-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اكتفت باحتضان منافسة قارية وحيدة منذ مطلع التسعينيات

هل الجزائر قادرة على المزاحمة لتنظيم “الكان” ومونديال العرب؟!

صالح سعودي
  • 3343
  • 0
هل الجزائر قادرة على المزاحمة لتنظيم “الكان” ومونديال العرب؟!

إذا كان المنتخب الوطني يصنع الحدث على الصعيدين القاري والعالمي، بناء على النتائج المميزة التي حققها أبناء المدرب جمال بلماضي خلال السنوات الأخيرة، حتى أنهم حطموا أرقاما فاقت التوقعات، فإن الوجه الكروي للجزائر يعاني من ناحية التمثيل في الهيئات الدولية مثلما يشتكي أزمة التسيير وقلة النفوذ، بدليل عدم تنظيم الجزائر أي منافسة ثقيلة المستوى خلال السنوات الأخيرة، بعدما اكتفت بتنظيم منافسة قارية منذ مطلع التسعينيات.

إذا كانت الجماهير قد ضبطت ساعتها واهتمامها هذه الأيام على مونديال العرب الذي تحتضنه دولة، وهذا قبل عام من ضبط آخر الرتوش لتنظيم المونديال العالمي نهاية العام المقبل، ما جعلها تخطف الأضواء في حفل الافتتاح وفي السير العام لمباريات دور المجموعات، مثلما ستكون الجماهير الكروي على موعد مع العرس القاري الذي تحتضنه الكاميرون مطلع العام الجديد، فإن الكثير من المتتبعين والمهتمين يتساءلون عن مدى قدرة الجزائر في مزاحمة بقية البلدان العربية والإفريقية في احتضان منافسات إقليمية وقارية من هذا المستوى، خصوصا وأن بلادنا لم تحتضن منافسة بحجم كأس أمم إفريقيا منذ مطلع التسعينيات، وبالضبط نسخة 90 التي كانت فرصة للتتويج المنتخب الوطني بأول لقب من هذا النوع في تاريخه، وهو الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول أسباب ومبررات هذا الغياب الميداني، في وقت دأبت عدة بلدان عربية وافريقية على احتضان منافسة واحدة في عدة مناسبات، على غرار مصر وتونس وغيرها، وهو ما يتطلب آليا حسب الكثير ضرورة مراجعة الحسابات والوقوف على مكمن الخلل حتى تكون الجزائر في مستوى طموحات جماهيرها ومكانتها كأكبر دولة في القارة السمراء، وهي التي يصطلح عليها ب بوابة إفريقيا، فيما يذهب آخرون إلى وصفها بأنها بلد بحجم قارة.

والواضح أن التطورات الحاصلة على الصعيدين القاري والإقليمي يفرض مواكبة رهانات كرة القدم من الناحية الإدارية أيضا، وهذا لمواكبة مسيرة التميز التي تصنعها كتيبة المدرب جمال بلماضي التي صنعت الحدث خلال السنوات الأخيرة، والبداية بكسب لقب “كان 2019″، وحرصها على الدفاع من أجل الحفاظ عليه خلال نسخة الكاميرون 2022، مثلما تراهن على حجز مقعد لها في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، وغيرها من الرهانات التي يسعى زملاء محرز إلى تجسيدها ميدانيا، حتى يبرهنوا للجميع على أحقيتهم بالمستوى العالمي الذي يتصفون به في المدة الأخيرة، وهم الذين قهروا منتخبات كبيرة في مواعيد ودية وأخرى رسمية، ناهيك عن تحطيم أرقام صمدت لسنوات طويلة، سواء أرقام فردية أو جماعية، وفي مقدمة ذلك احتلال المرتبة الرابعة كأحسن منتخب من حيث أطول سلسلة نتائج ايجابية دون تعثر، ويسير بخطوات ثابتة نحو مزاحمة صاحب المرتبة الأولى ايطاليا وملاحقيه المباشرين.

وإذا كان الكثير قد وقف على أزمة التسيير التي تعاني منها الكرة الجزائرية، بسبب الصراعات الخفية والمكشوفة، إضافة إلى عديد المظاهر السلبية التي تنخر بطولتنا، مثل الرشوة وتبييض الأموال وانتشار المخدرات والمنشطات وغيرها، ما نعكس سلبا على النفوذ الكروي للجزائر في الهيئات الكبرى التي تسير شؤون كرة القدم، وفي مقدمة ذلك الكاف والفيفا، دون نسيان مشاكل التسيير التي تسببت في تأخر إنجاز مشاريع كان يفترض أن تمنح إضافة نوعية للهياكل الرياضية في البلاد، ناهيك عن حالة التسيب التي انعكست سلبا على مختلف المرافق الرياضية، ما جعل المنتخب الوطني يجد صعوبات في وجود ملعب يليق به، ما جعل ملعب تشاكر بمثابة الخيار الحتمي لاحتضان مباريات المنتخب الوطني خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يتطلب إعادة النظر في مثل هذه المهازل التي تصب أساسا في سوء التسيير وغياب الرقابة وأمور كثيرة تتحملها مختلف الجهات والهيئات.

ويذهب الكثير من الملاحظين إلى القول بأن دولة قطر تكون قد أعطت درسا مهما في كيفية كسب الرهانات في مجال التنظيم الرياضي، آخرها الوجه المشرف الذي تعطيه بمناسبة احتضان مونديال العرب، والبداية بحفل الافتتاح ونوعية الملاعب التي تحتضن المباريات في انتظار مفاجآت أخرى بمناسبة تنظيم كأس العالم نهاية العام المقبل، وهي رسالة مهمة للساهرين على الكرة الجزائرية من الناحية الإدارية للتفكير بجدية في كيفية عودة الجزائر إلى الواجهة، من خلال احتضان منافسات رياضية كبرى كتلك التي احتضنتها خلال السبعينيات، في صورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب الإفريقية، وصولا إلى نسخة 90 من “الكان” وغيرها، وهو ما يعني حسبهم ضرورة أن تكون الجزائر حاضرة بشكل نوعي في هذا الجانب حتى تعطي صورة مهمة حول قدرتها في الجانب التنظيمي والاستثماري والهيكلي، خاصة في ظل التميز الفني الذي يصنعه أبناء بلماضي بانتظام وثبات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!