-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فيما نجا أبناؤه الأربعة من الموت

وفاة إمام وزوجته اختناقا بالغاز يخلف موجة حزن بتلمسان

ع. بوشريف
  • 2346
  • 0
وفاة إمام وزوجته اختناقا بالغاز يخلف موجة حزن بتلمسان
أرشيف

اهتزت، الثلاثاء، منطقة صبرة بتلمسان، على وقع خبر وفاة ابنها وأحد أئمتها رفقة زوجته بسبب تسربات الغاز المنبعثة من سخان الماء، وقد خلفت هذه الحادثة المأساوية حزنا بليغا في أوساط الناس، خاصة لدى سكان مناطق صبرة والجرادة ومسقط رأس الفقيد الإمام “بوبكر محمد”، بوادي الزيتون.
لا أحد كان ينتظر أن يرحل الإمام “بوبكر محمد” رفقة زوجته مخلفين وراءهما أربعة أبناء، ثلاث بنات وولد، إذ كان الجميع من رواد مسجد عبد الرحمن بن عوف بقرية الجرادة ينتظرون الإمام عند صلاة المغرب، إلا أن الأجل كان سباقا، فقد توفي متأثرا بتسربات الغاز، هذا القاتل الصامت لم يعتقه لا هو ولا زوجته التي لفظت أنفاسها الأخيرة بمستشفى صبرة، فيما تم إنقاذ الأبناء من الموت.
الإمام الراحل “بوبكر محمد” وحسب ما استقته الشروق من شهادات جاءت على ألسنة من يعرفونه عن قرب، كان حسن الخلق، يتصف بأنبل الصفات، لا تسبقه إلى تحية الإسلام، محبا للجميع، واحد أبناء مدينة صبرة الذي أفنى حياته في تحفيظ القرآن للطلبة وترغيب الشباب في حفظ القرآن الكريم، وهو ما جعله يحظى بمكانة مرموقة في قلوب الناس، إلى حد أنه عشية وفاته لم يتمكن الطاقم الطبي بمستشفى صبرة من نقله إلى مستشفى مغنية، إلا بعد مضي أكثر من 3 ساعات كاملة، بعد توافد العشرات من سكان منطقة صبرة لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد، حيث اكتظت المساحة المجاورة للمستشفى بطلبته، وممن كانوا يتوافدون للصلاة في مسجد عبد الرحمان بن عوف، بين مصدوم وغير مصدق أن الامام “بوبكر محمد” قد فارق الحياة.
الإمام الفقيد في عقده الخامس، وحسب شهادة أحد المواطنين ممن عرفوه عن قرب، لم تخلُ مجالسه يوما من الدعوة إلى التمسك بالعروة الوثقى ونبذ التفرقة، كان منفتحا على الشباب وداعيا إياهم إلى التقرب إلى الله، والابتعاد عن كل ما يفسد النفس البشرية ويجعلها رهينة الغرائز والشهوات، وهو ما جعل الكبار والصغار على حد سواء يلتفون حوله، الفقيد نجح في جعل المسجد فضاء روحانيا نورانيا لكل من يرغب في حفظ القرآن، أين تخرج على يده العشرات من الطلبة.
وقد عرفت مواقع التواصل الاجتماعي إقدام الكثير من الصفحات على نقل خبر وفاته وذكر محاسنه، وهو ما يعكس مدى الحظوة التي كان يحظى بها في قلوب الناس.
تلمسان التي عرفت خلال ثلاثة أيام الماضية وفاة ثلاثة أشخاص، اثنان منهم في مدينة الغزوات والثالث في بلدية منصورة، ها هي ذي تفجع مرة أخرى في أحد مشايخها وزوجته، وهي الفواجع التي كان سببها الأول والأخير التسربات القاتلة للغاز، والتي أصبحت تدعونا لاتخاذ جميع للاحتياطات من اجل القضاء على هذه الظاهرة التي أبادت العشرات من الأشخاص والعائلات في مختلف مناطق الوطن، بل أصبحت تستدعي فعلا حالة استنفار قصوى للحد منها، بعد ما تجاوز عدد الموتى بهذا القاتل الصامت 26 ضحية في ظرف أسبوعين فقط، وخمسة متوفين في ظرف يومين فقط بتلمسان، وهي أرقام جد مخيفة تدعو للتجند لوقف مزيد من ضحايا القاتل الصامت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!