هل يضيع الحب بسبب عبث الماضي؟

أنا شاب في الثلاثينيات تابع صفحتكم فأعجبته، ولم يكن يظن يوماً أنه سيراسلها ليستشير رأيكم! فأنا في كرب عظيم، هم ألم بي، وأخذ بلبي فنغص علي حياتي، بعد أن ظننت بأنني كما يقال في خط النهاية المستقيم للوصول للإستقرار والسعادة.

أنا من دولة عربية شقيقة، طباع شعبها ليست ببعيدة عن طباع شعب الجزائر، تعرفت في محيط العمل على فتاة هي مثال رائع في الخلق، والتربية، والعقل الرزين، فقد عملت معها مدة ليست بالقصيرة، فتعلقت بي بصورة لم أرها في شاشة ولم أسمع بها من قبل إلا في الأساطير القديمة، ولم تقل لي شيئاً لكن سلوكها وتصرفاتها وشت بها، وبما أنني لم أكن جاهزاً للزواج تهربت رغم ميلي نحوها، إلا إنها اقنعتني بحبها من غير كلام، واقتنعت أن هذا أمر يستحق العناء، والسعي فيه، فتصارحنا بالأوضاع فقالت أنها سنتظر و لو الدهر كله، واستسلمنا بعد ذلك للذي بيننا متعففين ما استطعنا، إلى أن فتح الله وتقدمت وخطبتها من أبيها، واتفقنا على موعد الزفاف الذي أن أوشك وصوله بعد أشهر، والصراحة أني لم أر منها إلا خلقاً طيباً وطاعة وتصبراً عليّ، فكانت في عيني إمرأة زواج بأتم معنى الكلمة، وزدت على ذلك حبها لي الذي لا أدري أهو موجود حقاً في هذا الزمان، هذا الحب الذي أمرضها، وأدخلها في الخصومات من أجلي، أفأفرط فيه و أنا أبادلها نفس الشعور!

وذات يوم اكتشفت نقطة سوداء في حياتها، الإنترنت والشبكات الإجتماعية التي كانت مسرحها وممرحها قبل أن تتعرف علي، اكتشفت من بين ما اكتشفت علاقة لها مع أجنبي من دولة عربية أخرى، اتضحت في الرسائل المتبادلة التي لم أجد فيها للأمانة شيئاً يخدش الحياء، أو يتعد الحدود إلى البذاءة أو الخلاعة، لكنه يخدش قلبي أنا طبعاً، إلى أن افترقا قبل أن تعرفني بمدة طويلة حسب الرسائل دائماً، و عدا ذلك هو لهو وتجارب صبيانية وتضييع للأوقات رغم أنه لا يجوز طبعاً، حتى وإن لم يتعد حدود التعارف والصداقة التي لا أقتنع بها، فالمرأة والرجل كل في حيزه، يلزم حدوده أما الصداقة فلا وجود لها.

بعد الذي وقفت عليه اغتم قلبي، وذهبت شهيتي، وسرح عقلي في الإحتمالات المستقبلية أأحجم أم أكمل؟؟ أيغتفر هذا؟؟ أيمكن تجاوز هذا؟؟ فأنا من يضخم الأمور، ويعطيها حجماً أكبر من حجمها، هل علي أن أكتفي بالمرأة التي أمامي إن كانت تقنعني، ولا أبحث عما كانت عليه من قبل، فعفا الله عما سلف خاصة وإن كانت قد تابت، وأنا لست وكيلاً عما أسلف الناس، وإلا لعشت ولعاش كل واحد لوحده، فمن منا لم يذنب؟؟

فهل أصارحها بما وجدت؟؟ فأنا لم أعلمها بعد أني أعرف بهذا الماضي، أم أدسه في التراب، وأكتفي بحذف تلك الحسابات المهجورة الآن؟؟ وأخلص نجياً بحبي؟؟ أنا في حيرة شديدة، فلقد التبس الأمر علي، فأن تعلم ليس مثل أن لا تعلم!

