-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين سياسة التكوين وحسن التسيير ومحاربة إهدار المال 

هل يساهم نجاح “الشان” في علاج أمراض بطولة الشكارة؟!

صالح سعودي
  • 563
  • 0
هل يساهم نجاح “الشان” في علاج أمراض بطولة الشكارة؟!

لا يزال الشارع الجزائري يعيش على أجواء اختتام نهائيات “الشان” على وقع النجاح الباهر تنظيميا وجماهيريا وحتى إعلاميا، في ظل ردود الفعل الإيجابية على الصعيدين القاري والإقليمي، وسط إجماع بأن نسخة الجزائر أقيمت بتقاليد “الكان”، وهو أمر يحسب على جميع الجهات التي ساهمت في هذا العرس الإفريقي الذي شغل الرأي العام على مدار 3 أسابيع، ما جعل البعض يطرح تساؤلات حول مدى انعكاس نجاح “الشان” على البطولة الوطنية، أملا في معالجة أمراضها الكثيرة والمزمنة.

لم يتوان بعض المتتبعين في تثمين إيجابيات ومحاسن نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت في الجزائر، بعد ما عددوا مختلف الجوانب التي صنعت فيها الجزائر التميز تنظيميا وجماهيريا وفنيا وإعلاميا، مع الدعوة إلى استثمار مختلف هذه الجوانب النوعية حتى تنعكس مستقبلا على البطولة الوطنية التي يجمع الكثير على أنها تعاني من مشاكل متراكمة وعلى وقع أمراض كثيرة ومزمنة، حتى أن البعض أطلق عليها بطولة “الشكارة”، بسبب إهدار المال في إبرام صفقات خيالية مع لاعبين كثيرا ما يتضح تواضع مستواهم الفني فوق المستطيل الأخضر، ويتأكد في النهاية بأن مردودهم الفني لا يرتقي لتلك الأجور الشهرية والمنح المالية الضخمة التي يتلقونها شهريا وعلى مدار العام، ناهيك عن إهدار المال العام في سلوكيات غير أخلاقية تصب في خانة الرشوة وتضخيم الفواتير وترتيب المباريات، حتى أن الوسط الكروي أصبح مجالا للكثير من الآفات الاجتماعية التي وقع فيها حتى اللاعبين، وفي مقدمة ذلك ظاهرة المخدرات والمنشطات والكوكايين وغيرها من المواد المحظورة التي تتناول في الخفاء وعلى المكشوف، وهذا رغم الإجراءات الحازمة التي قامت بها “الفيفا” وحتمت على الجهات المعنية اتخاذ قرارات صارمة أدت إلى فرض عقوبات صارمة ضد عدة لاعبين ثبت في حقهم تناول مواد محظورة.

ويذهب الكثير من العارفين إلى اعتبار مسيرة المنتخب المحلي في “الشان”، بأنها تعد من النماذج القليلة المشرفة التي عرفتها المنتخبات الوطنية الشابة والمحلية (حين نستثني منتخب الأكابر)، من ذلك تتويج منتخب الأواسط بكأس إفريقيا 78 ووصوله إلى الدور ربع النهائي في مونديال 79 باليابان، وكذلك وصول منتخب الأواسط إلى نهائي كأس فلسطين 1985، وتنشيط المنتخب الأولمبي نهائي ألعاب البحر المتوسط 93 بفرنسا، إضافة إلى وصول منتخب المحليين في نصف نهائي “الشان” بالسودان، وكذلك تتويج أبناء بوقرة بكأس العرب شهر ديسمبر 2021، وتتويج منتخب الأواسط بكأس العرب خريف العام الماضي في الدورة التي احتضنتها الجزائر، وهو ما يتطلب في نظرهم ضرورة النظر بجدية إلى مثل هذه الإنجازات القليلة والاستثنائية حتى تصنف مستقبلا في خانة التقاليد التي يجب أن تتسم بها الكرة الجزائرية، وهذا ما يتطلب نهضة كروية في البطولة الوطنية حتى تعود إلى الواجهة، وساهم في عودة ممثلينا إلى الواجهة قاريا وإقليميا وحتى دوليا، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات.

وإذا كان الكثير قد أشاد بالمسار المشرف للمنتخب الوطني المحلي في “الشان” بقيادة المدرب مجيد بوقرة الذي وجد نفسه في سباق ضد الزمن لتشكيل منتخب يتكيف مع التحدي الإفريقي، إلا أن هذه الجوانب الإيجابية تتطلب في نظر المتتبعين ضرورة إصلاح المنظومة الكروية في الجزائرية بغية الحفاظ على بريق مختلف المنتخبات الوطنية، وفي مقدمة ذلك الاهتمام بسياسة التكوين التي تبقى الخيار الأمثل للعناية وتحفيز المواهب الكروية على التألق في مختلف الفئات، وصولا إلى منتخبات الأواسط والآمال والمحليين إلى غاية منتخب الأكابر، وهو ما يفرض آليا إعادة النظر في طريقة تسيير الأندية الجزائرية في القسم الأول وفي بقية المستويات، بالشكل الذي يجعل كرة القدم مجالا للإبداع والاستعراض فوق المستطيل الأخضر، بدلا من الاهتمام بأمور أخرى لا تمت للكرة، لكنها أصبحت لصيقة بها، وفي مقدمة ذلك البزنسة والرشوة وترتيب المباريات، ما جعل أمر الصاعدين والنازلين وحتى المتوجين يتم في الكواليس بدلا من حسمه في الملاعب الخضراء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!