-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

‮…‬وأين‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬الآن؟

الشروق أونلاين
  • 7247
  • 1
‮…‬وأين‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬الآن؟

الرأي العام العربي والدولي الذي بلدته الآلة الإعلامية العصرية المكرسة في مجملها لخدمة الدول الغربية الكبرى، ربما لم يلاحظ أن الأزمة المالية التي كانت قبل أسابيع قليلة تقض مضاجع سكان المعمورة من الصومال إلى السويد، ومن الهندوراس إلى جزر فيجي..

 قد انتهت وكادت تنمحي تماما من الذاكرة القصيرة لهذا الرأي العام البليد بمجرد تسارع الأحداث واحتدام الصراع في ليبيا، كما انمحت من على كاهل اقتصاديات الدول الغربية بمجرد دخول هذه الدول، تحت راية حلف الناتو، في حرب شاملة ومكشوفة على ليبيا بعد أن كانت أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا على شفير الانهيار المالي والدخول في أزمة مدمرة أو كما سمتها وسائل الإعلام، وبقدرة قادر تحولت من العجز عن الدفع والندرة الخانقة في السيولة إلى القدرة الخارقة على صرف مئات الملايين من الدولارات في اليوم الواحد على الحرب والتدخل العسكري في ليبيا، حتى أصبح المجلس الانتقالي المتمخض عن الانقلاب على معمر القذافي، مطالبا من الآن بدفع ألف مليار دولار على الأقل لهذه الدول، مقابل تحرير ليبيا المزعوم، وتعويضا عن حوالي ثلاثين ألف غارة على طرابلس وضواحيها وما استهلكته من محروقات وذخيرة وصواريخ وساعات عمل لجيوش‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭..‬

  • وهكذا أصبح واضحا من تطور الأحداث في ليبيا أن الأزمة المالية والاقتصادية التي كان أصحابها يرعبون بها العالم كانت مجرد كذبة على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون ومواقع الأنترنت وتصريحات المضللين من خبراء ومحللين دائرين في فلك سياسات هذه الدول.
  • فقد كانت ليبيا بثرواتها الهائلة وموقعها الاستراتيجي ونظامها الرعوي بقيادة العقيد معمر القذافي ومعارضتها الفاسدة المسمنة في مطاعم أوربا وأمريكا وثوارها السذج.. كافية لاختلاق أزمة مالية عالمية وهمية قاتلة -مثل ما اختلقت فيروسات انفلونزا الطيور والخنازير والخيل‭..- ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬اليد‭ ‬على‭ ‬ثروات‭ ‬ليبيا‭ ‬الطائلة‭ ‬من‭ ‬المحروقات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن،‭ ‬فيما‭ ‬تستمر‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تصديق‭ ‬الكذب‮.‬
  • وهذا جانب فقط من حملة التضليل وقلب الحقائق رأسا على عقب. أما الجانب الآخر، وليس الأخير، فهو عندما تقول فرنسا إنها تفعل ما تفعله من أجل تحرير ليبيا وشعبها من ديكتاتورية معمر القذافي (على طريقة تحريرها لمستعمراتها في إفريقيا)، وعندما تقول الجزائر إنها عانت بدورها من سياسات القذافي وخاصة مما تعلق منها بتحريض التوارڤ على التمرد في المنطقة وإقامة دولة لهم في حين أن مشروع دولة التوارڤ هو مجرد كلام عند القذافي ومشروع حقيقي وقديم عند فرنسا ظلت تلوح به وتدفعه إلى السطح كلما لاح من الجزائر ضعف ووهن وتردد أمامها، كما هو الشأن هذه المرة وهو مرتبط بعزم فرنسا السيطرة على منطقة الصحراء الكبرى بأي ثمن، ومهما طال الزمن والحديث عن ذلك كان مقرونا دائما بأهمية منطقة التاسيلي الجزائرية لإقامة قاعدة إطلاق لصاروخ آريان بدل قاعدة كورو البعيدة والمكلفة في المحيط، ويبدو أن فرنسا تسير‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بثبات‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف؟‭
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • أبو شاهين

    بارك الله فيك على التحليل السليم والرصين