ومن جهة أخرى، تشيع عندها عني شائعات، لم تتأكد منها بعد، وأنكرها حين تسألني! وهي للأمانة أخطاء ارتكبتها أنا حقاً، ولكن زيد عليها بعض التلفيق إغراضاً وتفريقاً بيننا، وهي والله بصراحة دون التلفيق أشنع مما علمتُ عليها هي، لكن طبعاٍ لم أصل إلى الفاحشة والعياذ بالله، ولكنني أعرف من حبها أنها ستغفرها لي، ولو على مضض،  ولكنها كلها كانت قبل أن أعرفها أنا أيضا، ولا أريدها أن تعرف منها شيئاً، أفأصارحها بالأمرين معاً ونقلب الصفحة، أم نفترق ونهدم صرحاً بنيناه دهراً.

لست ممن يقولون المرأة ذنبها أكبر، أو أن الرجل إن فعل مثل ما فعلت المرأة فذلك أهون فهو رجل وهي امرأة، أبداً ، فحين ننظر لشرع ربنا فالجلد على الرجل مثلما هو على المرأة، والرجم كذلك، وكتابة السيئة كذلك، والجنة للمرأة كما للرجل، وكذلك النار، إنما أنا أتحدث عن التشار0643 وعن العشرة الزوجية، والألفة المنزلية، من باب إنسانية الإنسان، هل أكمل أم أحجم؟؟ صحيح أنني في كلامي أبرر لنفسي الإجتماع، وأبتعد عن الإفتراق، فهل في ذلك ذل، أو ما ينال من القيمة، والعنفوان؟؟

أشيرو علي من فضلكم.  

محمد 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم أخي الكريم.. أهلاً وسهلاً بك على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك وأن ينزل على قلبك الطمأنينة والسكينة، وأن يعجل لك بالخير أينما كان.

في الحقيقة أخي لقد رددت على نفسك من خلال سطورك، فأظن أن عقلك الواعي، وتفكيرك الحكيم الصحيح لا يحتاج إلى إستشارة.. لكن دعنا نعيد التفكير من جديد حتى نصل للقرار الصحيح ونتخذه ولا نعاود التفكير فيه مجدداً، ومهمتي معك أخي ستكون أن نعطي الأمور حجمها الطبيعي، والذي سيسهل عليك الأمر. 

لا يوجد إنسان على وجه الأرض بلا معاصي  أو ذنوب، لكن من يتوب ويستغفر يبدل الله سيئاته حسنات كما ذكرت، وبما أن حساب الفيس بوك هذا مغلق منذ فترة طويلة ومن قبل تعارفها عليك، فبالتأكيد قد تابت عن ذلك، وعليك أن تنسى الأمر برمته خاصة وأن لم يتعدى حدود المحادثات العامة، وأن تتحدث معها بشكل عام وأن تستفسر منها عن قناعاتها بالعلاقة بين الرجل والمرأة، كما أن عليك أن تسأل عنها في مكان سكنها وأقاربها وهذا لا يعيب في شيء، فحدود معرفتها بك لا تكفي، لذلك يجب أن تسأل عنها وعن أهلها، وبالتأكيد ستفعل هي كذلك. 

وكما ذكرت أن لك أفعال تكره أن تعلمها عنك، وإنك تبت منها، فسيكون نفس الأمر وقد قال تعالي: ” الطيبون للطيبات”.. فسوف يرزقك الله تعالى خيراً بإذن الله بما إنك تبت إليه. 

لا أجد داعياً لمصارحتها بالأمر، فبشكل تلقائي اجعل معك كلمة السر الخاصة بحسابها الحالي، واجعلها تعرف كذلك كلمة السر الخاصة بك، بحيث لا تكون هناك أسرار بينكما تزرع الشك بينكما، وإن جاءت تسألك عن شيء بعد ذلك فلا تنكر أخي الكريم، بل وضح لها أن هناك أخطاء تبت عنها قبل أن أعرفكِ حتى.

أرى أخي الكريم أن تسرع بالزواج فعلاً، وأن تبدأ حياتكما بالطاعة والصدقات التي تحفظكم من الحاقدين، وجاهد نفسك فعلاً أن تطوي هذه الصفحة من ذاكرتك تماماً، وأن تسعد بحياتك الجديدة مع من تحبها، ولا تنظر للجانب الفارغ من الكوب. 

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق 

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com