-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ولهنّ مثلُ الذي عليهنّ

ولهنّ مثلُ الذي عليهنّ

امتلأت نفسي حبورا وقلبي سرورا يوم السبت 24. 09. 2022 عندما حضرتُ حفلا تكريميا لطلبة وطالبات كلية الطب (دفعة 2022) بجامعة المجاهد سعد دحلب بمناسبة إنهاء دراستهم ودراستهنّ.

كانت نسبة الخرّيجات أكثر من الثلثين، وأكثرهنّ ملتزماتٌ باللباس الشرعي، إذ لم يُبدين زينتهنَّ ولم يتبرّجن تبرج الجاهلية، مما يدلّ على أنهن واعياتٌ بأن جمال المرأة الحقيقي هو في عفّتها وفي عقلها.

عندما كانت الطالباتُ يتسلمن شهادات تكريمهنّ ويلتقطن صورا للذكرى مع آبائهنّ وأمهاتهن وأقربائهن رجعتْ بي ذاكرتي إلى ما كان يردّده بعض “فقهائنا” قديما وحديثا، من “فتاوى” تحرِم المرأة من القيام بواجبها في تحصيل العلم الذي جعله اللهُ –عزّ وجلّ- ورسولُه –عليه الصلاة والسلام- واجبا وفريضة على كل مسلم، ذكرا كان أو أنثى.

أوّلُ ما خطر على بالي ذلك الكتابُ الذي سمّاه صاحبُه “الإصابة في منع تعلّم النساء الكتابة”، وما قاله الشاعر:

علّموهنّ الغزْلَ والنسيج والرُّدْنَ

   وخلّوا كتابةً وقراءة

فصلاةُ الفتاة “بالحمد والإخلاص”

   تجزي عن “يونس وبراءة”.

كما خطر على بالي ما كتبه “عالمٌ” معاصِر ذو صيتٍ وسمعة كبيرين في كتاب سمّاه “الدستور الإسلامي”. وفي هذا العنوان ما فيه بهذه “الـ” مما لا يليق بـ”عالم” يعلم انه ما أوتي من العلم إلا قليلا، وأنّ “فوق كل ذي علم عليم”، ومما جاء في فصل “تعليم البنت” أنها تدخل المدرسة وهي بنت خمس سنوات، وتغادرها –من دون امتحان ولا شهادة- وهي بنتُ عشر. وأنا أعلم أنّ هذا “العالم” يعيش بجسمه في القرنين العشرين والواحد والعشرين ويعيش بعقله في قرون الظلمات.. ورحم اللهُ الأستاذ محمد قطب صاحب كتاب “جاهلية القرن العشرين” فهو ينتمي إلى “مدرسة فقهية” تقول إنه إذا مرضتْ المرأة تعالجها “طبيبةٌ مسلمة”، فإن لم تكن فطبيبة، فإن لم تكن فطبيبٌ مسلم، فإن لم يوجد فطبيبٌ غير مسلم، لأن “الضرورة تبيح المحظورة”. ولستُ أدري أين كانت عقولُ هؤلاء عندما يفتون بمعالجة المرأة عند طبيبة مسلمة، وقد أوصدوا في وجه البنت باب التدرّج في مدارج العلم، والطبّ في أعلى المدارج؟

إنّ جناية بعض “العلماء” أو “الفقهاء” على أمتنا فظيعةٌ عندما حرَموا المرأة من أداء واجبها في تعلّم العلم، وتقوَّلوا في ذلك على رسول الله صلى اللهُ عليه وسلّم، ووضعوا كلاما ليس عليه نورُ النبوّة سمّوه “حديثا”.

وصدق الدكتور زكي نجيب محمود صاحب كتاب “المعقول واللامعقول في تراثنا الإسلامي”، وهذه الأقوال من هذا التراث اللامعقول.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!