الرأي

وزراء خارج النصّ!

قادة بن عمار
  • 1823
  • 7
ح.م

بعض التصريحات التي يطلقها عدد من السياسيين وأعضاء الحكومة تحتاج إلى تحليل طبي ودراسة نفسية وليس فقط إلى قراءة سياسية بالمعنى المتعارف عليه!
وإلا كيف نفسّر تصريح وزير الفلاحة عبد القادر بوعزقي أن “سعر البطاطا بات لا يتجاوز الـ40 دينارا في الأسواق الشعبية”؟ تُرى ما هي هذه الأسواق التي يرتادها معالي الوزير ويعثر فيها على بطاطا بهذا السعر؟ هذا إن كان يرتاد الأسواق أصلا..!
التصريح الثاني لوزيرة البريد وتكنولوجيات الاتصال إيمان هدى فرعون، قالت فيه إن “الأنترنت في الجزائر هي الأفضل في إفريقيا”، أي على طريقة وزير الصحة السابق الذي قال “إن المستشفيات عندنا أفضل من مستشفيات أمريكا”، وصرحت فرعون بما صرحت به وهي تدرك تماما، معاناة الجزائريين من الانقطاعات المتكررة والبطء الشديد في سرعة الخدمة، نحن الذين عشنا وعايشنا قصة “القرش” الذي قطع الكوابل قبل فترة ناهيك عن قطعها في أيام امتحان البكالوريا!
تصريح ثالث، هذه المرة لوزيرة البيئة فاطمة الزهراء زرواطي، علّقت فيه على قضية استيراد 17 حاوية من النفايات وحجزها بميناء بجاية، قائلة بتهكم: “إذا أرادوا أن يستوردوا حتى (لقرع)، ربّي يسهل” علما أن القضية فيما بعد، تبيّن ارتباطها بتصفية حسابات بين رجال أعمال وأن صاحب الحاوية قام بجلب قارورات بلاستيكية فعلا من أجل إعادة معالجتها لإنتاج خيط يتم استعماله لربط الآجر، فهل كانت الوزيرة ستخسر شيئا لو أنها سألت مستشاريها وتبينت حقيقة القضية قبل التعجُّل بالسخرية من الأمر، وهي التي دعت دوما لرسكلة النفايات مبينة بأن الجزائر تنتج سنويا ما مقداره 16 مليون طن لا يتم استغلالها وطنيا سوى بنسبة 7 بالمائة؟!
التصريح الموالي لوزيرة التضامن الوطني غنية الدالية والتي بدلا من فتح تحقيق مشترك أو حتى بالتنسيق مع وزيرة التربية من أجل النظر في فضيحة احتجاز طفل مصاب بالتوحد داخل مدرسته، قامت بغسل يديها من القضية برمتها وقالت للصحفيين: “هذه حادثة تتعلق بقطاع التربية ولا تخصني” وكأن الأمر لا يحتاج إلى وقفة إنسانية حتى لا نقول سياسية حتى!
أما التصريح الأكثر غرابة هذا الأسبوع، فهو ما قاله وزيرُ الشباب والرياضة محمد حطاب حين سُئل عن إمكانية اقتراح الجزائر لاستضافة كأس إفريقيا العام المقبل، فردّ بالقول “إننا لا نفكر في استضافة كأس إفريقيا ولكننا سنسعى لاستضافة كأس العالم”؟!
وهنا لا نعلم حقيقة، أين يعيش السيد وزير الرياضة؟ مثلما لا نعلم من أين يشتري وزير الفلاحة البطاطا ولا نعلم من أين تستمد وزيرة البريد خدمتها للأنترنت وووو..!
وزراء خارج النص وخارج الواقع، وتصريحات تؤكد مرة أخرى أن الشعب في واد والسلطة في واد آخر!

مقالات ذات صلة