وزير الطاقة يطلب من بوتفليقة تنحية مدير سوناطراك
طلب وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إنهاء مهام نورالدين شرواطي الرئيس المدير العام لمجموعة “سوناطراك”، مقدما مجموعة من المبررات الفنية والتقنية ومنها أن شرواطي لم يعد رجل المرحلة القادر على تسيير الإرث الثقيل الذي خلفه سجن كبار مسؤولي المجموعة في جانفي 2010، وهو عجز أصبح بارزا للعيان من خلال مواصلة هروب الكفاءات إلى الشركات المنافسة ما أنعكس على تراجع إنتاج الجزائر من المحروقات.
-
وبلغ الخلاف بين الوزير يوسفي ورئيس “سوناطراك”، أشده قبيل الاجتماع الأخير لمنظمة الأوبك بفيينا، حيث رفض يوسفي، اصطحاب شرواطي في الوفد الرسمي المرافق له إلى اجتماعات المنظمة، وفي رد فعل من الأخير على الوزير، قام شرواطي الأسبوع الفارط بتوقيع اتفاق تسوية الخلاف الغازي مع غاز ناتيرال الإسبانية دون حضور وزير الطاقة والمناجم على الرغم من أهميته الإستراتيجية بالنسبة للمجموعة والجزائر.
-
وبسبب الخلاف العميق بين الرجلين، قرر وزير الطاقة تأجيل تاريخ تدشين أول محطة هجينة لإنتاج الكهرباء تعمل بالغاز الطبيعي والطاقة الشمسية والذي كان مقرر يوم 13 جوان الجاري إلى أجل غير مسمى، وقالت مصادر في محيط “سوناطراك” أن المشروع بات جاهزا 100 بالمائة، ولكن الخلافات بين مسؤولي القطاع تسببت في تأجيل دخوله الخدمة.
-
ويقول مقربون من محيط وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، إن هذا الأخير يأخذ على شرواطي عجزه على إعطاء دينامكية جديدة للمجموعة التي تضررت بعد عشرية من التسيير الأحادي لوزير الطاقة السابق شكيب خليل، فضلا عن محدوديته في مجال المناجمنت، مما دفع بالكثير من الكفاءات العالية التأهيل إلى المغادرة نحو شركات أخرى أو التزام الصمت في أحسن الحالات، بعد ما أصبح شرواطي الذي عين على رأس المجموعة في ماي 2010 غير قادر على إدارة أكبر مجموعة نفطية في القارة الإفريقية وفق المعايير العالمية، على حد تعبير بعض الكفاءات، مشيرين الى حالة التسيب التي تسببت في أضرار كارثية للمجموعة ومنها توقيف بعض الآبار عن العمل بسبب نقص الصيانة وتراجع عدد الخبراء والفنيين اللازمين.
-
وفي رد على ضغوط الوزير، شرع في ماي الماضي بتنظيم استبيان داخلي على مستوى جميع المواقع التابعة للمجموعة على المستوى الوطني، بوهران وسكيكدة وحاسي الرمل وحاسي مسعود وبجاية وعين امناس وقاسي الطويل، لمعرفة أسباب تذمر الكفاءات والتقنين على كل المستويات، وجاءت النتائج لغير صالحه، حيث تبين وجود حالة متقدمة من التذمر في أوساط العاملين في المجموعة التي باتت تسجل تراجعا متواصلا في إنتاجها للعام الخامس على التوالي، وهو التراجع الذي تمكنت “سوناطراك” من التغطية عليه بارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية.
-
وقال مصدر من “سوناطراك”، إن حالة التذمر داخل المجموعة، تتطلب الإسراع في اتخاذ إجراءات بإمكانها وقف تراجع مستوى أداء المجموعة، حيث يشير الكثير من الموظفين والكفاءات الذين مسهم الاستجواب، أن الثقافة التي كانت سائدة لعقود طويلة داخل سوناطراك، أصبحت مفقودة بتاتا داخل المجموعة مما أتاح الفرصة أمام حالة جمود غير مسبوقة وتفضيل الظل بالنسبة للكثير من الكفاءات داخل المجموعة بعد ما تبين لهم أن مشروع تكوين كفاءات شابة الذي كلف الشركة 2 مليار دولار السنوات الفارطة، كان دون جدوى بسبب عدم تطبيق قرار الوزير الأول القاضي بإحالة المسؤولين فوق 60 سنة على التقاعد.