-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الجزائر محمد عثمان لـ"الشروق":

يد المقاومة على الزناد وإن خان العدو كعادته سنكون بالمرصاد

يد المقاومة على الزناد وإن خان العدو كعادته سنكون بالمرصاد

هذه عوامل النصر… وآن الوقت للمطبعين ليعودوا إلى رشدهم

يقدم ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الجزائر محمد عثمان، التوليفة التي مكنت المقاومة من تحقيق الانتصار على العدو الصهيوني، بعد 11 يوما من المواجهة، خرج صاغرا ليعلن وقف إطلاق النار.

ويؤكد عثمان في هذا الحوار مع الشروق أن المقاومة تضع يدها على الزناد للرد على العدو المعروف عنه الخيانة، كما توجه بالخطاب إلى الأنظمة العربية المطبعة.

انتصار باهر، وإذلال للعدو، ما هو السر هذه المرة؟

هذا الانتصار الباهر الذي منّ به الله على أمتنا وشعبنا، وعلى كتائبنا المضفرة كان بفضل الله أولا، ثم بفضل عدة عوامل، أولها هذه الروح الثورية المتفجرة، وهذه الإرادة الصلبة التي أظهرها أهلنا في القدس والمسجد الأقصى، عندما أعلنوا أنهم يخوضون معركة إرادة لكسر مؤامرات ومناورات التهويد وتدنيس المسجد الأقصى.

العامل الثاني هذه الوحدة الشعبية التي تحققت في الميدان في جميع جغرافيا فلسطين، في داخل وخارج فلسطين، والهبَة لجموع شعبنا في الضفة الغربية وفي أرضنا المحتلة عام 1948 وفي غزة الباسلة، كما تؤكد ثوابت حقوقنا في القدس وفي استقلالنا وحقنا في مقاومة المحتل.

العامل الثالث بفضل الله عز وجل، يعود إلى قدرة المقاومة على مواصلة الاستعداد ومراكمة خبراتها وإعادة ترميم  كل ما تخسره في جولات المعركة ضد المحتل، من قدرات صاروخية وإدخال أدوات جديدة في هذا الصراع فاجأت العدو، وباغتته وكسرت من إرادته وأفشلت مخططاته.

أما العامل الرابع فهو الالتفاف الشعبي على امتداد وطننا، والرسالة واضحة التي بعثت بها الجماهير المنتفضة بأنها تقف في خندق واحد مع الشعب الفلسطيني، في معركة واحدة ضد المحتل الصهيوني وضد ممارساته العنصرية ومحاولاته تدنيس الأقصى والاستيلاء على رمز الأمة.

هذه الحقيقة هي العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذا النصر المشرف وهذه الجولة، وكسر لإرادة العدو وتسجيل نقاط ستكون بإذن الله لها ما بعدها.

كيف تم التسريع للوصول إلى هذه الاتفاقية برعاية مصرية؟

نحن نرى أن الضغوط التي واجهها المحتل جراء عدوانه في هذه الجولة هي من سرعت برضوخه وقبوله بوقف إطلاق النار، واجه المحتل في آخر أيام عدوانه ضغوطا داخلية وخارجية.

الداخلية تمثلت في إظهار فشله على التصدي للمقاومة وعدم تمكنه من ضرب أهداف ذات قيمة عسكرية تسهم في إسكات صواريخ المقاومة كما كان يدعي عند بداية المواجهة.

لكن الذي حصل أن المقاومة مرغت أنفه في الوحل، وظهر وجه المحتل القبيح نتيجة لجرائمه في حق شعبنا، ولم يبق له سوى صور الأشلاء وركام الأبنية، وتهديم البنى التحتية.

