-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كان يستحوذ في السنوات الفارطة على 13 مليار سنتيم

هل يمكن الحديث عن مهرجان دولي بتيمقاد بميزانية 1.5 مليار سنتيم؟

الطاهر حليسي
  • 764
  • 0
هل يمكن الحديث عن مهرجان دولي بتيمقاد بميزانية 1.5 مليار سنتيم؟

لم تستفد محافظة مهرجان تيمقاد الدولي، هذا العام، إلا من غلاف مالي قدره 1.5 مليار سنتيم. ولكي لا تتعطل المحافظة التي يترأسها الفنان القدير يوسف بوخنتاش، سارعت الأخيرة إلى اقتراض مبلغ 1 مليار سنتيم من رجل أعمال، على أن تقوم برده بعد صب الميزانية في الحساب البنكي. ويبدو أن هذا المبلغ الزهيد لا يمكن أن يجلب لك نجوما كبارا من نجوم التلفزيونات التي تعود الجمهور على رؤيتها في الشاشات الوطنية والعربية والدولية، فاستعاضت في ذلك بنجوم الراب مثل “ديدينكلاش” و”فلان” و” أمسي أرتيزان” والزنقاوي مثل موح ميلانو وجليل بليرمو، الذين باتوا يحققون مشاهدات خيالية تفوق أحيانا 100 مليون متابع. وفي هذا، يبدو نجاح المحافظة على الاعتماد على “البوز” ناجحا، إذ شهدت جميع السهرات حضورا قياسيا بلغ أزيد من 10.000 شخص، أي ثلاثة أضعاف قدرة استيعاب المسرح الروماني القديم. وثمة من ينتقد دعوة هؤلاء إلى تنشيط الحفلات، لكن لغة الحساب تفند كل ادعاء، كما يكذب الماء الغطاس.

على قلة الإمكانيات المادية، شهد الحفل الافتتاحي تعطلا غامضا للوحة التحكم في جهاز الصوت، ما أفشل رفع الستارة، غير أن ذلك “العطب الإلكتروني” وهو يختلف عن العطب الكهربائي أو التقني، انتهى على فداحته في التضحية بالمحافظ يوسف بوخنتاش، بطريقة بدت ظالمة وغير لائقة بفنان قدم الكثير للأغنية الباتنية والأوراسية والجزائرية على مدار عقود طويلة.. فتمنى الكثير الانتظار حتى نهاية المهرجان واتخاذ التدابير اللازمة، على ضوء التحريات الأمنية. فماذا لو اتضح مثلا أن العطب كان متعمدا مثلا؟

خلال أيام المهرجان، شهدت الدورة الحالية جدلا وحربا يقودها في العادة فنانون من كافة الاختصاصات، ضد بعض وجوه المهرجان، لكن، اتضح أنها تنتهي حتما بمهاجمة المهرجان، على وزن من يريد قتل الذبابة ليصار الأمر إلى قتل الدب بمطرقة. وتكتسي تلك الحروب ضد مهرجان يقام فوق تراب الولاية، الطابع نرجسي حاد يشبه المرض النفسي، أي ذلك المرض الذي يصيب إعلاميين يتخيّلون أنهم في قامة حسنين هيكل أو فنانين يعتقدون أنفسهم براد بيت أو توم هانكس، أو مخرجين يظنون أنفسهم في مصف سبيلبرغ وكوستا غافراس، ومسرحيين قد يتبادر إلى ذهنهم أنهم في ثوب صامويل بيكيت.. وكل هذه الفئات والأصناف تعاني الإهمال وكساد السوق الفنية وربما التهميش المهني، الذي يعوض بإعلان الحرب ضد كل تظاهرة ليسوا طرفا فاعلا فيها.

إزاء ذلك، بدل التحدث في كيفيات تحسين التنظيم والفوضى التي ترافقه وإثرائه بنشاطات موازية وتحشيد أرباب الأموال والأعمال، مثلما فعل شبان مهرجان ايمدغاسن للسينما الذي حقق نقلة نوعية في تنظيم محافل دولية بإمكانيات ضئيلة، يتباكى البعض على تقهقر المهرجان، فيما يتضح السؤال الجوهري جراء موجات التدمير الذاتي والحقد والكراهية: هل تليق بنا المهرجانات؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!