-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وصفة كيميائية للفساد

عمار يزلي
  • 2311
  • 0
وصفة كيميائية للفساد

لم يعرف الفساد معنى له، أفضح وأوضح عندنا وفي العالم العربي “الإسلامي”، وبخاصة في بلدان “الخريف العربي”، ومنذ خمسين سنة، كما عرفه خلال السنوات العشر الأخيرة! السبب، هو أنه بعد الهزة التي مست الدول الهرمة (تلك الدول التي حكمت أسرها وعائلاتها الحاكمة طيلة 40 سنة الأخيرة أو أكثر، أي سرقت عمر جيل بأكمله!)، لم يعد بمقدورها الآن، وبعد أن تمكنت من إسكات وإخماد الثورات ضدها بالقوة، سوى أن تعمل على لهف وشفط آخر “تخاريف” الشجرة التي سيزول ثمرها عما قريب!

ومن هنا، عرفنا الفساد في أوج “حضارته”، أي في ألعن أيامه الأخيرة قبل السقوط. فقد أخذت عناصر الأنظمة المتحللة، في التماسك من جديد قبل انحلالها النهائي، معتمدة على توزيع ريع النفط والمال العام والهبات الخليجية، وشراء ذمم الناس ورشوة العوام والخواص لإبقائهم حراسا و”نواطير” على أعمالهم طالما هو يسرقون ما تبقى من “العنب”!

هذا ما يلاحظ الآن في كل بلدان الخريف العربي، والذي بدا واضحا هذه الأيام في العراق، وهو إعلان عن اقتراب نهاية هذه الأنظمة التي لم يعد في مقدورها أن تترك الكرسي، متوهمة أنها خالدة فيه أبدا! تماما مثل تلك الأرواح المعذبة التي تبقى تسكن المنازل “المسكونة” متمسكة بها وفي اعتقادها أنها لاتزال تحيا وصاحبة الملكية الشرعية!

نمت على مظاهرات الفساد في العراق وعلى مظاهر الفساد النائمة والعائمة في كل البلدان “الإسلامية”، لأجد نفسي عطارا وقد جاءني الأمراء والرؤساء والملوك لكي أصف لهم وصفة الخلود في الحكم.

قلت لآخرهم: هذه وصفة، لا أصفها إلا “لمثلي” مثلك في المكانة: خذ لك هذه المقادير: نصف مثقال من قلة الحياء، ومثقالا من الخسة والنذالة، وربعا من الأنانية الصلفة، ورطلا من الخبث، ورطلين من قلة الإيمان، وثلاثة مثاقيل من “التايهوديت”، وغراما ونصفا من الحقد، وكيلو من قلة الأخلاق، و3 غرامات من التزلف والخنوع، ورطلا و3 مثاقيل من حب الظلم والاستبداد، وكمية من الجهل الأعمى، واخلط الجميع في 2 لترات من ماء “الكنيف”، ورطلا ونصف من روث البشر، وسخن الجميع إلى درجة الغليان، ثم أترك الكل ينقع لمدة 40 ساعة، وبعد ذلك، قسم الكمية على ثلاثة: أغسل بالثلث وجهك، وأطل به جسمك كل يوم طيلة 40 ليلة، وتناول الثلث الآخر منها بمعدل ملعقة على الريق وملعقة عند النوم. أما الثلث الأخير، فاجعل منه خميرة إنتاج نفس الكمية من الوصفة، لتوزعها على عشيرتك وأبنائك والمقربين ليعملوا به ما عملته أنت. بهذا، ستكون أحسن فاسد لأسوإ سائد. ستبقى أنت ومن معك في الفلك إلى أن يأتي الله بأمره.

وأفيق والمقرئ يتلو: أتى أمر الله فلا تستعجلوه!  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • aalah

    بلادي لك الله

  • بدون اسم

    صدقت و الله، بالأمس كتبت تعليقا حول الموضوع الذي كتبه الأستاذ عبد الناصر بهذه الجريدة تحت عنوان "غرقنا في قطرة ماء"، حيث كتبت حتى تكون مسؤولا في بلادي يجب أن تتوفر على شروط الكفاءة التالية: الخبث، النذالة، السفالة، المكر، الدهاء و النجاسة" أما إذا لم تتوفر فيك هذه الشروط فأنت ممنوع من تولي المسؤولية في بلادي؟؟؟؟