-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل صيام رمضان فرض أم على الخيار؟ (3)

خير الدين هني
  • 973
  • 0
هل صيام رمضان فرض أم على الخيار؟ (3)

الإمام “مجاهد” من كبار التابعين، كان إماما فقيها وعالما ثقة كثير الحديث، وأصبح مبرزا في التفسير وقراءة القرآن والحديث، وقد لزم عبد الله بن عباس وروى عنه في التفسير وكان من أكثرهم وثوقا في النقل والرواية، اعتمد على تفسيره كثير من الأعلام كالشافعي والبخاري وغيرهما، ونقل البخاري في كتاب التفسير من الجامع الصحيح، كثيرا من أقوال مجاهد في التأويل، وقد أجمع علماء السلف على أنه كان من أعلم التابعين بتفسير القرآن الكريم.

ولهذا لا يمكن أن يأتي مُتقوّل، أو متعالم أو مُتَصعلِك ثقافي أو أحد الأدعياء، ممن يزعمون أنهم أهل اختصاص في علوم الشريعة من طالبي الشهرة والظهور، أو من الذين مَرَقوا وضلوا، ويطعنون في أقوال هؤلاء الأعلام، الذين تقرّحت أعينهم وتوقّرت آذانهم وتورّمت أَلْيَاتُهم (عَجِيزَتُهم)، من الجلوس إلى الصحابة والاستماع إليهم، وهم الذين نقلوا إلينا تراث النبي وسيرته وعلوم القرآن وصحيح السنة النبوية، ويضربون بها عرض الحائط، ويقدمون أنفسهم كما قدمهم رجال الإعلام -غفر الله لهم-على أنهم باحثون مجتهدون في الفكر والعلوم الشريعة، ليغالطوا الناس ممن ليس لهم نصيب في العلم، أو القدرة على البحث في المصادر والمظان اللغوية والشرعية. ويقدمون أفكارهم الضالة على أنحاء حقائق موثوقة من الشريعة، غفل عن فهمها أو استنباط أحكامها ومقاصدها الأوائل والأواخر، من العلماء والمفسرين والمحققين.

ويتبجحون أمام الناس في الفضائيات، أو يناظرون بعض المقلدين الذين لا يملكون القدرة على المحاججة والمناظرة واستحضار الأدلة الشرعية من مصادرها، لكون تكوينهم متعلقا بالتأهيل المدرسي وحسب، وهو التأهيل الذي لا يتجاوز المناهج الدراسية لمراحل التكوين، ولا يتعمق في البحوث ودراسات المذاهب والآراء الفقهية والفكرية، وأسباب النزول والحوادث وأقوال العلماء والمفسرين الكبار وأهل الاجتهاد من المبرزين، فيكشفون عورات هؤلاء المتطاولين على شريعة الله، وضحالة مستواهم وضعف قدراتهم على المناظرة والمحاججة والمقارعة، مما يظهر هؤلاء المتعالمين المدلسين المشكوك في عقائدهم بالظهور وقوة حججهم، لأنهم يتعمّدون قطع النصوص عن سياقاتها، أو يغفلون سبب نزولها، وهو السبب الحقيقي الذي يكشف الحكم الشرعي للنص محل التأويل الفاسد، على نحو من يقول: ((ويل للمصلين))، ويقطع السياق ليبين لمناظره أن الله توعّد المصلين بالعذاب الأليم. ولكنه لو أتم القراءة، لتبين الحق من الباطل، وهم الساهون عن الصلاة. بالتأخير أو تجميع أوقاتها أو الغفلة عنها بمشاغل الحياة، ويؤخر الصلاة إلى وقت فراغه من مشاغله ولعبه ولهوه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!