الرأي

.. ويستمرّ الفستي!

جمال لعلامي
  • 2572
  • 0
الأرشيف

الأحزاب منشغلة كثيرا هذه الأيام بالمواعيد الانتخابية المقبلة، رغم أن الفترة الفاصلة عن موعدها الرسمي تقارب ستة أشهر، لكن تسخين العضلات أهم من الاهتمام بمشاكل المواطنين واقتراح الحلول لها!

هل سمعتم أن الأحزاب اجتمعت مثلما تجتمع هنا وهناك في الصالونات والفنادق، لمناقشة مشكل الاكتظاظ بالمدارس وندرة المؤسسات التربوية ومختلف المرافق الضرورية بالأحياء الجديدة؟

هل سمعتم أن الأحزاب التقت للبحث عن أسباب وحلول الجرائم التي تمزق المجتمع وترعب العائلات، إثر تزايد ظاهرة اختطاف الأطفال وقتلهم بطريقة بشعة تعوّد الجزائريون على مشاهدتها في أفلام الرعب؟

هل سمعتم أن الأحزاب اجتمعت فرادى ومثنى وثلاثة، لتقييم حصيلة نوابها في برّ-لمان وأميارها ومنتخبيها في المجالس المخلية، البلدية والولائية، قبل الحديث عن فتح قوائم الترشيحات للانتخابات الجديدة؟

هل سمعتم أن الأحزاب تجتمع لمناقشة أزمة السكن والشغل والبطالة والأسعار وشبكة الأجور ونظام التقاعد والقدرة الشرائية، وغيرها من الملفات التي تثقل كاهل الشعب والدولة؟

هل سمعتم أن الأحزاب تلتقي للبحث عن مخارج نجدة للقنابل التي تلغم الجامعات والمستشفيات والطرقات والكثير من المشاريع نتيجة اللامبالاة والتسيّب وسوء التسيير والمحاباة والمحسوبية؟

هل سمعتم أن الأحزاب تجتمع للوصول إلى إجابات حقيقية بشأن حكاية “فرنسة” المدرسة والأخطاء الخطيرة التي مسّت كتب الجيل الثاني وحوّلت القطاع إلى منتزه لمعارك سياسية وإيديولوجية؟

هل سمعتم أن الأحزاب تلتقي للمشاركة بمقترحات واقعية وحلول آنية وفورية لمشاكل زحمة السير وما تسبّبه من تأخر الموظفين عن مناصب عملهم، وما ينجرّ عن ذلك من خسائر للاقتصاد الوطني؟

هل سمعتم أن الأحزاب تجتمع لتقديم بدائل جاهزة لمشاكل التنمية والتخلف و”الحقرة” والعشوائية بالبلديات والمداشر المعزولة ممّن يعذبها الإقصاء والنسيان والتهميش وعقلية “الجموفوتيست”؟

قد تكون الأحزاب اجتمعت واجتمعت والتقت، آناء الليل وأطراف النهار، ولكن النتيجة تبقى صفر مكعب، إلى أن يُثبت العكس، وشهادات المواطنين، واعترافات المنتخبين والأحزاب نفسها، تفيد بذلك، أفلا توقف اجتماعاتها المكوكية التي أصبح مغرّدوها كمن يؤذن في مالطا؟

مقالات ذات صلة