-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الضحيتان كانا يقومان بتنظيف قناة الصرف

وفاة شابين اختناقا داخل بالوعة في تقرت

سمير خروبي
  • 823
  • 0
وفاة شابين اختناقا داخل بالوعة في تقرت
أرشيف

اهتزت، مساء السبت، مدينة الحجيرة التابعة لولاية تقرت، على وقع مصرع شابين سقطا في بالوعة لتجميع مياه غسل وتشحيم المركبات، ويتعلق الأمر بالشابين (ب.ع.ع) و(ب.م)، اللذين لقيا حتفهما في البركة، بعد استنشاقهما غاز الكبريت، فيما نجا شاب ثالث من موت محقق، وسط ذهول المجتمع الحجيري، وشيوع حالة من الحزن العميق بين سكان المنطقة وأقارب الضحيتين، قبل وبعد تشييع جثمانهما، في جو جنائزي مهيب، عشية أمس، في مقبرة الحجيرة.

أمسى سكان دائرة الحجيرة، على وقع فاجعة أليمة، تمثلت في وفاة شخصين يعملان في محطة لغسل وتشحيم السيارات، في محطة الوقود في قرية المير، ويتعلق الأمر بكل من (ب،ع.ع) الذي يبلغ نحو 27 سنة، و(ب.م) الذي يبلغ نحو 22 سنة. وأكد أحد عمال المحطة في اتصال مع “الشروق”، أن أسباب وفاة العاملين، تعود إلى مباشرتهما عملية تنظيف بالوعة صرف مياه غسل وتشحيم المركبات، أين بدأ الضحيتان عملية التنظيف يوم السبت مع الساعة 9 صباحا، إذ تمكن العاملان من تنظيف جزء كبير منها ثم أجّلا إتمام العملية إلى وقت لاحق، نتيجة إحساسهما بالإرهاق، وتدهور طفيف في صحتهما.

وبدأت تفاصيل الفاجعة المباغتة، تظهر نحو الساعة الثانية بعد الزوال، وهو الوقت الذي عاد فيه العاملان لإتمام عملية تنظيف البالوعة مجددا، وأثناء العملية أغمي على الضحية الأول (ب.ع.ع) 27 سنة الذي هلك بعد نزوله مباشرة، واستنشاقه غازات الكبريت المنبعثة، حيث أغمي عليه داخل البالوعة، ليسقط على وجهه وسط الزيوت، حسب شهود العيان دائما. ولقي العامل الثاني حتفه، بعد محاولته إنقاذ زميله، ويتعلق الأمر بالشاب (ب.م) 22 سنة، الذي سقط بدوره على قفاه بعد استنشاقه غاز الكبريت، فيما بقي وجهه ظاهرا للعيان وظل يتخبط حتى موته، ليأتي شخص ثالث ويقوم بعد مشاهدته الحادثة، بالمناداة على عامل المضخة، الذي أسرع لإنقاذ زملائه، ليستنشق بدوره غاز الكبريت، بعد محاولته النزول لإنقاذ الضحيتين، ثم أغمي عليه وسقط داخل البئر أيضا، الأخير تمكنت فرق الإنقاذ من انتشاله حيا، وينقل بشكل مستعجل إلى مستشفى محمد بوضياف بورقلة، حيث مكث يوما كاملا في مصلحة الإنعاش ليغادرها صبيحة الأحد، رغم حالته النفسية المتدهورة، والصدمة الشديدة، التي لحقته حيال الحادثة.

وأكد عمال في المحطة رفضوا الكشف عن أسمائهم في اتصال مع “الشروق”، أن هلاك ضحيتي الحادثة بهذه الطريقة الصعبة، شكل صدمة حقيقية لهم، باعتبارهم وقفوا عاجزين عن إنقاذهم، مخافة التعرض للموت، فيما تعرف علاقتهم بالضحايا، زمالة ممتازة منذ مدة طويلة، خصوصا أن الضحايا مشهود لهم بحسن الأخلاق والانضباط في العمل والمواعيد المهنية. وشيّع سكان دائرة الحجيرة الضحيتين، في جو جنائزي مهيب، عرف حضور أعداد غفيرة من المشيعين، بينهم مسؤولون محليون، ومواطنون قدموا من عدة مناطق نحو مقبرة الحجيرة، لتشييع الضحيتين، اللذين ترك فراقهما حزنا كبيرا في نفوس أهلهما وزملائهما ومحبيهما.

ووجد عناصر الحماية المدنية صعوبة في إنزال قارورة الأكسجين، مع أحد عناصرها الذي باشر عملية النزول، ليتعرض أحد العناصر للإغماء بعد استنشاقه الغازات المنبعثة من البئر، ليتم نقله سريعا إلى المستشفى عبر سيارة الإسعاف.

وفتحت عناصر الدرك الوطني في الحجيرة، تحقيقا معمقا في الحادثة التي اهتز لها المجتمع المحلي، وذلك للوقوف على أسباب وفاة عاملين، هلكا في سبيل تحصيل قوت يومهما، بسبب انعدام أدنى وسائل الأمن والسلامة، والمحافظة على أرواح المواطنين، فضلا عن تعقيدات وتعفن ملف التشغيل، في منطقة تعج بالشركات النفطية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!