-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لتعويض خسائر كورونا وانهيار القدرة الشرائية لزبائنها

وكالات سياحية “تستنجد” بالسّياحة الشتوية الداخلية..

نادية سليماني
  • 1493
  • 0
وكالات سياحية “تستنجد” بالسّياحة الشتوية الداخلية..
أرشيف

انتعشت السياحة الشتوية المحلية في الجزائر، فتسابقت الوكالات السياحية، لعرض رحلات “مميزة” عبر الحافلات، إلى عدّة مناطق سياحية، أهمّها جبال شريعة وتيكجدة، علّها تعوّض الخسائر الكبيرة التي تكبّدتها الوكالات خلال الجائحة، خاصة مع إلغاء العمرة التي كانت تعتبر متنفسا لها.

أصحاب وكالات: مداخيل السياحة المحلية ضعيفة وزبائنها مترددون

تعرف عُروض الرّحلات السياحية، نحو بعض ولايات الوطن، انتعاشا كبيرا منذ بداية تساقط الثلوج، فالإقبال يبدو كبيرا، في ظلّ تقديم الوكالات السياحية، عروضا مميزة، لم تكن موجودة سابقا، وهو ما يُبشّر بانتعاش السياحة المحلية، في حال تم تقنين العملية، واحترام البروتوكول الصحي.

عروض مميزة وتقديم هدايا للزبائن.. !!

في وقت أكّد أصحاب وكالات سياحية، تحدثت معهم “الشروق”، أنّه ورغم تساقط الثلوج، وإقبال العائلات على السياحة المحلية، تبقى المداخيل ضعيفة جدا، ولا تُعوّض سوى جزء بسيط من الأموال التي خسرتها الوكالات السّياحية، أثناء فترة تجميد النشاط وغلق المجال الجوي، وإلغاء موسم العمرة، ويبدو، حسبهم، أنّ هذه السياحة لن تنتعش، بعد استئناف الرّحلات السياحية الدولية.

رحلات بين 600 دج و1600 دج إلى جبال تيكجدة وشريعة

المتتبع لعروض الرحلات السياحية المحلية، يكتشف تنوّعا في العروض والأسعار وحتى الخدمات، وفي هذا رصدنا أراء بعض أصحاب وكالات السياحة عبر الوطن.
شركة الأهلّة للسياحة والأسفار، الكائن مقرها بدائرة عين أزال بولاية سطيف، واحدة من بين عشرات الوكالة السياحية، التي ولجت منذ سنة ونصف عالم الرحلات السياحية الداخلية والعائلية، لتعويض ولو نسبة قليلة من خسائرها بسبب كورونا.
وفي هذا الصدد، أكد مسير الشركة، خالد شاوش لـ “الشروق”، بأن الإقبال كبير على مثل هاته الرحلات، التي تتراوح أسعارها بين 600 دج و1600 دج للفرد الواحد، وذلك حسب الوجهة والتكاليف موضحا بأن الحجز يكون عن طريق القدوم لمقر الوكالة أو عبر الحساب البريدي.
وهذه الرّحلات المحلية، التي يطلق عليها المنظمون شعار “حوّس في بلادك صديقي”، تقصد فيها العائلات الحمامات المعدنية والجبال المغطاة بالثلوج.
وحول التزام الوكالات السياحية بالبروتوكول الصّحي، في ظل جائحة كورونا، قال محدثنا، بأنهم يشددون على زبائنهم، بضرورة ارتداء الكمامات وحمل المُعقمات، والتباعد بينهم.

نطالب بمنحة كورونا وتعويض خسائرنا
ومع ذلك كشف شاوش أنّ الوكالات السياحية لجأت لهذا النوع من الرحلات “فقط ليبقى اسمها في السوق، لأن هذه الرحلات مداخيلها قليلة جدا، فمثلا عند ملء حافلة كاملة بالسّياح، نربح مليون سنيتم فقط !!”. كما تتكفل الشركة، بتوفير مرشد سياحي وممرضة في حال حصل طارئ صحّي، وبحضور مصور محترف لالتقاط صور تذكارية للعائلات.
وقال المتحدث بأنّ الوكالات السياحية، خسرت كثيرا في ظل جائحة كورونا، وغلق المجال الجوي، خاصّة وأن معظم المقرات مؤجّرة كما أن الوكالات توظف عمالا لا بد من تسديد رواتبهم، وهو ما جعله يجدد نداءه لأعلى السّلطات، للنظر في وضعية الوكالات السّياحية، في ظل اقتراب الموجة الرّابعة، التي قد تتسبّب في غلق المجال الجوي مُجدّدا.