لم يبق له سوى أهداف مدنية يقصفها ليسوق لنفسه انتصارا كاذبا، أمام الغرب الذي بدأ يطالبه بوقف الممارسات والجرائم، فالمحتل وبعد 11 يوما من العدوان ظهر فشله وعجزه، ووجهه الحقيقي الذي لا يمت  للإنسانية ولا للآدمية بصلة، ما سرع برضوخه لمساعي أطراف عدة منها الطرف المصري بشكل أساسي، الذي اقترح وقفا متبادلا لوقف إطلاق النار، والمقاومة قالت إنها لن تلتزم بهذا الأمر إلا إذا التزم المعتدي وتعهد بوقف عدوانه، وأعطت مهلة لاختبار السلوك الصهيوني على الأرض.

ونؤكد أن سلاح المقاومة جاهز ويدها على الزناد، وأنها تتوقع الخيانة كعادته دائما وستكون بالمراصد لأي محاولة لخرق ما تم التوصل إليه.

ما هي الأولويات الآن، وماذا عن الانتخابات التي تم تأجيلها؟

شعبنا أمام أولويات جديدة وأمام مرحلة جديدة، أولها إزالة آثار العدوان لاسيما في غزة وإعادة تعمير ما تم تهديمه وإعادة تأهيل شعبنا الذي تعرض لأبشع صور الانتهاكات الإنسانية والعنصرية.

ثم أمامنا تحد كبير هي استعادة الوحدة الوطنية، من خلال إعادة ترتيب بيتنا الفلسطيني الذي انطلقنا فيه قبل موجة التصعيد.

هل مازال هنالك أمل لتحقيق المصالحة مع السلطة؟

اليوم لدينا سلاح جديد نضيفه إلى أسلحتنا في تحقيق هذه الوحدة الوطنية، فعلى الرغم أن المحتل لا يعجبه أن يتوحد الفلسطينيون، كما أن من يقف وراءه سرا وعلنا لا يعجبه ذلك، ولكن الإرادة الفلسطينية أقوى وأمضي، فكما أفشلت المواجهات العنصرية والمخططات كما أفشلت هذه الجولة من المعركة كل معوقات تحقيق الوحدة، ويمكن أن تكون البداية للوحدة والمصالحة على أساس انتخاب قيادة فلسطينية جديدة قوية وقادرة لإعادة القرار للشعب وتجديد مؤسساتها وأطرها القيادية حتى تصبح قادرة على تسيير المرحلة القادمة، والاستثمار في هذا الانتصار والاستثمار في ما تم بناؤه، وسنكشف لاحقا عن خطتنا للتحرك على هذا الصعيد.

ما رسالتكم للأنظمة المطبعة بعد هذا النصر؟

برسائل مختصرة نقول لتلك الأنظمة التي سقطت في وحل التطبيع وبعد هذه الجولة من الباهرة من الصمود الأسطوري لشعبنا وأمام هذا السلوك الوحشي من الكيان الغاصب نقول لهم إما أن تكونوا قد غرر بكم وإما أن تكونوا مخدوعين بما أقدمتم عليه، وهذا أوان يقظتكم، وهذا أوان صحوتكم وأوان عودتكم.

لم يمض على هذه التوقيعات التي يدعي أصحابها وشركاؤها، أنها تجلب الرخاء والاستقرار للمنطقة لم يمض عليها الكثير، لم يجف الحبر الذي كتبت هذه المواثيق والاتفاقات حتى ظهر لكم الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني، وتجلت أمامكم أهدافه في إدخال المنطقة في صراع متواصل واستنزاف لموارده ولشعبه.

أم أنكم أنتم تشاركون المحتل عن سابق إصرار في تصفية الحق الفلسطيني، وفي التآمر على الفلسطينيين لقد رأيتم العزيمة وهذه الإرادة الصلبة وهذا النفس الطويل والحارق على من يتآمر عليه وسلبه حقه، في التحرير والعودة والحفاظ على المقدسات.

ورأيتم وقفة العالم الإسلامي من أقصاه إلى أدناه خلف هذا الشعب وكيف أظهر تحديا ومن يريد أن يتعرض لهذه الحقوق، ليس أمامكم سوى العدول عن هذه الاتفاقيات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!