-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يا بلا أجيني..!

جمال لعلامي
  • 801
  • 4
يا بلا أجيني..!
ح.م

حالة التزاحم وعدم التراحم، وظاهرة الطوابير و”التطباع”، تؤكد إلى ما لا نهاية، إمّا أن “الوعي” تراجع، وإمّا أن درجة الاستهتار ارتفعت، وإمّا أن الناس اعتقدوا بأن كورونا انتهت، ولذلك خرجوا فرادى وجماعات إلى الأسواق والمحلات، وتخلوا فجأة عن التدابير الوقائية، ومنهم من ظنّ بأن الأمور عادت إلى نصابها، وهو ما دفع الأطباء إلى إطلاق صافرات الإنذار من موجة ثانية لفيروس “كوفيد 19” لا قدّر الله!

قديما قالوا “المحرم يروح مع المجرم”، والحال، أن الكثير من المستهترين والمغامرين، أفسدوا الأمور على الملتزمين بالإجراءات الاحترازية، وهو ما قد يؤدي إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه خلال الأيام الأولى من رمضان، إلى تشديد الرقابة و”القمع” ضد التجار والزبائن معا، من خلال إعادة تعليق بعض الأنشطة التي اختلقت الفوضى وتسبّبت في تهديد الصحة العمومية!

تخفيف تدابير الحجر الصحي ورفع القيود عن عدد من الأنشطة التجارية “الضرورية”، جاء ليخدم التاجر والزبون معا، ويحافظ على الأرزاق ويحرّك عجلة الاقتصاد، لكن الظاهر أن البعض من هؤلاء وأولئك، لا يريدون “تصديق” بأن كورونا هو قضية حياة أو موت، ومازالوا يتعاملون مع الوضع، بمنطق “تخطي راسي”، وعندما تصل إلى “راسو”، يكون الوقت قد فات!

المسألة لا تخص هذا أو ذاك، لا تخصّ الحكومة دون الشعب، ولا الشعب دون الحكومة، لا تخصّ وزيرا أو مديرا أو فقيرا أو غفيرا، لا تخصّ قوّيا دون ضعيف، ولا شاميا دون بغدادي.. إنها تخصّ الجميع، والوباء لا يفرّق بين فئة دون غيرها، كما أنه لا يرحم كبيرا ولا صغيرا، وبالتالي، لا داعي لهذا اللعب والتلاعب و”الجياحة” التي ستنشر أكثر الجائحة!

منذ البداية، كان الخطاب واضحا ومفهوما: الكرة في مرمى المواطن.. فالقرارات الاستباقية التي اتخذتها الدولة، وكلّ الإمكانيات المسخّرة، وفرض الحجر الصحي وحظر التجوال، وغلق المساجد وتعليق الصلاة، وتأجيل التظاهرات الرياضية والاقتصادية والملتقيات وحتى الأعراس تمّ تأجيلها بسبب الوباء، كلّ ذلك، لا يُمكنه أن يحقّق المُراد، ما لم يكن المواطن هو الفاعل الرئيسي في إنجاح كلّ المساعي الهادفة إلى قطع دابر كورونا!

كلّ المؤشرات والتحذيرات والشواهد والوقائع الميدانية، تؤكد أن بعض التجار وبعض المواطنين، وللأسف هذا البعض أصبح “كثيرا”، خرقوا النظام الصحي الاستثنائي، وضربوا بنصائح الأطباء، وتمرّدوا على تدابير مواجهة الوباء، ولذلك، لا غرابة لو “عدنا إلى نقطة الصفر” والعياذ بالله، أو تراجعت الحكومة عن إجراءات التخفيف، وأعادت غلق المواقع التي تحوّلت أو تكاد تتحوّل إلى “بؤر” حقيقية لهذه كورونا اللعينة التي يتعاطى معها المستهترون بحكمة “يا بلا أجيني وإلاّ أنجيك”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • Ali Belaid

    يا أخي جمال و الله حتى هنا في بريطانيا الوضع تماما كما وصفته في الجزائر .
    حتى الفرينة و لخميرة أقسم بالله من صعب تلقها في الأسواق البريطانبة بعد منتصف النهار. لكن الناس هنا يلتزمون بمسافة مترين . أنا حاجة مفهمتهاش كيفاش الناس يطظبوا على الزلابية و على" الجي" الشربات ههههه مصية

  • المتأمل من بجاية

    المقال موجه للطبقة المثقفة ..فلماذا تبني عنوان المقال بالعامية.../أكتب باللغة الأكاديمية حتى يقرأ لك في المشرق والمغرب....

  • ن. وهران

    السلام عليكم، سيدي كاتب المقال ، المحتوى المطروح ذو أهمية بالغة في نشر الوعي، لكن سيدي تعمد كثيرا لحشو الكلام بالكلام هذا فعلا يفقد المقال مراميه، حبذا لو تتخلى عن هذه المناورة التحريرية لا يهم حجم المقال بل إنجازيته وما يرشح منه من تنوير ، فعلا وأعذرني الحشو خلق نشازا خلخل انسجام وتلقي المقال
    تقبلي سيدي هذا الرأي و خذه من باب النقد البناء لنرتقي ببعضنا، صح فطورك

  • فريد

    هذا الغاشي جاهل مفروغ منه. لكن اين الدولة؟