الرأي

وال.. عليه أن.. يزوخ

عمار يزلي
  • 1478
  • 5

الحملة التي طالت ولا تزال تطال كثيرا من المسؤولين النزهاء، في زمن قلت فيه النزاهة وكثرت فيه “النزاهة” في أكل لحوم الناس بالباطل حتى ولو كانت لحما ميتا مخلوطا بالكوكايين.. ليست عبثية ولا مجانية. لقد صرنا نلطخ كل نظيف وننظف كل وسخ.. من خلال تبني أطروحات وأقاويل مفبركة لها أغراضها و”أفرادها”.. وبقراتها..
الوالي زوخ، لا يشذ عن هذه القاعدة.. وأنا هنا لا أدافع عن زوخ.. لأنه وال، ولا لأنه زوخ.. لأنني لا أعرف الرجل حق المعرفة ولا لي معه ولا عنده ناقة ولا جمل. التقيته مرة وهو والي عين تموشنت قبل سنوات عدة.. فقط.. ولم أتعامل معه ولا ضده منذ ذلك الوقت، لكن سجلّه في وهران وفي ولايات أخرى قبل العاصمة يشهد له أنه من أنظف الولاة وأكفئهم وأحرصهم على الخدمة العمومية. رجلٌ يتفانى في العمل حدّ إكراه الذات. لا يتعب ولا يمل.. من الفجر إلى العشاء.. كان يراقب في وهران حتى الأئمة في صلوات الفجر.. يصلي الفجر كل مرة في مسجد ويراقب التأخر والغيابات والتفياس في المساجد.. كان يتابع الشانطيات بالعصا..
رجلٌ ومسؤول بهذه الصفات.. قليل منهم عندنا. لهذا، لا يفلتون من براثن وأنياب أصحاب المصالح والنفوذ.. وسبب تقليص ولايته على وهران قبل سنوات.. كان بسبب صراعه مع أصحاب النفوذ والنقود في وهران، حتى إن وزير الداخلية زرهوني الذي نصبه نقله على جناح “الصرعة” إلى المدية.. حتى لا يصطدم الوزير مع ولاة الأمر في الولاية.. أما زوخ، فكان كان قد سبق له أن اصطدم معهم.. حدث له ما حدث للوزير الأول تبون.
زوخ، من حقه أن يزوخ بعمله وأبنائه الذين نشرت دعايات الوسائط الاجتماعية عنه وعنهم كل سوء.. وحشرته وأبناءه في زمرة الفاسدين.. ونسبت إلى أبنائه وإليه ملفات ما أنزل الله بها من سلطان. أقول هذا من باب حسن النية بالرجل، لأنني أؤكد أنه لا علاقة لي بالرجل، ولكن حسب ما قيل ويقال عنه هنا في وهران وغير وهران وما قام به وجسَّده على أرض الواقع في أكثر من ولاية.. وسلوكه ونظافته وأخلاقه.. وحبه للثقافة والمثقفين.. والإعلام النزيه.. تنزِّهه عن كل شبهة فساد. يستحيل أن يكون الذهب نحاسا. الناس معادن.. والفاسد هو من يرمي الفساد بالرجل المصلح. لندع الرجل يعمل، فهو في ولاية تهبُّ عليها الأعاصير من كل جهة؛ فهو نخلة تقاوم كل الرياح والعواصف، وإذا دخلنا في حسابات التشويه المغرضة لبعض الفاسدين غير المستفيدين ممن كانوا ينتظرون منه الكثير بلا حق.. فإننا سنقدِّم خدمة لهؤلاء المغرضين الفاسدين المفسدين للمصلحين..
نعم، هناك فساد ومسؤولون فاسدون كثر، لكن الشجرة يجب ألا تغطي البستان. وليس من العيب أن نقرَّ بأنه لولا وجود أمثال زوخ وغيره من الشرفاء والعاملين الأنقياء.. لما كان الوضع على الذي هو عليه الآن بسوئه.. لكان الأمر أفسد وأنكى.. والحمد لله على أن الله جازى كل حسنة بعشر من أمثالها والسيئة بمثلها.. ولو كان عندنا 10 في المائة من أمثال زوخ.. لعادل هذا العدد 100 من الزواقين.. المزوقين من برة.. ماذا عن حالهم من الداخل.
زوخ، من حقه أن يزوخ، بل من حقنا أن نزوخ به.. كما زخنا بتبون.. نحن لا ندخل في النيات.. ولكن نحكم على الأعمال.. والله وحده يتولى السرائر…
أما نحن.. كضرائر.. فلله ضرنا من أضرار الحرائر في الجزائر…
طابت أيامكم.. وطيَّب الله خواطركم..

مقالات ذات صلة