-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رهان على "العملاق الحديدي النائم" لرفع قيمة الصادرات

وفد صيني رفيع يعاين منجم غار جبيلات

ب. يعقوب
  • 30937
  • 0
وفد صيني رفيع يعاين منجم غار جبيلات
أرشيف

ثمنت مصالح ولاية بشار، الزيارة الأخيرة للوفد الصيني الهام إلى مشروع “غار جبيلات” على بعد 170كلم جنوب غرب ولاية تندوف، أكبر المشاريع الاستثمارية المنجمية في الجزائر، الذي يندرج ضمن التزامات رئيس الجمهورية بخصوص حشد واستغلال القدرات المنجمية للبلاد، كونه واحدا من أضخم المناجم النائمة على معدن الحديد في العالم.

تقدر احتياطات غار جبيلات من المعدن الرمادي بين 3 ملايير طن إلى 3.5 ملايير طن، من بينها 1.7 مليار طن يمكن استغلالها كمرحلة أولى بحسب الأرقام التي كشف عنها الطرفان الجزائري والصيني. هذا الأخير، الذي يعتبر الجزائر البوابة الرئيسية للصين نحو القارة الإفريقية. ومعلوم أن بشار ستحتضن عددا من المنشآت، التي ستتمثل في استغلال حديد غار جبيلات.

وقال بيان الولاية إن المشروع حظي بإنزال صيني هام في إطار الشراكة الجزائرية، الصينية، عقب توقيع الجزائر اتفاقيات مع ثلاث شركات صينية عملاقة مختصة في مجال التنقيب والاستغلال المنجمي وهي “أم سي سي” و”سي دابليو اي” “هايداي سولار” وفق القاعدة الاستثمارية 51/49 (51 % للجزائر و49 % للشركات الصينية.

وطبقا لما أوردته مصالح ولاية بشار، فإنه يرتقب في إطار هذا المشروع، إنجاز عدة هياكل ومنشآت إنتاج الحديد والصلب وهياكل تخزين المعدن الخام المجمع من مواقع الاستغلال بغار جبيلات بهدف شحنها نحو مدينة بطيوة في وهران باستعمال شاحنة كهربائية وقطار خاص، لافتا إلى أن الشراكة الجزائرية مع شركات صينية رائدة عالميا في بناء وتطوير المناجم واستخراج المعادن، ستسمح بضمان وتأمين تموين المصانع الوطنية للحديد والصلب بالمواد الخام أو ما اصطلح عليه بـ “العملاق الحديدي النائم” وترقية المداخيل خارج نطاق المحروقات من خلال التصدير، خاصة بعد الانتهاء من مراحله الثلاثة في آفاق 2025، بما أن فترة إنشاء المنجم تستغرق 5 أعوام من 2021 إلى 2024 بما فيها إنشاء مركب ضخم لصناعة الحديد والصلب ببشار، لزيادة القيمة المضافة لخام الحديد، وتحقيق أرباح أكبر.

وبحسب المصدر نفسه، فإن المشروع المنجمي الضخم المستدام المعتمد في نشاطه على استغلال الطاقات المتجددة، الذي يوليه رئيس الجمهورية أهمية بالغة، من منطلق احتياطات منجم غاز جبيلات 3 .5 ملايير طن يمكن استخراجها وبتركيز عال يصل إلى 57% من الحديد، من شأنه تدعيم الحركية الاقتصادية لولاية بشار.

وتراهن كثيرا عاصمة الجنوب الغربي في الجزائر على هذا المشروع لاسيما من حيث امتصاص جيوش البطالين في مناطق الجنوب، وذلك بتوفير مناصب شغل تصل إلى 3 آلاف عامل كمرحلة أولى، وسط توقعات بتضاعف الرقم بحلول 2025.

وكان والي بشار خلال معرض حديثه عن أهمية المشروع التاريخي، أكد أن غار جبيلات يكتسي بعدا دوليا من خلال استعمال عربات كهربائية لنقل الحديد إلى شمال البلاد عبر إنجاز خط للسكك الحديدية يربط بشار-تندوف-غار جبيلات، ما سيسمح بتصدير الحديد المنتج إلى مختلف الأسواق عبر ميناء مستغانم.

كما تعول السلطات في البلاد على أن يساهم الاستثمار في المنجم الضخم في تغيير معالم الاقتصاد الوطني ويسهم في إيجاد بديل قوي لعائدات سوق النفط، التي تراجعت أسعارها بسبب جائحة كورونا.

مشروع القرن

وأفاد الخبير المنجمي في مديرية الصناعة والمناجم لولاية بشار “عباد عبد الخالق” في حديث لـ “الشروق”، بأن مشروع غار جبيلات يشكل امتدادا الاستثمارات الصينية في الجزائر، التي تتجاوز مليار دولار، كما هي الحال لمشاريع استغلال الفوسفات في الشرق الجزائري بـ6 مليارات دولار، وميناء الحمدانية بشرشال. وذكر المتحدث، أن هذا المشروع يشكل البوصلة الحقيقية للاستثمارات الناجحة، كونه سيساهم في إيجاد مصادر طاقوية أخرى تكون بديلا عن عائدات المحروقات بينها مناجم الحديد والذهب لأجل تغطية أي عجز مسجل لاحقا.

وبرأي محدثنا، فإن هذا المشروع الهام، توليه الجزائر أولوية بالغة، فيما يخص تطوير قطاع التعدين والمندرج في إطار اتفاقيات التعاون والشراكة المبرمة بين الجزائر والصين لاسيما مذكرة التفاهم الجزائرية الصينية بشأن مشاركة الجزائر في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الذي تتبناه الصين الشعبية، كما يشكل أيضا ذات المشروع حسبه، أهمية لهذا العملاق الأسيوي، من منطلق أن الجزائر تعتبر البوابة الرئيسية للصين نحو إفريقيا، ما يوضح اهتمام الصين بهذا الاستثمار الضخم في إطار مشروع طريق الحرير، الذي سيمكنها من الوصول بسهولة إلى أسواق غرب إفريقيا، انطلاقا من ميناء الحمدانية وصولاً إلى ميناء نواذيبو شمالي موريتانيا، مرورا بشبكة من الطرقات والسكك الحديدية المنجزة أو التي سيتم إنجازها في أفق 2025.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!