”الحركى” يعودون هذا الأسبوع
عندما يتحرك الحركى الذين خانوا الشعب والوطن ووقفوا مع المستعمر ضد بني جلدتهم، ويطالبون برد الاعتبار لهم وإجبار الدولة الجزائرية على الاعتراف بـ”مجازر” ارتكبت في حقهم غداة الاستقلال وفق ما يدعيه هؤلاء، عندما يتحرك هؤلاء يمكن أن نقول أن المعايير والقيم فعلا انقلبت لدرجة أصبح الخسيس والخائن يبحث عن البطولة حتى وإن كانت في مزبلة التاريخ.
يجب أن يعلم هؤلاء الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم أن الشعب الفرنسي يحتقرهم قبل غيره من الشعوب، لأنه ذاق معنى الخيانة مع أولئك الذين تعاونوا مع الألمان على حساب بلدهم وشعبهم.
لقد قال أحد الحركيين إنه لا يحتمل أن يعيش تحت كنف الدولة الفرنسية إذا صادق البرلمان الفرنسي على قانون يجعل من يوم 19 مارس يوما وطنيا للضحايا المدنيين والعسكريين في حرب الجزائر، والغريب في أمر هذا الحركي أن خيانة الوطن ليست عارا من وجهة نظره، بينما اعتبار يوم 19 مارس يوما وطنيا لفرنسا هو عار كبير لا يمكن أن يعيش معه.
هذا الحركي الذي يدعى عرفي حسن، لم يتوقف عند هذا الحد، بل استكثر أن تقوم الرئاسة الفرنسية بالاعتراف بالمجازر التي ارتكبتها في حق بني جلدته يوم 17 أكتوبر 1961، وقال إن السلطات الجزائرية مطالبة برد الجميل والاعتراف بما زعم أنها مجازر في حق الحركى والأقدام السوداء!!
ولعل الاعتراف غير كاف من قبل الدولة الجزائرية، وقد يأتي اليوم الذي يطالب فيه هؤلاء الخونة بإقامة نصب تذكارية إلى جانب النصب التي أقيمت للشهداء الأبرار، ويكون لكل حركي وخائن فيلم يروي بطولاته في إبادة الجزائريين إلى جانب جنود فرنسا.
هذه هي ضريبة التعامل بسلبية مع الحقوق التاريخية للجزائريين، لدرجة أصبح هؤلاء الخونة يمنون علينا بشبه الاعتراف الذي صدر عن الرئاسة الفرنسية ويطالبون بالثمن، وأي ثمن؟ رد الاعتبار لأولئك الذين حجزوا أماكنهم في مزبلة التاريخ ورضوا بأن يكونوا “كلابا مدربة” في خدمة المستعمر.
عندما تكون السلطة في الجزائر في مستوى التضحيات التي قدمها الشهداء وتطالب بكل ما سلبته فرنسا من الجزائر، عندها سيعود هؤلاء الخونة إلى جحورهم وسيكتفون بالفتات الذي تقدمه لهم فرنسا مقابل خيانتهم لبلدهم.