-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ورثة الأنبياء

ورثة الأنبياء

وخاتمتها مسك… تلك كانت نهاية الجزء الأول من سلسلة التكريمات التي خصت بها جريدة “الشروق” علماء الجزائر ومصلحيها من الذين ضحوا بشبابهم من أجل أن تبقى الجزائر عربية مسلمة مرتبطة بتراثها ومبادئها وحضارتها.

الشروق عادت إلى هؤلاء بعد أن كاد ينساهم البعض في غمرة التماهي في بهرج الفضائيات التي سقطت في الترويج لكل ما هو تافه وخفيف ومنسلخ، لدرجة أصبح الوضع يشكل خطرا على أولادنا الذين يستهلكون إنتاجا إعلاميا وضيعا، يجعل منهم نسخا مشوهة لا هي من الشرق ولا هي من الغرب، وإنما خليط من السلوكيات والأفكار ومزيج من العادات الغريبة، وآخرها ما نراه من شباب يقلد الغرب في كل شيء بما فيها طريقة اللباس التي تتعمد إظهار اللباس الداخلي!
أرادت “الشروق” بسلسلة التكريمات للعلماء التأكيد على أن النجومية الحقيقية لا تصنع ببرامج الواقع التي تجعل من الخصوصيات مادة إعلامية للتداول بين الناس، وأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ولن يخفت نجمهم حتى وإن تناساهم الناس، لأنهم خطوا أسماءهم بأحرف من ذهب على مر عقود من الزمن، وليسوا أبناء اللحظة ولا نتاج الأزمة، ولا صنيعة وسائل إعلام تبحث عن الإثارة والانتشار.
لقد اندهش كل الصحفيين والعاملين بجريدة الشروق، الذين أتيحت لهم فرصة الاحتكاك مع العلماء من أمثال عبد الرحمان الجيلالي والطاهر آيت علجت، وبلحاج شريفي، ومحمد شارف، وعبد الرحمان شيبان.. اندهشوا لتلك الأخلاق الراقية والعلم الغزير والتواضع الذي فاق التصور، فهذا يقول أنا مجرد طِويلب علم لا أستحق التكريم، وذاك يصف نفسه بالحقير أمام جبروت الله، ويعيب على “الشروق” أنها كرمته، والآخر لا يملك نفسه فيجهش بالبكاء ولسان حاله يقول اللهم جنبني الغرور… قمة في التواضع والإيثار وإنكار الذات لم نجد لها مكانا إلا عند العلماء.
هي نماذج اختارتها “الشروق” فأحسنت الاختيار بشهادة القراء الذين اتصلوا بالمئات، وبشهادة كل الذين باركوا المبادرة وشجعونا على المزيد من التكريمات لرجال الجزائر الذين أبوا إلا أن يبقوا في الخفاء وأبينا إلا أن نبرز أدوارهم ونرفعهم فوق الرؤوس.
 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!