-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وا غـــزتاه..!

وا غـــزتاه..!

يا لله لغزتنا الطريحة، ولغزتنا الجريحة مما تلاقيه، ولشعبنا الباسل فيها مما يعانيه. لقد استأسد البُغاة بأرضنا، فغاراتهم كالمطر، تتساقط على أهلنا، ترمل الأيامى، وتضاعف عدد اليتامى، وتهدم المساكن والمعابد على المصلين، والأبرياء الصائمين النُّدامى.

استباح المجرمون الطغاة، قدسية فضائنا، فهم يستعرضون قوتهم، أمام ضعف قياداتنا، وجبن جيوشنا، وصدإ أسلحتنا.

من كان يصدّق أن اليهودي الصهيوني الرعديد، يتطاول على صاحب الحق الصنديد؟ ومن كان يظن أن العربي ستتضاءل قيمته، وتخار عزيمته، وتضعف شكيمته، إلى الحد الذي يسوّد فيه تاريخ صحيفته؟

إن لغز ما يحدث لغزة اليوم، على أيدي الصهاينة المعتدين، إن هو إلا نتيجة فاسدة، لمقدمة أفسد. فمنذ المخطط الإجرامي، لتفكيك عرى الصف العربي، حيث يشغل قيادات الأمة العربية بشعوبها، كما يعبث في العراق، في سوريا، وفي مصر، وفي ليبيا، صارت الأجواء سالكة، والسبل حالكة، مكنت للعدو من تنفيذ جريمته الشنعاء على الضحايا الأبرياء..

تالله إن هذه لمن علامات قيام الساعة في الوطن العربي، أن توجه أسلحة الجيوش العربية لظهور شعوبها، كي تتمكن الخطة الصهيونية من إحكام القبضة في أمتنا على كل معالم نفوذها.

أمن قلة نحن اليوم -إذن- يا إخوتي، ونحن خير أمة أخرجت للناس؟ وأولو قوة وأولو بأس؟ ونملك الكنوز من الذهب والفضة والماس؟ فمن أين دب إلينا هذا الباس، وكيف سامنا هذا الياس؟

نفضنا أيدينا -إذن- من قيادات العرب، الذين يعانون كل أنواع الشتات والشغب، ولا يصدر عنهم إلا منطق القمع، والكرب، والأرب. وإن الأمل معقود، على النبض الحي الوحيد في أمتنا ممثلا في المقاومة، التي بالرغم مما يكبلها، من أصناف الخسف، والتضييق ترسل بصواعقها على حشود العدو ومعاقله، فتثير الرعب في نفوسها، والفزع في جيوشها، والإحباط بين فلول أذنابها ورؤوسها.

آن الأوان، لشعوبنا العربية الإسلامية، أن تحل محل قياداتها، فتذيق الأعداء، ألوانا شتى من المقاومة، فتقدم للصامدين في غزة العِزة، كل أنواع الدعم، لتجاوز حلول وفلول الحالمين بالمساومة. ما لليوم يوم البائعين مدادهم، وجهادهم، اليوم يوم الباذلين دماءهم، وأشلاءهم.

فيا إخوتي في كل جزء من الوطن العربي والأمة الإسلامية! لقد حصحص الحق، وبان الصبح لكل ذي عينين، فإما الصمود، بكل أنواع الدعم للجنود، ضد الصهاينة اليهود وإما ممات لا قيامة بعده، فالمعركة قد بدأت بين الحق والباطل، وبين الغريب وصاحب الدار، وبين حماة الضمار، وحملة الطاعون الأشرار، ومادمنا نؤمن بأن منطق الحق هو الذي سيكتب له الانتصار، فـ”إن غرس صهيوني في فلسطين، -كما يقول الإمام الإبراهيمي- هو غرس غريب، عن أرضها لا يمكن أن ينبت، وإن نبت مؤقتا، فإنه لا يثبت”.

حقا، نحن نعاني مأساة التخريب والدمار، على أيدي الصهاينة الأشرار،، وحقا إن الكلمات قد طارت من ألسنة أقلامنا، والعبارات قد جمدت على رؤوس ألسنتنا، وقد بلغت القلوب الحناجر، ولكننا واثقون من نصر الله الذي ينصر أهل الحق مهما ضعفت أسلحتهم، ويهزم أهل البغي والعدوان، مهما قويت شوكتهم، وتعددت أجهزتهم.

إن غزة العزة والصمود، تلقي درسها على العالم، وعلى الأمة العربية، منظمات وهيآت، وجمعيات، أن تنظم وسائل الدعم، المادي والمعنوي، المدني والعسكري، فالأبطال المقاومون في غزتنا، لا ينقصهم العدد، وإنما في حاجة إلى المدد، لتقوية زنادهم، وتعزيز عتادهم، ونصر جهادهم، ومضاعفة أعدادهم.

فصبراً يا آل غزة! فمهما اشتد كربكم، وأظلم ليلكم، وتطاول العدو عليكم، فإنكم المنتصرون لأنكم جند الله، الذي لا يغلب..وللضمير العربي، الذي يعاني ظلم الأخ لأخيه، نقول ما قال الشاعر السوري المرحوم عمر بهاء الدين الأميري:

تحجر يا فؤاد فإن حولي           

قلوبا كالحجارة لا تلين

وآذانا عن الآهات صما           

وقوما ليس يشجيهم أنين

فإن لم تستطع فاكتم وجيبا     

تجدد في تردده الحَنين

ولا تجتز بزفرتك الحنايا

فثم ترعرع الألم الدفين

وعش طي الضلوع حبيس هم     

كليث بات محبسه العرين

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • ahmed

    هناك دولة عربية واجدة غير مستعمرة هي قطاع غزة؟

  • slima

    si le Hamas sait qu'il ne peut pas protéger la population, pourquoi attaque donc israel avec ses requettes, puisqu'ils savent que la répression sera terrible? le seul résponsable c'est hamas, la majeurité des palestiniens veullent vivre en paix.si le hamas veut la guerre ils n'ont qu'à apprendre les maquis et à déclancher une guerre jussqu'à l'aboutissement, oubien il savent que l'armée israeliennes peut tous les extérminer une fois aux maquis,donc ils font la guerre entre les femmes et les enfa

  • صديق

    كيف ينصرنا ربنا ونحن نسبح في أنواع من الظلم, ظلم لأنفسنا وظلم لبعضنا البعض, و سكوتنا على الظالم إما خوفا من بطشه واما موالاة و عصبية معه.
    أما نصرة غزة فواجب لا مراء فيه والأجب من دلك (و خاصة على "العلماء" و جمعيتهم) أن يبينوا و يعلنوا موقفهم ممن يكفر اخوانه الجزائريين و يحلل دماءهم و أموالهم جهارا و علنا دون أن يخشى اماما عالما منصفا و لا سلطانا عادلا منصفا.
    في ظروف كهده لا أظن الفرج قريبا لا في غزة ولا في غيرها.

  • samir

    للاسف لم يعد الحبر يغطي عورات العرب و لم تعد الاسطر تقربهم من اجل نصرة فئة قليلة من الابرياء.لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

  • عادل

    بوركت يا دكتور,
    لقد أسمعت لو ناديت حيا ..... و لكن لا حياة لمن تنادي

  • علي الجرجري

    تحية لصاحب الانين الدفين الموسوم بالدكتور قسوم
    الأمة أصيبت بالركون و الركود وأمثالكم حقاً تلمس شغاف القلوب وتحرك الماء الآسن

  • محمد

    واه منديالاه واه خضراواه واه الماناه

  • بدون اسم

    رايح اتحرر فلسطين بالشعر انت