والد أيوب:قتلوا ابني وقالوا لي قضاء وقدر
“حسبي الله ونعم الوكيل في من كان السبب وراء مقتل ابني.. لم يكن يعاني من أي مرض.. لم أفهم شيئا..” بهذه العبارات بدأ والد الطفل الضحية، أيوب كسوري، الذي “وافته المنية!” في مستشفى مايو بباب الوادي، مؤخرا، وأخبره الأطباء أن وفاته “طبيعية!”.
-
أيوب كسوري صاحب أربع سنوات والنصف، لم يكن يعاني من أي مرض، حسب ما ذكره والده، الذي زار، أمس، مقر الشروق، مبديا حسرته من جهة، وطالبا توضيحا أو أي تفسير يشفي غليله من جهة أخرى، وأكد الوالد أن ابنه كان سليما ولا يعاني من أي مرض آخر، سوى آلام على مستوى اللوزتين بين الحين والآخر، لذا رأت العائلة أن يتابع ابنها عند “طبيب مختص للعلاج!” منهما، وهكذا كان الحال، حتى نصحهم “الطبيب!” بإجراء عملية جراحية له، وأضاف الوالد أنه تم الاتفاق مع عيادة خاصة (اسمها يرمز للفرح والسعادة ومشهورة جدا) بالمدنية على إجراء عملية للطفل، مقابل مبلغ مادي قدّر بأربعين ألف دينار، وأخبره “الطبيب!” بأنه سيستعمل “مادة جديدة للتخدير!” (ربما كانت سبب وفاته) تساعده أحسن!، خاصة أنه طفل صغير، ولهذا طلب هذا المبلغ.
-
وفعلا أجريت له العملية في “العيادة ذاتها!” متمنيا أن تجلب له “السعادة”، غير أنه لم يكن يتوقع أن تكون تلك اللحظة هي الأخيرة التي يرى فيها ابنه. يروي الوالد بألم وحسرة شديدين، كيف عاشت العائلة ساعات العملية على أعصابها، حيث يقول إنه أجريت لأيوب العملية في منتصف اليوم، وانتظر الأب والأم خروج الطفل من غرفة العمليات، لكنهما “عبثا” انتظرا، وأخبرهما الطاقم “الطبي!” بأن الصبي لم يستفق بعد، وكانت الساعة تشير إلى 30:14، ليخبروهما بأن حالته الصحية في خطر، وهما ينتظران سيارة إسعاف لنقله لمستشفى مايو بباب الوادي، وطال الانتظار حتى الساعة الخامسة والنصف توقيت نقله.
-
معاناة العائلة لم تتوقف عند هذا الحد، حسب ما رواه الوالد، بل يضيف أن العائلة لم تستطع رؤية ابنها في مستشفى “مايو سابقا” بالعاصمة، ولم يجدا حتى من يسألاه عن حالة ابنهما، حتى أعلما، صباح اليوم الموالي، بأن أيوب قد فارق الحياة في “ظروف طبيعية”، هذه الظروف التي يقول عنها الوالد، متسائلا، كيف تكون طبيعية وابني بقي في غرفة العمليات ست ساعات دون أن يستفيق، وكيف تكون عادية وابني لم يكن يعاني من شيء، (ولو كانت لديه حساسية من المخدر، فكيف لم تظهر منذ عام في عملية الطهارة؟) ولم لم يجربوا له المخدر قبل إجراء العملية؟ وأسئلة أخرى بقيت عالقة في ذهنه.
-
وأكد الوالد أنه اتجه لمحكمة باب الوادي ليطالب بتشريح الجثة، لكن وجهوه لمحكمة سيدي محمد، كون العملية جرت في عيادة تابعة لها، ولأن العملية تأخذ وقتا، قام بدفن ابنه دون تشريح، واليوم يريد فقط بعث رسالة للرأي العام الجزائري، منوها بكثرة الأخطاء الطبية التي تحصد المئات من أرواح الجزائريين.