هل يستطيع بوش الانسحاب من العراق؟!

لم يكن صعبا ان يشن جورج بوش حربه الصليبية على العراق وافغانستان وان يصب على كابول وبغداد والمدن العراقية والافغانية آلاف اطنان المتفجرات المحرمة دوليا وان يقتل ملايين الآمنين.. ولم يكن صعبا ان يجيش اصدقاءه وحلفاءه من عجم وعرب في معركته البشعة.. الا ان بوش لن يكون قادرا على اتخاذ قرار الانسحاب من العراق.. وذلك لسبب وحيد بسيط للغاية، انه باختصار يتمثل في ضعف الرئيس الأمريكي نفسيا وعدم توفر القدرة لديه على اتخاذ القرارات الحاسمة في الظروف الضرورية.

شارل ديغول، هذا الجنرال الفرنسي العجوز الماكر عندما وجد ان ثورة الجزائر متدفقة بأمر ربها، لا يوقف سيلها أي قوة على وجه الأرض وانها تنتزع حرية شعبها بالبارود وان السياسة فيها هي صوت المدافع.. عندها كان قراره بعد مناوراته العديدة ومكره الخبيث ان يخضع لشروط الثورة في الاتفاق على حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.. لأنه كان يدرك ان البديل هو ما قاله العربي بن مهيدي عبقري الثورة الجزائرية للجنرال بيجار في قاعات التعذيب التي مزقت جسد القائد الفذ.. قال العربي بن مهيدي: انني اتنبأ بالجزائر من تمنراست الى دانكارك.

ونابليون الإمبراطور الفرنسي الشهير عندما وقفت مدينة عكا الفلسطينية تتصدى لأحلامه وأوقعت به الخسائر وهجم الطاعون على جنده ألقى بقبعته عند اسوار عكا وقال هنا أدفن احلامي يا عكا… وسحب قواته، لأنه يعرف ان البديل هو الهلاك المحقق للامبراطورية.

الرئيس الامريكي غبي بلا شك وخامل اللياقات وغير مشهور عنه الا شربه المفرط للكحول وأكله النهم لضلوع الخنازير والخراف.. هو متخم بأموال أسرته ومزهو بجيوش دولته ومغرور بانحناء الضعفاء في العالم له.. لكنه لا يعرف حركة التاريخ وأسرارها ونواميس تحركها.. هو جاهل بقوانين الله في الطبيعة والحياة، لذلك يظن ان اللحظة الراهنة ينبغي ان تستمر الى الأبد.. وان لا مجال للتراجع.

امريكا اليوم في ورطة كبرى تهدد مصيرها.. الولايات وما تكتنزه من عصابات الإجرام وتطلعات الانقسام.. تعفن النظام السياسي المتخلف في عملية انتخابات جاهلة وتسلط رجال المال والسلاح على الأمن والجيش والاستراتيجيات السياسية والاقتصادية.. كل ذلك يجعل من  حرب العراق الحجر الأساس في انهيار امبراطورية الشر..

 ان إدارة امريكا فقدت مؤهلاتها الامبريالية ولم تعد سوى عصابة بدائية متوحشة في عالم مشحون بالعداء لكل ما هو غير امريكي.. ولم تستطع الادارة ان تجيب على سؤال طرحه المفكرون الأمريكان: لما يكره العالم امريكا؟.. لماذا لا يستطيع سفير امريكي في أي مكان في العالم ان يتحرك دونما حراسات مشددة تجعل من حياته جحيما؟لماذا كل شيء في امريكا اصبح مثار احتقار للشعوب.. انه السياسات الرعناء التي توجها هذا الغبي بوش بعدوانه المتواصل على أمتنا.. أمة الحضارة والخير والكرم وكل القيم الجميلة الايجابية.