-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وزارة الاستيراد تتكفل بتحضير رمضان

عابد شارف
  • 4673
  • 0
وزارة الاستيراد تتكفل بتحضير رمضان

تجنيد واسع للوزارات لتحضير شهر رمضان.. تجنيد لضمان استيراد ما ينقص، والاستيراد فقط، لأن الإنتاج ما زال حراما..

بدأت الاجتماعات بصفة مبكرة هذه السنة للتحضير لشهر رمضان. وقد أكد أعضاء من الحكومة أنهم يفكرون بجد في الموضوع، وأنهم يبحثون ليل نهار عن طريقة جديدة تسمح للمواطن أن يصوم بأمان، حيث لا ينقصه بصل ولا تنقصه البطاطا. وقد تم تجنيد إمكانيات كبرى، وقررت الحكومة أن تسأل الخبراء والأخصائيين، وتنظم اللقاءات والاجتماعات والندوات لتدارس الأوضاع من كل الجوانب.

وفي نفس السياق، اجتمع الوزراء بينهم ومع إطاراتهم، وتحادثوا مطولا في الموضوع، واتفقوا على خطة تضمن استقرار السوق الجزائرية خلال الشهر العظيم.. وحسب ما ذكرت الصحافة، فإن السيد رشيد بن عيسى، وزير الفلاحة، والهاشمي جعبوب، وزير التجارة، تدارسا وضع البلاد بصفة خاصة، وناقشا استراتيجية جديدة تم تحضيرها من طرف أكبر الخبراء، مما يدفع إلى الارتياح لأن هذه الجهود تبدو كافية لتضمن أن ثمن البصل والثوم سيبقى مستقرا خلال شهر أوت القادم.

ومن جهة أخرى، تواصل أطراف أخرى في الحكومة مجهوداتها الكبرى من أجل ضمان استقرار سعر اللحوم في رمضان. واتخذت الحكومة مبادرة كبرى في الموضوع، من المحتمل أنها ستفلح في الأسابيع القادمة، مما سيضمن حلا نهائيا لقضية أسعار اللحوم. وتمثلت المبادرة في اكتشاف منبع سري لهذه المادة، لا يعرفه أحد، ولم ينتبه له خبير لحد الساعة. وقد قالت مصادر سرية إن الجزائر قررت شراء اللحوم من السودان، ذلك البلد الذي يعيش حربا أهلية، والذي ما زال رئيسه متابعا من طرف المحاكم الدولية. ورغم العقوبات المفروضة عليه، فإن السودان ينتج اللحوم بما يكفي استهلاكه، ويسمح له بتصدير جزء من إنتاجه. وتقول نفس المصادر إن اكتشاف السوق السودانية تم بعد المقابلة ضد مصر، حيث أن البعثات الجزائرية السرية لم تكتف بمناصرة الفريق الوطني لكرة القدم، بل تجاوزت مهمتها تلك لتشمل البحث عن مساحات للتوسع الاقتصادي الجزائري في المستقبل البعيد…

وتكملة لتلك المساعي، أعلنت الحكومة الجزائرية رسميا أن وفودا تزور السودان حاليا لتدرس الوضع، وتحدد هل اللحوم التي سيتم شراؤها حلال أم لا، وهل أن هناك خطرا يمكن أن يمنع المستوردين الجزائريين من اقتحام السوق السودانية، سواء بسبب أزمة دارفور، أو بسبب أزمة جنوب السودان، أو بسبب الحروب اللا متناهية على الحدود مع التشاد، أو بسبب المجاعة في السودان…؟ وننتظر أن تعود البعثات الجزائرية لتطمئن وزير التجارة حول نجاح مبادراته المتعلقة بضمان استقرار السوق في شهر رمضان…

وبعد كل هذا، يمكن أن نستريح ونقول إن شيئا لم يتغير في بلاد الجزائر. ويمكن أن نعود إلى جرائد السنة الماضية، أو السنة التي قبلها، أو إلى جرائد صدرت قبل عشرين سنة، لنجد نفس الوزراء يتباحثون حول نفس القضايا في نفس المواعيد، ويؤكدون أنهم اتخذوا كل الإجراءات الضرورية لضمان رمضان هادئ، ودخول مدرسي مطمئن، قبل أن تقوم العاصفة…

وما زالت الحكومة منشغلة بقضايا أساسية مثل سعر البصل، وندرة الثوم، فتنظم الاجتماعات، وتصرف الأموال الطائلة، وتتعهد الحكومة بشراء البطاطا من الخارج دون دفع الرسوم الجمركية، ويعلن الوزراء عن استيراد مليون طن من الإسمنت لضامن توازن السوق الوطنية لمواد البناء، ويعلن وزير التكنولوجيا أنه سيستورد مليون كمبيوتر لتدخل التكنولوجيا بيوت كل الجزائريين، حتى توصوا إلى استيراد طريق سريع…

ويستعمل الوزراء كلمة استيراد بصفة طبيعية، لا تقلق أحدهم… ويغيب في خطابهم كل كلام عن الإنتاج. والوزير يتكلم وكأنه مرتاح لوضع الجزائر كبلد يكتفي بالاستيراد، وليس للوزير قضية يفكر فيها غير تنظيم الاستيراد بطريقة متحضرة…

ولم يبق على الجزائر إلا تغيير رسمي لمؤسساتها، لنسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية: وزارة لبيع المحروقات، ووزارة لاستيراد المواد الغذائية، وأخرى لاستيراد مواد البناء، وثالثة لإمضاء العقود مع الشركات الأجنبية من أجل بناء الطرق والسدود…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!