الرأي

هل نحن شعب ميت؟

رشيد ولد بوسيافة
  • 6249
  • 31

عندما تقرر شركة غوغل حجب الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم في كل من مصر وتونس وليبيا وأندونيسا وتسكت عن الجزائر ودول أخرى كان صوتها باهتا في التصدي للإساءة الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكية ضد خير خلق الله، وعندما يخرج المسلمون في كل أصقاع الدنيا ولا نسمع للجزائريين صوتا… عندها يجب أن نطرح تساؤلا كبيرا حول وضعنا الذي نحن فيه.

عندما تقرر شركة غوغل حجب الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم في كل من مصر وتونس وليبيا وأندونيسا وتسكت عن الجزائر ودول أخرى كان صوتها باهتا في التصدي للإساءة الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكية ضد خير خلق الله، وعندما يخرج المسلمون في كل أصقاع الدنيا ولا نسمع للجزائريين صوتا عندها يجب أن نطرح تساؤلا كبيرا حول وضعنا الذي نحن فيه.

لماذا يحتج العالم الإسلامي أجمع على الرسوم المسيئة ويحتج على الفيلم المسيء وتتفاعل كل الشعوب مع القضايا العادلة في العالم الإسلامية كالقضية الفلسطينية وقضية مسلمي ميانمار وقضية الشعب السوري، بينما لا يخرج في الجزائر سوى عشرات الأشخاص ليسجلوا حضورا رمزيا لا يرقى لمكانة الشعب الجزائري الذي كان قبل 50 سنة مثالا لكل شعوب الأرض في رفض العدوان والإصرار على التحرر من القيود.

هي ليست دعوة للشعب أو الاعتداء على من أعطيناهم العهود والمواثيق من ممثلي الدول الغربية في بلادنا، ذلك أن ما حدث في بعض الدول العربية وعلى رأسها ليبيا لا يشرف العرب والمسلمين، لأنه اعتداء على أشخاص لم يكن لهم يد في الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا الغياب للجزائريين عن هذا المشهد المتحرك لا يشرف كذلك.

على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدرك أنها مسؤولة بشكل أو بآخر عن الفيلم المسيء لأنه صور وبث على أراضيها، وأنها سمحت بذلك تحت مبرر حرية التعبير التي تحولت مع الوقت إلى حرية للشتم والإهانة في حق أكثر من مليار مسلم يتوزعون على كل دول العالم، ولا يمكنها أن تستمر في استغفال المسلمين بأكذوبة حرية التعبير التي تتوقف عندما يتعلق الأمر بنكران المجازر في حق اليهود.

لقد أحرق مسيحيون متطرفون نسخا من القرآن الكريم على بعد أمتار من مكتب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأقام متعصبو الدنيا ولم يقعدوها بسبب مشروع لبناء مركز إسلامي بالقرب من مركز التجارة العالمي، ولا زالت الإهانات مستمرة رغم التصريحات الرسمية الداعية إلى الحوار والتعايش بين أمريكا والعالم الإسلامي، ليتأكد الجميع أن أطروحة هنتغتون بشأن صدام الحضارات هي الأقرب لوصف ما يحدث، وليت هذا الصدام تجسّد في نقاش محترم بين المفكرين وقادة المعرفة.

مقالات ذات صلة