-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وفي رفح ستنقلب الموازين

وفي رفح ستنقلب الموازين

أمر قادة الحرب في الكيان الصهيوني قواتهم المجرمة باقتحام مدينة رفح بقطاع غزة، وارتكاب مزيد من الجرائم، في محاولة أخرى يائسة منهم للبحث عن قادة المقاومة وتحقيق وهم تحرير الأسرى وتهجير سكان غزة إلى سيناء… وبرغم التضخيم الإعلامي الكبير لهذا الهجوم الجديد القديم والسعي لتقديمه كضربة أخيرة لأجل تحقيق وهم الانتصار، إلا أن جميع المؤشرات تبيّن أن العكس هو الذي سيحدث.. وفي رفح ستنقلب الموازين لصالح المقاومة وتبدأ الهزيمة الفعلية لقوات جيش الاحتلال.
داخليا:
– لأن مرتزقة الحرب الصهاينة الذين لم يحقّقوا أيّ هدف من أهدافهم في شمال القطاع ووسطه وفي خان يونس، سيدخلون رفح مهزومين فاقدين لكل أمل في تحقيق أدنى أهدافهم: لا القضاء على “حماس” ولا تحرير أسير واحد، فقط هو التدمير الأعمى الذي  سيستمر، كفعل همجي لا يقوم به سوى من عجز في ميدان المعركة أمام الرجال الصّناديد.
– لأن رأس الكيان الصهيوني نفسه، كما نشرت ذلك صحيفة “يديعوت أحرونوت”، بات يعترف عشية الهجوم على رفح بـ”بطء الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهداف العملية العسكرية، وسحب ألوية مقاتلة من القطاع”، وذلك يعني فعليّا وعلى أرض الواقع أنه توقف عن التقدم في الميدان.
– على عكس ذلك، باتت قوى المقاومة أكثر تضامنا ووحدة في موقفها، ولم يلاحظ أيّ تناقض في بياناتها أو محاولة القبول بالحد الأدنى من الأهداف، العكس هو الصحيح؛ ما زال سقف المقاومة عاليا، ولم تتردّد في تأكيد مطالبها المشروعة خلال المفاوضات مثلما حدث مع مقترحات باريس الأخيرة.
– والأهم من كل ذلك، أن الشعب الفلسطيني وهو يمر بأحلك الظروف وأشدّها قسوة مازال داعما للمقاومة، رافضا للتهجير، معبّرا عن تضحية فريدة من نوعها في تاريخ صمود الشعوب، وهذا كاف وحده ليقلب كافة الموازين.
خارجيا:
– المملكة العربية السعودية أكبر دولة في المنطقة يراهن الكيان الصهيوني على كسب موقفها، لمواصلة مسار التطبيع أصدرت بالأمس بيانا تحذيريا للكيان تقول فيه: “تحذّر المملكة من التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة، وهي الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح، وتؤكد رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسريا، وتجدّد مطالبتها بالوقف الفوري لإطلاق النار”. وهذا تحذير لا يمكن الاستهانة به البتة، خاصة وقد باتت الخارجية السعودية تقود عملية تنسيق فعّالة بين دول المنطقة لوقف العدوان.
– والأهمّ من ذلك أن تحذير المملكة رافقته دعوة لانعقاد مجلس الأمن لمنع العدوان وتحميل المسؤولية فيما سيحدث من كارثة إنسانية وشيكة (في رفح)، ليس فقط للكيان، إنما لـ”كلّ من يدعم الكيان”، وهي إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية الداعمة للعدوان. وموقف مثل هذا لا يمكن بأي حال أن يحسب لصالح قوات الاحتلال، بل يشير بوضوح إلى أن سياسة العدوان الصهيوني قد أَنتجت عكس ما كان منتظرا منها، بدل الظهور في موقف “القويّ” الذي ينبغي أن يخشاه الجميع مستقبلا، تحوّل إلى الفاشل الذي سيخسر الجميع وينقلب عليه الجميع، حتى من اعتقد أن أَمرهم محسوم لصالحه. 

– أخيرا على الصعيد الدولي، بقي موقف الأمين العام للأمم المتحدة مؤيدا لنضال الشعب  الفلسطيني، وغير متحيّز للأطروحة الصهيونية، والأمر ذاته بالنسبة لمحكمة العدل الدولية وللقوى الدولية الأخرى الكبرى مثل الصين وروسيا وجنوب إفريقيا وبعض الدول الغربية (إيرلندا، بلجيكا، إسبانيا…) التي أصبحت لا تتردّد في إدانة جرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ويزيد تعاطفها مع الشعب الفلسطيني.

كل هذه المؤشرات تؤكد أن انتصار الشعوب لا يتحقق إلا بالتضحيات، وانتصار الشعب الفلسطيني اليوم هو في آخر منعرج، وبإذن الله، في رفح تنقلب الموازين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!