون ليس على الطريقة الشيعية لكن أصرَّ على أن ما هو ثابت بأن الاحتفال بالمولد النبوي ليس من الدين ولم يثبت فيه دليل.

وفي المقابل، قال جلول حجيمي الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة بأن الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام “جائز” شريطة “عدم الإسراف أو الإلقاء بالنفس إلى التهلكة”، واعتبر المتحدث ذاتُه بأن العديد من الأئمة والمشايخ احتفلوا بذكرى مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام على غرار الإمام  السيوطي والشيخ العلامة ابن باديس، وغيرهما من الأئمة والذين ذهبوا باجتهاداتهم إلى استحباب الاحتفال.

وشرح حجيمي بأن هناك أدلة واضحة على جواز الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام، ومنها أن النبي استحب صيام يوم الاثنين الذي يصادف يوم مولده، كما أن هناك حديثا صحيحا رواه مسلم يحكي فيه بأن أبا لهب أعتق جاريته يوم مولد النبي عليه الصلاة والسلام، ليقول محدثنا: كيف لكافر أن يستبشر بمولد النبي ويفرح به ونحن المسلمين لا نفعل؟

 وأشار حجيمي إلى أن هناك عدة نصوص قرآنية تشير إلى عظمة يوم مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام والفرحة يوم ميلاده، وقال لا ينبغي التشدد في هذه المسألة، واعتبر أن الاحتفال بمولد النبي  بما يرضي الله ورسوله هو سنة حسنة، مستغربا من  الفتاوى التي تطلق حول تحريم الاحتفال بالمولد وكأنهم أعداء رسول الله، ليقول “الاحتفال بالإنشاد والذكر وإظهار الفرح وتعليم الأبناء سيرة خاتم الأنبياء وذكر سننه وأهله فهذا هو الأصحّْ لكن أن يكون الاحتفال بالخمور والإسراف والأشياء التي تؤدي إلى الحروق فهذا لا يرضاه الله ولا رسوله” ليقول في الأخير “ليس كل ما يفعله الشيعة خطأ”. 

وبين هذا وذاك يبقى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مرتبطا لدى الجزائريين بحفظ القرآن الكريم وتذكر سيرة خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام وآل بيته والاقتداء بخصاله الحميدة وتدريسها للصغار، فيما حوَّله البعض إلى مناسبة للألعاب النارية التي تحصد الأرواح وتؤذي أكثر  مما تنفع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!