-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل يفجر “الحريديم” الكيان من الداخل؟

هل يفجر “الحريديم” الكيان من الداخل؟

رغم أن الصراع يبدو محتدما بين قيادة الكيان الصهيوني الحالية والمتدينين من اليهود بما يُعرَف بـ”الحريديم” (الخائفين من الله) إلا أن الواقع يُبيِّن أن الأكثر تطرفا داخل جيش الإبادة الصهيوني في غزة هم من المتدينين.

لقد عملت السياسة الصهيونية في فلسطين المحتلة في السنوات الأخيرة على ضم فئات واسعة من المتدينين إلى صفوف الجيش بطرق مختلفة وبتسهيلات وشروط كانت تحفز المتدينين للالتحاق بالقوات البرية خاصة، بل إن تقارير إعلامية باتت تشير إلى حدوث تبدل جوهري في الطبيعة الفئوية للقوات الصهيونية حتى أن هناك كتيبة بالجيش تأسست سنة 1999 تسمى كتيبة “نيتسح يهودا” وتسمى أيضا “ناحال حريدي” (وتعني يهودا الأبدي) أصبحت تُسمى بمملكة الحريديم في الجيش، ضمن لواء “كافار” وهي الأسوأ سمعة من حيث التعامل الوحشي مع الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأشار الناطق الرسمي باسم جيش الإبادة الصهيوني بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى في شهر أكتوبر الماضي أن هناك 2000 طلب من الحريديم للانضمام إلى قواته والذهاب إلى الحرب، وهو ما تسعى اليوم القيادة الصهيونية إلى الانطلاق منه لتمرير قانون يفرض على جميع القابلين للتجنيد في هذه الفئة الانضمام إلى القوات العسكرية، وهي تعلم أن أعداد الشباب منهم أكبر من أعداد الشباب في الفئات الأخرى غير المتدينة (نحو 15بالمائة في الفئة العمرية 18 سنة إلى 20 سنة). وإذا علمنا أن نسبة الحريديم في المجتمع الصهيوني تقارب الـ13 بالمائة وأن نسبة التزايد لديهم هي الأعلى في الكيان، نعلم لماذا كل هذا الإصرار لدمجهم في العمل العسكري الآن بصفة كاملة.

كما نفهم مدى أهمية رهان قيادة الحرب اليوم على انضمامهم لتعزيز قواتهم المنهارة في غزة في محاولة منهم لاستغلال تطرف الصهيونية الدينية في عملياتهم العسكرية الأكثر وحشية والتي يريد قادة حرب الإبادة على قطاع غزة أن يزيدونها وحشية من خلال تحريك أكبر لعامل  التطرف الديني في الحرب.

هل يستطيعون ذلك؟

يبدو أن ما قام به قادة الكيان في السنوات السابقة من محاولة ضم الحريديم لقواتهم العسكرية لم يعد كافيا بعد نفاد الذخيرة البشرية في قطاع غزة نتيجة استبسال المقاومة ولذلك نجد الخلاف يحتدم هذه الأيام بين المؤيدين لمسألة إدماج الحريديم في الجيش بقوة القانون بعيدا عن الأساليب السابقة والرافضين لذلك. وقد اعتبرت المحكمة العليا الصهيونية أن يوم 1 أفريل القادم سيكون بداية  تطبيق آليا للإدماج الإجباري للحرديم الشباب في القوات العسكرية الصهيونية ما لم يتمكن الكنيست من المصادقة على مشروع القانون المقدم له بهذا الشأن ويبين الكيفيات أو الحدود.

وتعد هذه من بين التداعيات الأخرى لمعركة طوفان الأقصى على الكيان الصهيوني، إذ بدأت جميع المتغيرات الداخلية والخارجية المتعلقة بحق الفلسطينيين في الاستقلال وإقامة دولة ذات سيادة تصب في غير صالح الصهاينة، من قرار مجلس الأمن الأخير الذي يعد خطوة بهذا الاتجاه، إلى زيادة حدة الصراعات والتناقضات داخل المجتمع الصهيوني وفي مستوى قيادته بشأن أسلوب التعامل مع المقاومة في غزة وفي الضفة الغربية.

ولهذا حق لنا أن نقول اليوم إن الفلسطينيين تمكنوا هذه المرة وبعد نحو نصف سنة من الكفاح والاستماتة والصبر والتضحية من جعل الطرف الآخر الصهيوني يعيش التناقض بعد الآخر إلى درجة الاقتراب من حالة الانفجار الداخلي رغم ما يبدو عليه من تماسك في الخارج مُغطَّى بالتفوق الكبير في مستوى القدرات التديميرية وقتل الأبرياء. ولا يستبعد أن تكون مسألة الحريديم هي الصاعق الذي سيقضي على كل أمل في بقاء المجتمع الصهيوني متماسكا كما كان عليه قبل السابع من أكتوبر، وذلك يكفي كانتصار للمقاومة بجميع فصائلها…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جلال

    اليوم ام غذا سننتصر سننتصر نحن الجزائريون نقشنا كلمة فلسطين والقدس على قلوبنا ولن نتوقف عن مساندتنا للقضة الحق الى يوم نبعث من عاش ويلات الاستعمار وويلات الحرب الاهليىة يعلم جدا مل معنى الحرية