-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يأكلون رمضان على مرأى من الناس وخلف الكاتدرائية بوهران

الشروق أونلاين
  • 1892
  • 0
يأكلون رمضان على مرأى من الناس وخلف الكاتدرائية بوهران

تفاجأ جمع من المواطنين في بحر الأسبوع الأول من رمضان بشارع “العربي بن مهيدي” بوهران من تصرّفات أحد رجال الأمن وهو يحمل أنبوبا بلاستيكيا شبيها بالسوط ويهمّ بضرب مجموعة من الأشخاص منهم شباب وكهول انزووا بإحدى جوانب الحديقة الخلفية للمكتبة الكاتدرائية، حيث اندهش الجميع لهذا التصرّف بعدما شدّ انتباههم مداهمة لدورية الشرطة لهذه الحديقة في حدود منتصف النهار حيث تمّ العثور على أكثر من خمسة أشخاص خلف المكتبة مختبئين وراء أحد الجدران وظنّ الجميع في البداية أنّ الأمر متعلّق بعصابة إجرام تتاجر في المخدّرات أو تحضّر لوضع قنبلة مفاجأة..ليتضّح بعد حوالي 10 دقائق من مسائلة رجال الأمن لهؤلاء الأشخاص وعملية تفتيش طالت كلّ المكان، أنّ المشتبه بهم ارتكبوا جريمة من نوع آخر هي انتهاك حرمة رمضان في وضح النهار وعلى مرأى من الناس ليس هذا فحسب بل ظهر أنّهم كانوا يتناولون الخمر قبل أن تحضر سيارة الشرطة لأخذهم إلى المركز، وقد قرّر أحد رجال الأمن أن يعاقبهم في الحال حيث وجد بالجوار أنبوبا بلاستيكيا قام بطيّه ليأخذ كلّ منهم نصيبه من الضرب أمام جميع المارّة والمتواجدين بالمكان، الأمر الذي أثار اشمئزازهم من الموقوفين الذين بدأوا ينصرفون من المكان الواحد تلو الآخر، بالقدر الذي أثار ضحكهم من الطريقة التي يبدو أنّها لقيت إعجابا واعتبرت أحسن جزاء لمن يتعمّد الإفطار في شهر رمضان.
هذه الحادثة لم تعد غريبة على المجتمع الوهراني لأنّ حالاتها تتكرّر في رمضان من كلّ عام، بينما أشارت مصادر مؤكّدة من مصالح الأمن أنّها تصادف في دورياتها المتكرّرة التي كثّفت في هذا الشهر بمختلف الشوارع والأحياء والأماكن العمومية عددا لا يستهان به من الأشخاص الذين يختلسون تناول الوجبات وشرب السجائر وكذا الخمور في وضح النهار مختفين داخل الحدائق العمومية أو بأماكن منعزلة في حين تعدّ الشواطئ والغابات الوجهة المفضّلة لهؤلاء بعيدا عن أنظار الناس، ومادام ذلك بعيدا عن الإخلال بالنظام العام ذكرت ذات المصادر أنّه في الغالب يتّم طردهم من طرف مصالح الأمن وتوقيفهم في حال مجاهرتهم بالإفطار، بينما يستثنى من ذلك المتشرّدون بالشوارع الذين يتجاهلهم الناس كذلك إلى جانب المختلّين عقليا، في حين يذكر كثير من مالكي المرشّات أنّهم يعثرون على علب “ياغورت” فارغة أو بقايا الطعام بغرف بعض من الزبائن بعد خروجهم مباشرة ليتبيّن أنّهم أفطروا رمضان ووسط رفض شعبي لهذه الانتهاكات واستنكار لهذه التصرفات الطائشة رغم أنّها تصدر غالبا من عقلاء وبالغين في السنّ يفضّل كثير من المواطنين عدم التدخّل في الحريّات الشخصية للأفراد ويكتفون غالبا بالسّخط والاستغراب.

ـــــــ
صالح فلاق شبرة

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!