-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دراسة أمريكية تحلل علاقات البلدين ومكامن قوتها وضعفها

واشنطن بذلت جهدا كبيرا لمنع علاقاتها مع الجزائر من التدهور

واشنطن بذلت جهدا كبيرا لمنع علاقاتها مع الجزائر من التدهور
أرشيف

أكد تقرير أمريكي أن الساسة في واشنطن بذلوا جهودا كبيرة في منع العلاقات “الأمريكية الجزائرية من التدهور في أعقاب انعكاس السياسة الأمريكية بشأن قضية الصحراء الغربية، فترة الرئيس السابق دونالد ترامب”.
تفكك دراسة نشرها معهد “المركز العربي واشنطن دي سي” في 5 جانفي الجاري، أعدها أستاذ الاقتصاد السياسي في الجامعة الأميركية في واشنطن جريجوري أفتانديليان، وعنونها بـ”العلاقات الأمريكية الجزائرية مضطربة، لكن لا يريد أي من الطرفين الانهيار”، واقع العلاقات الجزائرية الأمريكية، مبينا أسباب تراجعها ومكامن قوتها.
ويقول جريجوري أفتانديليان عن الأسباب التي أثرت بشكل كبير على علاقات البلدين “ظلت العلاقات بين واشنطن والجزائر في أدنى مستوياتها منذ أن اعترفت إدارة ترامب، في الشهر الأخير من ولايتها، بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية”، وتربط الدراسة كذلك استياء الجزائر من واشنطن بسبب ما سمي بـ”الاتفاقيات الإبراهيمية”، ويذكر “نظرت إدارة ترامب إلى ما يسمى باتفاقات أبراهام التي أقامت بموجبها بعض الدول العربية، ولاسيما الإمارات والبحرين، علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل بدون أي تحرك للأمام بشأن القضية الفلسطينية، على أنها انتصار دبلوماسي”، وتتابع “بدأ المغرب خيارًا طبيعيًا بسبب تعاونه الطويل الأمد وراء الكواليس مع إسرائيل على مدى عقود عديدة، لكن ثمن انضمام المغرب إلى اتفاقات أبراهام كان على الولايات المتحدة الاعتراف بمطالبتها بالسيادة على الأراضي المتنازع عليها في الصحراء الغربية”، وتؤكد الدراسة أن موقف ترامب ذلك كان انقلابا صريحا على آراء المتخصصين الأمريكان في قضايا المنطقة، وخص بالذكر وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر، الذي تولى منصب المبعوث الشخصي لأمين عام الأمم المتحدة للصحراء الغربية، حيث قدم خطة تعرف باسمه لحل القضية الصحراوية تتضمن حق تقرير المصير للصحراويين.
ويذكر التقرير، “لقد فوجئت الحكومة الجزائرية بهذا الانقلاب في السياسة الأمريكية، وسرعان ما أدانته، حيث اعتبره الوزير الأول أنذاك عبد العزيز جراد، انه مناورات أجنبية تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر، وأكد أن هناك الآن رغبة من قبل الكيان الصهيوني للاقتراب من حدودنا”، وفي هذا الجانب تصف الدراسة الجزائر بأنها “نصير للقضية الفلسطينية وترى في الجهود الإسرائيلية لإقامة علاقات رسمية مع المغرب تهديدًا أمنيًا بسبب إمكانية التعاون العسكري الإسرائيلي المغربي”.
كما تؤكد دراسة جريجوري أفتانديليان أن جهود واشنطن لإضعاف العلاقات الجزائرية مع روسيا لم تثمر، واستشهد في ذلك بإجراء مناورات عسكرية مع موسكو، مع مواصلة الجزائر اقتناء معدات عسكرية من روسيا، كما أن الرسالة التي بعث بها أعضاء في الكونغرس للوزير بلينكن لتسليط عقوبات على الجزائر تحت ذريعة أنها حليفة لروسيا، لم تجد سبيلا، وتؤكد الدراسة “لم تضغط الولايات المتحدة على الجزائر لإدانة روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا”.
أما عن ملف الطاقة، فتقول الدراسة “منذ تقليص صادرات الغاز الروسي إلى القارة الأوروبية بسبب الحرب في أوكرانيا، تم التودد إلى الجزائر من قبل العديد من الحكومات الأوروبية في بحثها عن إمدادات غاز إضافية لتعويض النقص الروسي… واشنطن ترى بلا شك أن أي زيادة في صادرات الغاز الجزائري إلى أوروبا تطور إيجابي”.
وتؤكد الدراسة أن أمريكا طورت مع الجزائر علاقات وثيقة لمكافحة الإرهاب، حيث يرى كلا البلدين أن القاعدة والجماعات التابعة لها “تهديد حقيقي”، ومع رحيل القوات الفرنسية مؤخرًا من بعض البلدان في منطقة الساحل، من المحتمل أن يتم تعزيز التعاون الحالي بين الولايات المتحدة والجزائر لمكافحة الإرهاب، حيث أن العديد من دول الساحل المتاخمة لجنوب الجزائر لا تزال تواجه تهديدات من الجماعات المتطرفة التي تريد كل من واشنطن والجزائر احتواءها وهزيمتها في نهاية المطاف.
وأشارت الدراسة إلى الزيارات التي قادت كبار المسؤولين الأمريكان إلى الجزائر، ومن ذلك وفد برئاسة بريت ماكغورك، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقيادة نائب مساعد وزير الدفاع للشؤون الأفريقية شيدي بلايدن، للمشاركة في رئاسة الحوار العسكري المشترك بين الولايات المتحدة والجزائر والوفد المذكور برئاسة وزير الخارجية بلينكن، حيث شدد هذا الأخير تقول الدراسة على أن “الأمن ومكافحة الإرهاب هما حجر الزاوية للعلاقات الثنائية”، مضيفًا أن “جهود الجزائر ضرورية لتحسين الاستقرار والأمن في المنطقة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!