رحلات محلية لاكتشاف الولايات انطلاقا من 23500 دج
كما وجّهت بعض الوكالات السياحية أنظارها، وفي ظاهرة جديدة، إلى استكشاف المناطق السياحية والمعالم التاريخية بالولايات. وهو ما أقدمت عليه، الوكالة السياحية ” شاهد تور” بالجزائر العاصمة، والتي سطرت برنامجا ثريا خلال هذا الفصل لاستكشاف معالم الجزائر العاصمة القديمة وحتى الحديثة وفي هذا الصدد، كشفت مسيرة الوكالة زهرة لـ “الشروق”، بأنّهم سطروا برنامجا سياحيا داخليا، انطلاقا من 29 شهر ديسمبر، يتضمن نقل مواطنين من مختلف الولايات، لاستكشاف الجزائر العاصمة خلال 4 أيام، وبأسعار تبدأ من 23500 دج، حيث تنقلهم حافلات من مسقط رأسهم، إلى فندق مناسب بالعاصمة، متقيدين بالبروتوكول الصحي لكورونا الذي يلزمهم باستغلال نصف القدرة الاستيعابية للحافلات.
وبمرافقة مرشد سياحي، يزور السياح،مقام الشهيد، ساحة الشهداء، مسجد كتشاوة، المراكز التجارية في العاصمة، المسجد الأعظم، منتزه الصابلات، حديقة الحيوانات الكبرى ابن عكنون، وصولا إلى ولاية تيبازة. ويتخلل الرحلة حضور حفلة وسهرة ليلة رأس السنة.
وبحسب محدثتنا، فأرباح هذا النوع من السياحة الداخلية ” قليلة جدا”، كاشفة بأن السائح الجزائري صعب المزاج ومتردد عندما يتعلق الأمر بالسياحة الداخلية، موضحة ” السائح لا يناقش في أسعار الرحلات السياحية الخارجية، مهما كانت أسعارها، في وقت يتردد كثيرا في العروض المحلية، ويماطل، ومهما أشدنا له بالمنطقة السياحية، نشعر بأنه متردد وخائف من خوض هذه المغامرة، ربما لعدم ثقته في إمكانيات السياحة المحلية”.
وعن الفئات التي تُفضل هذه الرحلات، قالت المتحدثة، بأنهم عائلات وشباب وحتى بنات يفضلن السياحة في مجموعات.

وكالات تشترط ملابس شتوية مناسبة للجبال والثلوج
فيما تفضل وكالات أخرى، تنظيم رحلات ليوم واحد فقط، تفاديا للتكاليف الكثيرة، ولأن كثيرا من العائلات تتجنب المبيت في الفنادق، ومن تلك الوكالات نذكر وكالة “أميقو ترافل”، المتواجد ببلدية برج الكيفان بالجزائر العاصمة، والتي شرعت في تنظيم رحلات استجمام، مع بداية تساقط الثلوج، إلى أعالي جبال جرجرة وبالضبط قمة تيكجدة، بأسعار 1700 دج للشخص البالغ، و1200 دج للأطفال من 5 إلى 10 سنوات، أمّا الأطفال الأقل فيُنقلون مجانا.
وبحسب مسير الوكالة، في تصريح لـ ” الشروق”، وتفاديا لأي مشاكل محتملة، فهم يشترطون على زبائنهم، إحضار ملابس شتوية مناسبة دافئة ومناسبة للمشي في الثلوج.

“تحميمة” يومية مجانا..
وكالات سياحية أخرى، فضّلت “التميز” بتقديم رحلات وهدايا لزبائنها، ومنها وكالة الميدان للسياحة والأسفار، الكائن مقرها بولاية البليدة، حيث أكّد ممثل عنها لـ “الشروق”، أنّهم معتادون على تنظيم رحلات سياحية محلية، وانتعشت هذه السياحة أكثر خلال جائحة كورونا.
وسطّرت ” الميدان” برنامجا ثريا للمواطنين ضمن رحلة في 9 ديسمبر 2021، تنطلق من ولاية وهران إلى غاية حمام ملوان وجبال الشريعة بالبليدة، في برنامج يمتد على مدار 3 أيام وليلتين بفندق 4 نجوم، حيث يستفيد السائح من فطور الصباح والعشاء، ومرشد سياحي وخرجات ترفيهية.
والمميز في هذه الرحلة، استفادة المسافرين من حمام يومي مجاني، في حمام معدني بمنطقة حمام ملوان يوميا، ومن “الجاكوزي”، وحددت الأسعار بـ16 ألف دج للشخص الواحد، و9 آلاف دج للطفل من 4 إلى 12 سنة.

يوبي: السياحة المحلية هي المُنقذ
اعتبر مولود يوبي رئيس الإتحاد الوطني لوكالات السياحة والسفر، في تصريح للشروق، بأن الجزائر لها مستقبل كبير في المجال السياحي، لأنها تزخر بمقومات سياحية متنوعة، فنحن نمتلك السياحة الاستكشافية والبيئية، وسياحة المغامرة، والأهم السياحة الثقافية، كما أنّها تزخر بحضارات كثيرة متعاقبة، منها ما ظهر منذ 12 ألف سنة، والمفروض “أن يتم التعريف بهذا الموروث الثقافي والحضاري الضخم، ليصبح قطبا سياحيا محليا وعالميا”.
وأرجع يوبي، أسباب تراجع السياحة المحلية، إلى سياسة اعتماد الدولة على الريع البترولي في بناء اقتصادها، وتجاهل الدور الكبير للقطاع السياحي، في جلب العملة الصعبة والثروة.
وتفاءل المتحدث ببرنامج الرئيس عبد المجيد تبون الذي أولى فيه أهمية كبرى، لقطاع السياحة، عبر ميكانيزمات وآليات وإرادة حقيقية.
وبخصوص لجوء كثير من الوكالات السياحية مؤخرا، إلى السياحة الشتوية المحلية، لتعويض بعض من خسائرها، تأسف يوبي، معتبرا أن الموضوع جاء متأخرا كثيرا “إذ كان علينا الاهتمام بهذا النوع من السياحة قبل ظهور كورونا، بدل التركيز على السياحة الدولية، التي تستنزف العملة الصعبة”.
واعترف يوبي، بغياب تكوين وإطارات متخصصة في الإدارة المركزية، وإعلام يروج للسياحة المحلية، مع وجود قوانين “أكل عليها الدهر وشرب”، وغياب دور واضح للديوان الوطني في التسويق لسياحتنا، “هذه الأسباب مجتمعة، أنتجت عزوفا واضحا عن السياحة المحلية” على حد قوله.
وكشف قائلا “الجائحة تسببت في خسائر كبيرة لوكالات السياحة والسفر، فمن أصل 4 آلاف وكالة سفر، 90 بالمائة منها أغلقت أبوابها، بعد إفلاسها”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!